كان متوقعاً أن يحدث كل هذا الذي يحدث في فلسطين بعد الجولة التي قام بها الرئيس الأميركي للمنطقة والتي كانت زيارة تأييد ومباركة للحكومة الصهيونية لتمضي في إجرامها إلى حد ارتكاب المجازر الجماعية بحق الشعب العربي الفلسطيني بذريعة مكافحة الإرهاب..؟؟
وهي الذريعة التي على ضوئها ترتكب حكومة العدو أبشع المجازر بحق الأبرياء من أبناء الشعب العربي الفلسطيني دون ذنب غير تمسكهم بوطنهم المحتل وحقهم في تحريره وطرد الغزاة المحتلين من ربوعه..
إن ما يحدث في فلسطين جريمة تاريخية وهي حرب إبادة جماعية ترتكبها حكومة الصهاينة بدعم وتأييد كاملين من أميركا والمجتمع الدولي وبعض العرب الذين صدقوا أن أمريكا تكافح الإرهاب وإنها بما تمارس هي أو حكومة العدو إنما هم يدافعون عن مصالح هؤلاء البعض من العرب الذين فقدوا كل مقومات أمنهم القومي والقطري ولم يعد لهم بعد (أنا بوليس) غير الخنوع حد الامتهان وهذا ما تم الاتفاق عليه خلال جولة بوش وبالتالي فإن ما يحدث في فلسطين مسؤولية أصدقاء أمريكا وأصدقاء جورج بوش الذين عليهم أن يتحملوا المسؤولية ويعملوا على إنقاذ الشعب الفلسطيني من همجية الصهاينة الذين لن ولم يكن لهم مع العرب سلام بل أماني في هذه المرحلة وحسب لكن في القادم العربي لن يكون هناك سلاماً ولا حوارات ولا تفاوض مع أسوأ قتلة عرفهم التاريخ الإنساني بحيث جعلنا هؤلاء الصهاينة نرى هتلر وحكايات الهولوكست بطريقة مغايرة لطروحات تجاوزتها ممارسات راهن الحال الصهيوني مع الشعب الفلسطيني.
إن ما يحدث في فلسطين يتجاوز فكرة وإمكانية الحديث عن (السلام) الذي لن يكون ولن يتحقق والسلام فعل حضاري لا يصنعه إلا العظماء وليس القتلة والغزاة من يناصر احتلال أراضي الآخرين ويشجع كل قادر على الاحتلال..!!
إن ما يحدث في قطاع غزة وفي كل فلسطين عار على النظام العربي والمجتمع الدولي ونقطة سوداء في التاريخ الأميركي الملطخ بالسواد ومع ذلك لن ينتهي الشعب الفلسطيني إنه شعب الجبارين شعب المقاومة والصمود، ولكن على العالم أن يتحلى بقدر من الخجل لما يحدث في غزة من حصار وتجويع ومحاولات عبثية لتركيع من لا يركع لغير الله.. لكن قبل العالم هناك أمة عربية لها الكثير من الإمكانيات والقدرات ومن واجبها أن تقف مدافعة عن نفسها وليس عن فلسطين، لأن الوقوف مع الشعب العربي الفلسطيني هو وقوف مع الذات العربية ومع الهوية القومية والقطرية، والدفاع عن فلسطين وحق شعبها في الحرية هو دفاع عن الحرية والكرامة العربية وتلك قيم لا تتجزأ.. إذ أن الفلسطيني الذي واجه كل أشكال حرب الإبادة الجماعية من الحصار والقتل والإغلاق والتدمير والاعتقال والتجويع كل هذا الذي يواجه المواطن الفلسطيني لا تقف تبعاته في نطاق فلسطين بل يمتد ليشمل المكون العربي برمته وبكل قدراته.. إن للنظام العربي الكثير من القدرات لوقف هذا العبث الصهيوني بحق شعب عربي أصيل ومقاوم وليس المطلوب من هذا النظام إعلان الحرب على العدو وتحرير فلسطين فهذا شرف لا يستحقه هذا النظام العربي وهو فعل أكبر من قدرتهم على التفكير به بل ليس هؤلاء العرب مطالبين بأكثر من تعليق الصفقات المهولة للأسلحة مع واشنطن وباريس وهي صفقات خيالية لأسلحة ليس لها معنى في الحسابات العربية ولكنها تعني صناعها الذين يبيعون سلاحهم لمن لا يستخدمها فقط لنهب ثروات الشعوب العربية، التي بلاها الله بهذه الأنظمة العاجزة عن قول كلمة حق أو الوقوف ولو لمرة واحدة أمام الغطرسة الصهيونية والصلف الأميركي الساخر من كل العرب ومن تاريخهم وحقائقه..
إن ما يحدث في غزة جريمة يتحمل مسؤوليتها أصدقاء إسرائيل وأميركا في المنطقة وهم من شجع الصهاينة لمثل هذه الجرائم وعليهم تقع المسؤولية المباشرة إذ من غير المعقول أن يحدث كل هذا لأهلنا في فلسطين وهؤلاء صامتون لا يحركوا ساكناً وهم من يتحدثون عن السلام وإلى (أنا بوليس) ذهبوا واستمعوا لتعاليم بوش وعليه فإن هؤلاء في مقدمة من يتحمل تبعات ما قد تصل إليه الأحوال في غزة وفي كل فلسطين.
يبدو أن السيد أمين عام الجامعة العربية أخفق في أن يجيب بوضوح عن تبعات الكارثة المتوقعة في فلسطين ودور الجامعة التي يبدو أنها وبكل أعضائها عاجزة عن إنقاذ طفل فلسطيني أو كهل أو امرأة ثكلى بوطنها وبكرامة عربية تمتهن مع كل طلعة شمس فلا مغيث ولا معتصم ولا نخوة وليس هناك من القيم التي نجدها في مأثورات تاريخنا تحرك أصحاب القرار العربي الذي يخافون (كوندا ليزا رايس) أكثر من خالقهم ومن رسوله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.. فأين كل هذه القيم مما يحدث في غزة اليوم..؟