أخبار اليوم/ عبد الوارث النجري
"الله أكبر" لا إله إلا الله محمد رسول الله" الجهاد في سبيل الله" الدفاع عن الأرض والعرض و الهوية" كل من يؤمن إيماناً صادقاً بهذه العبارات ويعمل بها يعد أله الأعداء للدولة اليهودية وحلفائها في الشرق والغرب، ومن أجل طمس تلك العبارات من كتب وعقول أبناء البشرية ترسم الصهيونية العالمية، مخططاتها منذ مئات السنين، واليوم أصبحت الحقيقة واضحة وجلية لكل من لا زال يمتلك ذرة إيمان في قلبه، فاليهود يقولون أنهم شعب الله المختار وأن بقية بني البشر حتى حلفائهم الغربيين والشرقيين ما خلقهم الله إلا لطاعة اليهود وخدمتهم، لذا فإن كل من يحاول كشف بني صهيون وحقيقتهم التاريخية "كونوا قردة خاسئين" تعتبره الدولة اليهودية أكبر وألد أعدائها ولا يستحق العيش والبقاء ولهذا كان ولا يزال حملة كتاب الله والمتمسكين بإيمانهم والجاهديين وغيرهم هم، أول من تستهدف الدولة اليهودية ومخططاتها لإيذائهم والنيل منهم، وحماس في مقدمة الجميع، وعندما نقول حماس هنا ليس القيادة السياسية لحركة حماس أو العسكرية، بل حتى أطفال ونساء حركة حماس وكافة أعضائها وجيرانهم وأقاربهم وغيره، وعندما نقول حماس في مقدمة الجميع ليس من باب تناسي الحركات الإسلامية الأخرى سواء في فلسطين المحتلة أو في البلدان الأخرى ولكن لأن حماس هي الأقرب إلى دولة بني صهيون والأكثر احتكاكاً بهم والأكثر معاناة وظلماً وتنكيلاً من قبل الدولة اليهودية، ولأن حماس أيضاً أصحاب حق محتل ومغتصب منذ عشرات السنين، ولأن حماس أيضاً نشأت بين أزيز الرصاص الإسرائيلي وأكوام الجثث الفلسطينية البريئة من شهداء رجال ونساء وأطفال لأن حماس نشأت من بين آهات الثكالى من الأمهات الفلسطينيات ودموع الأطفال الفلسطينيين الأبرياء، عاشت حماس معاناة وظلم ومرارة شعب لم يعانها ويلمسها أي شعب آخر كالشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين، لهذا كانت حماس ولا تزال هي الفكر المؤمن النيَّر، والولاء الرباني الصادق، والعقيدة الإسلامية السمحاء والأحجار الصلبة والقنابل البشرية الجهادية في وجه الدولة اليهودية وسياساتها ودباباتها وصواريخها وجدرانها العازلة وجرافاتها ومفاعلاتها النووية وحلفائها من بقية الدول الأخرى في شرق وغرب المعمورة، وفي مقدمة أولئك الحلفاء الولايات المتحدة الأميركية، أقوى دولة في العالم، تلك الدولة التي يحكمها مجموعة من رجال الأعمال والتجار يرجعون إلى أصول يهودية، ولكن حماس استطاعت أن تقف لوحدها في مواجهة الجميع، والدليل على ذلك تلك العملية المخزية التي قام بها الطيران الإسرائيلي والمخابرات الإسرائيلية باستهداف رجل مسن معاق لا حول له ولا قوة سوى أن لديه عقل مؤمن نظيف صادق استطاع أن يؤسس تلك الحركة الجهادية، لذا لا يستبعد شخص إذا قلت بأن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأميركي إلى المنطقة كان الهدف الرئيسي فيها هو حماس والقضاء عليها، القضاء على حماس «الأعضاء، العقيدة، الفكر» ولم تكن في هذه الزيارة لبوش أي أهداف أخرى كإيران أو حزب الله وغيرها من الصفقات التجارية مع بعض الدول العربية، ولا بأس إن كان ما سبق ضمن الأهداف الثانوية لتلك الزيارة، إلا أن حماس والقضاء عليها كان الهدف الأبرز والرئيسي لتواجد الرئيس الأميركي في المنطقة الأسبوع الماضي، لأن حماس صنعت مالم تستطع أن تصنعه بقية الدولة العربية والإسلامية برجالها وثرواتها وقواتها وجيوشها، لأن حماس استطاعت أن تصل إلى سدة الحكم داخل فلسطين عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة شهد بنزاهتها كبار حلفاء بني صهيون، وهي -أي الديمقراطية- ما تدعو أمريكا بقية دول المنطقة للعمل بها، بل وتحتل وتنهب وتبتز العديد من الدول باسم الديمقراطية والانتخابات ونزاهتها، لذا أجزم اليوم أن أقول وأؤكد بأن ما يحدث اليوم في قطاع غزة من حصار وقطع للتيار الكهربائي وإغلاق المعابر وعمليات عسكرية وغيرها ما هي إلا إحدى نتائج زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة، تلك الزيارة التي تعتبر بمثابة ضوء أخضر للدولة اليهودية بالقضاء والإجهاز على حركة حماس إلى أبد الآبدين.
لكن ما يطرحه الشارع العربي وأبناء الأمتين الإسلامية والعربية وفي مقدمتهم حركة حماس من استفسارات عن دور بقية الدول العربية المجاورة لما يحدث اليوم في قطاع غزة فقط والذي يشكل جريمة إنسانية بكل المقاييس أم أن هذا السكوت مدفوع ثمنه مسبقاً ولا حول ولا قوة إلا بالله.