صالح عوض
كلما كاد الشك ان يصل الى قلوبنا من احتمال نجاح السياسيين الحواة في تمزيق الأمة والشعوب ليضمنوا رضاء العم سام ..وكلما تداعى الطائفيون والحزبيون والفئويون والجهويون والعرقيون الى نعراتهم الجاهلية والى الاحتكام الى السيف ليمزقوا تاريخنا ويدمروا حاضرنا وينهوا امكانية نهوضنا الحضاري..كلما حصل شئ من هذا القبيل نفرت الأمة والشعب امام اقرب تحدي خارجي لتعلن وحدتها ولتعلن انها لن تقبل دون الجسد الواحد الذي اذا اصابت الحمى عضوا فيه فإن السهر والحمى تصيب الجسد كله..
في مخيمات لبنان المسحوقة المظلومة خرج اهالي المخيمات والمعروفة بولائها التاريخي لحركة فتح ليهتفوا على لسان واحد : ( يا عباس ياهنية..وحدة وحدة وطنية) (ياغزتنا ماتنذلي ..انا منك وانت مني)...كانت النساء في ذلك الليل القارص يحملن اولادهن وكان الشيوخ والعجائز يلوحون بعصيهم لعباس وهنية يأمرونهم بالوحدة.. وفي رام الله خرج عشرات النساء من انصار حركة حماس يصرخن نجدة لغزة السجينة واهلها المظلومين ..ثواني قليلة واذا بالمسيرة تصبح مئات والمئات تصبح الوفا يهتفون على لسان واحد:يافتح ياحماس ..وحدتنا هي الأساس.
في اليمن والجزائر والسعودية ومصر والمغرب والسودان وسوريا ..في ماليزيا واندونيسيا وايران..بل في عراق العروبة والاسلام الجريح..كل الشرفاء انتفضوا ضد حصار غزة وضد قتل اهلها واسمعوا صوتهم كل الدنيا وضغطوا بما فيه الكفاية على الحكام الخائفين المذعورين من سوط الجلاد الأميركي وحبال مشنقته.
لقد افادت وسائل الاعلام في قضية حصار غزة افادة عظيمة من تناولها الموضوع بشقه الانساني ولقد كان الاعلاميون في المحطات التليفزيونية والصحف جنودا بواسلا افقدوا اسرائيل المناورة وجعلوها في قفص الاتهام محاصرة..اما حلفاء اسرائيل فهاهم يتبرؤون من فعلتها الواحد تلو الآخر كان اولهم فرنسا التي اعربت عن انزعاجها من العقاب الجماعي الذي يطال قطاع غزة..ثم تهاطلت المواققف الاوربية من الاتحاد الاوروبي وبريطانيا..واليوم هاهو مسئول أميركي سام يعلن براءة أميركيا من تهمة الموافقة على ما يحصل لغزة من قبل اسرائيل.
حتى هذه اللحظة يبدو ان تيار العنف في حركة فتح وحركة حماس يتراجع لصالح تيار الوحدة والارتصاص الوطني..فلقد ارتفعت اصوات داعية للمصالحة والحوار بلا شروط بين الحركتين وذلك ايمانا بان مصيرا واحدا ينتظر الجميع.
حيا الله غزة التي اوقدت من دم شهدائها قنديلا للأمة يهديها لوحدتها وسبيل كرامتها ..حيا الله الشعب الفلسطيني في كل مكان الذي اثبت دوما انه أعظم من كل قياداته وحيا الله الأمة في مغربها ومشرقها من المحيط إلى الخليج..حيا الله الشرفاء الطيبين الذين انتخى فيهم دم الفاتحين ومجد الإسلام والى الأمام ياعرب ويامسلمون نحو الاقصى.