;

في رثاء الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله 955

2008-01-23 07:33:10

محمد محسن علي شاطر

إذا المسلمون حول البيت سعياً

فمسعى الروح حولك لا يعدُُ

في يوم 14/ من شهر رمضان المبارك عام 1425ه وفقني الله سبحانه لزيارة الشيخ الفاضل رمز المكارم الخلاقة/ عبدالله بن حسين بن ناصر مبخوت الأحمر، في مقر إقامته بجدة بعد فريضة العمرة.

وبروح فياضة بالمحبة استقبلته ومرافقي وبعد فرض السلام جاشت الأحاسيس والمشاعر بما لم يكن في الحسبان، فقلت يا شيخ/ عبدالله إذا المسلمون حول البيت سعياً - فمسعى الروح حولك لا يعد-.

فأبتسم رحمة الله عليه وقال شكراً يا صاحب المعمد: وفي هذا المقام المثقل بسحب الأحزان أجد نفسي برغم مرارة الجراح وفداحة الإصابة أن أجود بما جادت به المشاعر والأحاسيس منه كلمات متواضعة وبحسب المستطاع.

بكل أخلاص وصدق أقول أنه إذا ما أريد لنا أن نتوقف وتناول بالحديث رمز اليمن المرحوم الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب كما وجدناه وعرفناه في أحلك الظروف وأغلب الأحوال وهو يمارس حياته كرجل ارتهنت حياته منذ الطفولة عندما قضاها وهو يقارع ويصارع الأهوال والمصائب ويواجه المحن والنوائب ويعاني من شتى الويلات والمتاعب وصفوف وألوان العجائب. . وتبقى المسائل الوطنية تسمو وترتفع لديه فوق الوسائل الشكلية والمادية.

وهذا ما عرف عنه من واقع حياته رحمة الله عليه كما أنه احتفظ بمبادئه الثابتة حول كل ما واجهه وهو يتحمل المسؤوليات الجسام، ويتغلب على المشاكل والصعوبات المتعددة بطريقة وأساليب ومرونة وصرامته الناجحة التي قد لا تتوفر في غيره بما وهبه الله من القلب الكبير والأعصاب القوية والعقل الرصين والحكمة البالغة. والسماحة والرؤية ورحابه التغلب على الكثير من المواجهات سواءً ما كان في محيطه الوطني والنضالي. والسياسي أو والقيادي وما إلى ذلك من الشؤون الداخلية والأحداث المتعاقبة.

وإذا عدنا إلى يوم 15/ مارس عام 1969م في أول اجتماع للمجلس الوطني برئاسة المناضل الكبير الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رحمة الله عليه. وبحضور رئيس المجلس الجمهوري وأعضاء المجلس رحمة الله عليهما وبحضور رئيس الوزراء والوزراء وكبار ضباط الجيش والأمن وسفراء الدول الشقيقة والصديقة ورجال الإعلام.

اعتلى الثائر الأبي والمناضل الجسور الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمة الله عليه منبر المجلس ليلقي بيانه وبعد أن حمد الله وشكره.

قال أنه من غرائب التفكير وعجائبه ما يدور في بعض العقول إذ يتحدث أولئك المثقفون والمشككون بأسلوب يدل على أنهم يعتقدون بأن النظام الجمهوري ونظام الحكم الجماعي والتداول السلمي للسلطة هي استمرار الإثارة واستمرار الخراب والدمار والمآسي واستمرار العنف والنار والدم والموت.

حتى ولو أدى الأمر إلى ضياع اليمن واليمنيين وسقوطهم في حضيض الفوضى والتنافر حتى القضاء.

وهم يعلمون علم اليقين بأن الأمن والاستقرار والوحدة والديمقراطية ونظام الحكم الجماعي وتحديد فترة الرئاسة والتداول السلمي للسلطة وتحقيق المساواة تكافؤ الفرص لكل المواطنين ووضع الأسس الحديثة لدولة يمنية عصرية تتجه بكل قواها للحاق بدول العالم المتقدم من مكاسب شعبنا اليمني العظيم.

أريقت في سبيل تحقيقها الدما وأرخصت لأجلها التضحيات الجسام.

وقال رحمة الله عليه. إن البلدان التي تحكم حكماً ديمقراطياً يحكم فيه ليس حقاً ألا هيا مقدساً والحاكم ليس صنماً يعبد من دون الله والشعب ليس قطيعاً يساق بالعصا، وليس عبيداً يمتلكهم الأسياد. والمسؤولية ليست مغنماً ولا مكسباً شخصياً بل هي رسالة وواجبات يكلف بحملها أي فرد من أفراد الشعب. ومن أي قطاع من قطاعاته ما دام كفؤً. بمواقفه لا بالإرث ولا بسلالته أو أصله. بإخلاصه لا باستسلام الشعب له وانتقاله إلى ممتلكاته ولأن هذه أصول أساسية في النظام الجمهوري، والديمقراطي للوطن والثورة والجمهورية، تلزمنا جميعاً أفراداً وجماعات مشائخاً وعلماء ومثقفين وقوات مسلحة وأمن، بترسيخها وتعميقها في القانون والعقول وذلك بالممارسة العملية والسلوك والتجسيد الدائم أثناء البيان.

وختام القول أسأل الله سبحانه للفقيد الغالي الرحمة والغفران وأن يسكنه برحمته جنان النعيم مع الأبرار والصديقين. أنه سميع مجيب وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد