;

التمرد الحوثي والنفاق السياسي في الخطاب الإعلامي 894

2008-01-19 12:32:51

عبد الفتاح البتول

ربما لاحظ المتابعون والقراء لهذا العمود اليومي المتواضع في هذه الصحيفة الغراء أن العبد لله كاتب هذه السطور كان قد توقف خلال الشهور الماضية عن الكتابة عن فتنة الحوثي وتمرد الحوثيين،وحرصاً على إيجاد أجواء ملائمة للوساطة والحلول السلمية، حيث كان بعض الزملاء والأصدقاء الذين نحترمهم ونختلف معهم، قد ذكروا من الفترة الماضية أن مقالاتي وكتاباتي حول أحداث صعدة تعتبر من أسباب وعوامل اندلاع الحرب والمواجهات أكثر من مرة، فهي أثبتت لهم عكس ذلك فقد عمدت إلى عدم الكتابة في الموضوع منذ إطلاق الوساطة القطرية وتشكيل اللجنة الرئاسية المكلفة بتنفيذ بنود المبادرة القطرية، وها هي اللجنة تتعثر في نجاح مهمتها ويظهر فشلها الذريع، وها هي المبادرة القطرية تلاقي نفس المصير، وكل ذلك وكما يعلم الجميع بسبب تعنت وتصرف قادة التمرد الحوثي، الذين اتخذوا من الوساطة القطرية ووقف إطلاق النار فرصة لإعادة ترتيب أوضاعهم وأخذ أنفاسهم والتزود بالمال والسلاح والرجال والتدريب ووضع الخطط والبرامج لخوض جولة جديدة من التمرد والمواجهة مع القوات المسلحة، لقد كانت الفترة الماضية كافية لحل الأزمة وإنهاء الفتنة لو كانت هناك رغبة أو نية عند المتمردين، الذين لم ولن يتوقفوا عن تمردهم سلمياً وسياسياً ذلك أن ما لديهم من أهداف وإستراتيجيات وارتباطات لا تسمح لهم بوقف الفتنة وإلقاء السلاح، كما أن كتاباتي ومقالاتي ليست جزءاً من الفتنة ولا حافزة على المواجهة، إنما هي محاولة متواضعة وجهود بسيطة لإنهاء الفتنة والقضاء على التمرد، من خلال منطلقات وطنية وحقائق واقعية وخلفيات تاريخية وأسس فكرية وعقدية ومنهجية فليس بيني وبين الحوثي ثأراً ولا ميراثاً ولا خلافاً شخصياً ولا عائلياً ولا مالياً، والذي بيني وبينهم قضية وطن، وقضية نظام ودولة وثورة وجمهورية، وحق وباطل.

إنني استغرب مواقف الأحزاب والفعاليات والشخصيات الذين مازالوا في موقف المتفرج وفي حالة سلبية وسطحية ولم يقدروا وهم يرون بدايات المواجهات الرابعة أم الخامسة، تحديد موقف وتبيين الخيط الأبيض من الخيط ا لأسود من التمرد والفتنة، مازال الكثير يتعامل بسذاجة وغفلة وشماتة بالدولة والسلطة للأسف الشديد أن تضيع الحقيقة ويتم تمييع القضايا الوطنية المصيرية نتيجة التأثر بمقايل القات والجلسات الخاصة والعامة، والعلاقات الشللية والمجاملات الشخصية والحزبية والصحفية، حتى تصبح الكتابات والمقالات والأخبار المؤيدة والداعمة للتمرد والمتمردين جائزة ومستحبة ولا تثير الطائفية ولا تعمق الفتنة، لدرجة أن القيادات السياسية والإعلامية والمالية للتمرد تجد كل القبول والاحترام والتأييد والتعاطف من قبل السياسيين والإعلاميين والصحفيين الذي يعتبرون أنفسهم محايدين وغير منحازين ومهتمين بحقوق الإنسان وقضايا المجتمع المدني، إنه النفاق السياسي والاهتزاز الفكري الذي يجعل صاحبة متناقضاً وقلقاً ومغالطاً، وشيطاناً أخرس يسكت عندما يكون الخطأ عند الحوثيين والمتمردين يسكتون على الأقوال المذهبية والخطابات الطائفية والدعوات العنصرية، إنهم عاجزون وغير قادرين على نقد المذهبية الشعبية والطائفية الإثنى عشرية، ولكنهم يسارعون في نقد وسب وركل ولعن المذهبية إذا كانت سنية والطائفية إذا كانت سلفية، إنه النفاق السياسي والإعلامي والصحفي والقانون والحقوق الذي يمارسه البعض بدراية أو بغير دراية، يا قومنا هاهي نذر المواجهات الجديدة والحرب الطازحة تتطلب منكم إعلان موقف واضح وثابت ومبدئي وشامل وصادق، واعرفوا وتعرفوا على الحق من الباطل، والصواب من الخطأ وابحثوا عن الطرف المتعنت والظالم والمجرم، أما السلطة والدولة والحكومة فعليها القيام بواجبها تجاه الوطن وأمنه واستقراره، وأعلموا أن المرونة الزائدة والقوة الناعمة تؤدي إلى نتائج عكسية وآثار كارثية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد