عبد الفتاح البتول
ALbatool@yemen. netye
في خريف عام 2003م وبعد احتلال العراق وأفغانستان وفي إطار الحرب على ما يسمى - الإرهاب- أطلق وزير الحرب -الأمريكي السابق- دونالد رامسفيلد- الدعوة لحرب الأفكار، مؤكداًَ على أهمية خوض معركة الأفكار بالتزامن مع الحرب العسكرية والسياسية والاقتصادية والهدف من حرب الأفكار التي تنادي بها أمريكا والدول الغربية يتمثل بمسح الهوية الدينية والوطنية للشعوب العربية والإسلامية، ونشر الثقافة الغربية والأفكار الليبرالية شرها قبل خيرها وأخطاؤها قبل صوابها، ومن الواضح أن حرب الأفكار أسهل من حرب العسكر، فمن خلال الهيمنة والغطرسة الأمريكية وتحت شعارات الديمقراطية والحريات السياسية ومشاركة المرأة في الانتخابات، يتم التدخل في الشؤون المحلية وبصورة سيئة واستفزازية، ومن ذلك التصريحات التي أطلق المدير الإقليمي للمعهد الديمقراطي الدولي (
NDI ) في اليمن بيترد يمتروف، والتي
تنال فيها بعض القضايا المحلية، ودور المعهد الديمقراطي فيها، ومن ذلك تأكيده على أن الديمقراطية حقوق النساء وتحديداً الكوتا ليست شؤوناً داخلية، بقدر ما هو مشروع عالمي من حق الجميع العمل لأجله!!. . هكذا وبكل صفاقة وفي إطار حرب الأفكار يلغي مدير المعهد الديمقراطي الخصوصية والهوية الدينية والسيادة الوطنية ويؤكد على حقهم في التدخل وفرض الأجندة والإستراتيجية الأمريكية في اليمن تحت ذريعة العالمية والديمقراطية.
لقد تجاوز (بيتر) حده وسلك طريقاً وعراً ووصل به الأمر إلى التحريض والفتنة والإساءة للأحزاب السياسية التي يتعامل معها والتي ترحب به وتذلل له العوائق وتقدم له المعلومات و التقارير، المدير الإقليمي للمعهد الديمقراطي الأمريكي والذي أصبح -الدولي- دعا المرأة اليمنية لمعاقبة الأحزاب على ما قامت به هذه الأحزاب من خيانة حسب تعبير -بيتر ديمتروف الذي اتهم الأحزاب -وتحديداً المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اتهمها بعدم احترام ميثاق الشرف الخاص بدعم النساء في الانتخابات البرلمانية والمحلية السابقة، حيث كانت خيانة الأحزاب وعدم احترامها لميثاق الشرف سبباً بخسارة وفشل المرشحات في الانتخابات، وبعد هذا التحريض ضد الأحزاب والإساءة إليها، وبعد تأكيده على أن هذه الأعمال ليست شأناً داخلياً.
جدد السياسي الكندي ومدير المعهد الديمقراطي الأمريكي بيترد يمتروف دعمه للمرأة اليمنية وإبراز دورها في الانتخابات ناخبة ومرشحة، بالإضافة إلى تعزيز قدرات المرأة داخل الأحزاب، وخاصة بعد الخيانة العظمى التي ارتكبتها هذه الأحزاب بحق المرأة.
إنني وفي الوقت الذي استنكر التدخل السافر في الشأن الداخلي وبهذه الصورة، أنكر التدخل في الشأن الحزبي وأرفض هذه الإساءة للأحزاب اليمنية التي ليست تابعاً للمعهد الأمريكي ولا للحزب الديمقراطي ولا الجمهوري وأنها أحزاب يمنية ووطنية تقف ضد أي خرق للسيادة الوطنية سواءً كانت خرقاً عسكرياً أو سياسياً أو دبلوماسياً أو ديمقراطياً، وإن هذه الأحزاب تتعامل مع المعهد الديمقراطي وغيره من المنظمات الدولية في إطار أجندة وطنية.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم أمس الاثنين 14/يناير 2008م ذكر -بيتر- أن سبب العمليات -الإرهابية حسب تعبيره والتي وقعت في كل من شبوة ومأرب والجوف يعود إلى سوء إدارة الحكم المحلي في تلك المناطق، إضافة إلى نمو الثروات، والتي تكون سبباً في تفاقم الأزمات حسب تحليل مدير المعهد الديمقراطي الأمريكي في صنعاء، والذي أخذ في الجراءة والتدخل إلى أن يقوم بمحاسبة وإدانة السلطات المحلية في هذه المحافظات ويحملها مسؤولية الأحداث الإجرامية فبأي منطق وأي مسؤولية يتحدث هذا، وهل للمعهد الديمقراطي حدود سياسية وجغرافية في عمله وأنشطته، ألم يتم إغلاق المعهد في البحرين بسبب سوء أعماله الشبهة والاشتباه في برامجه وأهدافه، وبعد طرده من بعض الدول لم يجد المعهد الديمقراطي سوى اليمن كمقر إقليمي ورئيسي، ثم يزعمون أنهم اختاروا اليمن كمقر ل(NDI) نظراً لما لليمن من أهمية كبيرة في بناء الديمقراطية كنظام سياسي في المنطقة، هكذا يمارسون الكذب والخداع والتضليل والتدليس، أي ديمقراطية هذه وأي فاصوليه ومولوخية، وأي إصلاح وخير وحكم رشيد بصورة جورج بوش إلينا، هل هو نموذج العراق وأفغانستان أم نموذج أبو غريب وجوانتانامو والسجون السرية وقانون المراقبة والتصنت على المواطنين الأمريكيين!!.
إن الحكومة الأمريكية اليوم تبدو مهزوزة، والديمقراطية والانتخابات ودور المرأة إذا لم تكن خيارات وطنية وشؤوناً يمنية داخلية فلا خير فيها ولا هدف من ورائها.