;

قبل فوات الأوان .. المصارحة قبل المصالحة 916

2008-01-14 04:40:38

عبد الفتاح البتول

لا يختلف اثنان على نبذ العنف وسفك الدماء وفي نفس الوقت لا خلاف على أهمية وضرورة أي تصالح وأي تسامح فالتسامح مبدأ اسلامي ومطلب بشري انساني والذي لا شك فيه ان ما حدث امس الأحد 13يناير امر مؤسف ومكلف ويتطلب التحقيق فيما حدث ومعرفة ملابسات الحادث وفي نفس الوقت وضع حد لأي تداعيات قد تنجم عن مثل هذه الاحداث الدموية المؤسفة.

باعتقادي ان ما حدث مؤشر خطير على خروج مثل هذه الفعاليات عن حدود السيطرة من قبل القائمين على حركة الاحتجاج في المحافظات الجنوبية كما ان الشعارات التي يتم تنفيذها استفزازية ومضرة بالوحدة الوطنية، بل ان البيان الصادر عن مهرجان الصالح والتسامح يحمل الكثير من المغالطات والتعبئة الخاطئة في اتجاه شق الصف الوطني والنيل من المنجز الوحدوي بل ان اختيار يوم 13يناير موعداً لمهرجان تصالح وتسامح امر يدعو للاستغراب والدهشة ف(13) يناير ذكرى سيئة لأحداث دامية وصرعات مدمرة فكيف نستدعي ذكرى اليمة ومناسبة دموية وندعو للتصالح والتسامح ان عدن 13يناير 2008م غير عدن 86م الفرق كبير والبون شاسع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً تنموياً ووحدوياً لذلك فإن القيام بمثل هذه الفعاليات وفي مثل هذا التوقيت لا يخدم قضية المصالحة ولا المسامحة كما انه لا يخدم القضية الوطنية ولا حتى القضية الجنوبية.

ان ازالة آثار حرب 94م يتطلب تضافر جهود الجميع وفي اطار وطني ونسق وحدوي تشارك فيه احزاب اللقاء المشترك والحزب الحاكم والفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني. . اما الوحدة فإنها قائمة سياسياً وقانونياً واجتماعياً وجغرافياً ومصالحياً وهذه الوحدة هي وحدة 22مايو 1990م التي فتحت عهداً جديداً للوطن اليمني ارضاً وانساناً وهي انجاز هام وفريد على المستوى القومي والاسلامي وهي كذلك على المستوى الاقليمي والدولي، وحسب ما قاله الأخ علي سالم البيض يوم 22مايو 1990م فقد فاز اليمنيون بإنجاز عظيم وانبل الأهداف الوطنية ومن حسن حظ هذا الجيل ان منحهم التاريخ هذا الشرف الرفيع شرف تحقيق الوحدة اليمنية والاستمتاع بأجوائها وأضوائها المشرقة.

انني لا اخشى على الوحدة فهي راسخة كالجبال اصلها ثابت وفرعها في السماء ولكنني اخشى واشفق على اولئك الذين احترفوا السياسة واتخذوا الوطنية شعارات وجعلوا من القضية الجنوبية مطية واتخذوا من القضايا الحقوقية وسيلة لتحقيق اهداف ومآرب اخرى، ان على جميع المواطنين الأحرار وخاصة في احزاب اللقاء المشترك ان يرفعوا اقلام الحقيقة ساطعة وكلمة الحق واضحة لدحض وتفنيد الأطروحات الخاطئة والآراء والأقوال الباطلة وعدم تبرير الأقوال والأفعال الانفصالية بحجة الأوضاع المعيشية القاسية والصعبة. ولا مبرر للسياسات والممارسات الخاطئة والفاشلة للسلطة والحكومة ووضع الامور في نصابها الصحيح واعطاء المصطلحات مدلولاتها الحقيقية وان الفاسد فاسد والسارق سارق والانفصالي انفصالي والوطني وطني بعيداً عن الخلق والخبط والتلاعب بالالفاظ والكلمات فهناك فرق كبير بين المطالب الحقوقية والدعوات الانفصالية كما ان هناك فرق بين الاعتراف بالقضية الجنوبية في اطار وطني ووحدوي والاعتراف بها في سياق انفصالي مناطقي.

اننا بلا شك بحاجة ماسة لأن يعلن الحزب الاشتراكي وتجمع الاصلاح موقفهما الحقيقي والجاد والواضح والوطني عما يحدث في عدن والمحافظات الجنوبية بكل شجاعة ووطنية ومراعاة للمصلحة العامة بعيداً عن ضغط الشارع والمجاملات السياسية والكسب الآني والمرحلي فالساكت عن الحق شيطان أخرس.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد