عبد الفتاح البتول
يأتي الحرص السعودي على انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي من خلال شعور مسؤول وفهم عميق لمجريات الأحداث ومواجهة المتغيرات الإقليمية والدولية، والتي تستدعي من دول الخليج والجزيرة العمل الجاد والسريع لحفظ الأمن القومي وتغليب المصلحة العامة على المصالح المحلية والفردية ذلك أن انضمام اليمن وتفعيل دور مجلس التعاون يشكل أهمية قصوى في هذه الظروف والمستجدات التي تتطلب وجود مشروع على مستوى الجزيرة والخليج يواجه المشاريع الأخرى الإقليمية والدولية والتي تسعى لتمزيق المنطقة وإضعافها وبسط النفوذ عليها، وهذا ما دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي قدم مقترح ومشروع يوصي بتسريع خطوات اندماج اليمن في اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي والتهيئة للانضمام الكامل والفاعل، ولا شك أن هذا المقترح يعبر ويدل على وعي سياسي واستراتيجي لخادم الحرمين والقيادة السعودية وفي نفس الوقت حرصاً على حماية الأمن القومي والاقتصادي وتعزيز مسار التقدم والرقي والنهوض لدول المنطقة، كما أن هذا المقترح يؤكد على أن انضمام اليمن لا يخدم اليمن وليس في مصلحتها وحدها، وإنما في مصلحة المنطقة وخدمة دول المجلس بأكمله، بالإضافة إلى أن الأشقاء في المملكة يدركون تمام الإدراك أن انضمام اليمن ووجوده في هذا المجلس الإقليمي أصبح أمراً لا مفر منه، والأفضل الإسراع بالخطوات العملية لذلك، وأن التأخير والتسويف في هذا الموضوع من شأنه أن يحدث أضراراً وخسائر بالأمن القومي الخليجي على المستوى القريب والبعيد، فالمشروع الأمريكي والفارسي في الخليج العربي يسير بوتيرة عالية وخطوات سريعة وكلاً المشروعين الإيراني الفارسي والأمريكي الصهيوني يعملان في اتجاه معاكس ومعادٍ للأمة العربية والدول الخليجية، تماماً كما حدث في العراق تدمير الدولة وتخريب الاقتصاد وتقسيم المقسم، إن منطق العقل والشرع والمصلحة و الواقع يجعل الإسراع بانضمام اليمن أمراً هاماً وضرورياً على كافة المستويات والمجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والإستراتيجية والمصلحية، وإن كل الأعذار والمبررات التي توضع لتأخير انضمام اليمن غير حقيقية ولا واقعية، ولا تعد أن تكون عوامل عاطفية ونرجسية ووهمية، الرافضين وأن على والواقفين ضد انضمام اليمن فإنهم لا يرون أكثر من تحت أقدامهم، ويقعون في أخطاء إستراتيجية وتاريخية وخاصة أولئك الذين يقعون تحت التأثيرات الإيرانية والابتزازات الشيعية، والذين يرحبون بالرئيس الإيراني في القمة الخليجية الأخيرة التي عقدت في الدوحة، وكان محمود أحمدي نجاد ضيفاً ثقيلاً ويلقى خطاباً كاذباً، إن إيران واللوبي الشيعي يعملون على قدم وساق ضد انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي، لأن ذلك ليس بمصلحتهم، وخاصة إن إيران لا تعترف بمجلس التعاون وترفض التعامل مع المجلس باعتباره تكتلاً وإنما يتعامون مع هذه الدول بصورة فردية، يحتلون جزر إمارتيه ويعلنون أن البحرين محافظة من محافظات إيران، ويضغطون على قطر ويبتزون الكويت ويخططون للسعودية، وإيران فوق هذا تتفوق على الدول الخليجية عسكرياً وسكانياً وصناعياً ، وفوق ذلك فإن إيران تخالفنا مذهبياً وعرقياً وقومياً وتاريخياً، ويتبقى معطيات التاريخ والأرض والجغرافيا والسياسة والمصلحة شاهدة ومؤكدة على منطقية وحتمية قيام تكتل يشمل دول الخليج زائد اليمن لحفظ الأمن القومي والسكاني والتوازن السياسي والاستقرار الاقتصادي، ومواجهة الخطرين الأمريكي والفارسي، ولا ننسى أن إيران وأمريكا متفقان على تسمية الخليج بالفارسي وإقامة الهلال والصليب الشيعي وعلى مثول النموذج العراقي والخيار اللبناني، إن التحديات كبيرة المؤامرة خطيرة والشراكة اليمنية الخليجية ضرورة، وعلى أولئك الكتاب الصحفيين الذين يسيئون للملكة أو لدول الخليج إنهم يلعبون بالنار ويسجون ضد التيار، وكذلك يفعل الذين تعودوا على الإساءة لليمن، إنها المعركة الخاطئة والرمية الخاسرة وما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيبقى خير الأرض.