هناك الكثير من المفارقات على المسرح الوطني بكل تفاعلاته السياسية ومنها أو أبرزها ما يقوم به البعض تحت راية منظمات المجتمع المدني وفي غالبها هي أوكار للتجسس ومهمتها هو رفع تقارير استخبارية عن كل شاردة وواردة وفيما المسرح السياسي الوطني يكاد يكون حكراً على مسرحية الكيد والجدل البيزنطي القائم بين السلطة والمعارضة فإن هناك من يعمل بصمت ولا تسلط إليه الأنظار وأقصد بعض المنظمات العاملة تحت غطاء منظمات المجتمع المدني ومنها تلك التي ترعاها جهات رسمية وأمنية وأهلية بريطانية وتكاد (مملكة التاج) أن تكون أكثر حضوراً في مفاصل الحياة المدنية والاجتماعية عبر أتباعها القدماء منهم و الجدد والذين يعملوا بكل حرية ويقوموا ربما بما لا تقوم به أكثر المنظمات الاستخبارية مهنية واحتراف وهذا ما يجب أن نسلط الأضواء عليه ولا ننشغل في قضايا ثانوية تأخذنا بعيداً عن أهدافنا وإلى جانب مملكة التاج حتماً هناك منظمات ناشطة لحساب جهات أخرى إقليمية وغالبية هذه الأعمال لا تخلوا من الشبهات وليس بمقدور أحد تبرئتها خاصة في ضل تراجع مخيف في قيم الولاء والانتماء وفي ضل واقع اقتصادي يعاني من كثير من المنغصات وعليه فإن واقع كواقعنا بما يجري فيه من حراك سياسي تحت راية الديمقراطية وحراك مدني تحت راية حرية الصحافة والنشاط المدني وسلسة من منظمات انطلقت تمارس نشاطها غالبيتها لا يعرف لها المراقب الوطني نشاط أو رسالة واضحة بل الأمر أصبح مجرد الغاز وطلاسم ولكن تفاجئنا هذه المنظمات من حين لأخر بتقارير تصدر عنها لا نعملها ولكن علمها يأتينا من الخارج ونجد أن هناك منظمات وجهات خارجية تستشهد بمثل هذه التقارير في تقيم أوضاعنا الداخلية وحراكنا الديمقراطي دون أن نكون نحن في الداخل على علم لا بنشاط مثل هذه المنظمات ولا عناوينها ولا أين هي مقراتها وما هو رصيدها الوطني من الحضور على الخارطة الاجتماعية ومع كل هذه الحقائق إلا أن هناك جهات خارجية تأخذ ما يصدر عن مثل هذه المنظمات وكأنه هو اليقين ذاته وهو الحقيقة المطلقة الغير قابلة للجدل..؟؟
قبل أيام وعلى ضوء تداعيات قضية ساحة الهاشمي لوحظ أن غالبية اللوحات كتبت باللغة الإنجليزية وبمفردات إنجليزية شائعة وراسخة في الثقافة الإنجليزية الأصلية وليس الدراجة والمطورة الحديثة ولهذا أبعاده ورسائله المحمولة لمن يفهم ربما..؟؟
لكن ما ليس فيه تساؤل هو الحضور البريطاني على المشهد الوطني والذي لا نخشى على الوطن منه ولا من أذنابه ولكن فقط نقول ما نقول من باب المعرفة ومن باب ضرورة وأهمية أن تخضع منظمات المجتمع المدني بكل مسمياتها وهويتها ورسالتها وأهدافها لمنطق القانون الوطني والمصلحة الوطنية وأن لا نشعر كل هذه المنظمات إنها قادرة على استغفال المشهد الوطني وأن هذا الحراك والتنازع فيما بين من هم في الحكم ومن هم في المعارضة من شأنه أن يعطي هذه المنظمات غطاء أبدي لكي تواصل مهماتها فهذا ما لم يمكن حدوثه ولن يحدث ولكن هذا من باب التذكير ليس إلا فربما يتعظ القائمين على مثل هذه المنظمات ويدركوا وإن متأخرين أن الوطن أغلى.