د. فضل بن عبد الله مراد
أستاذ مقاصد الشريعة وأصول الفقه وقواعده بجامعة الإيمان
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق يقاتلون وفي رواية توبان ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» أخرجه مسلم.
هذا الحديث الموصوف بحديث الطائفة المنصورة، يقذف في روح أحدنا أن يكون من هذه الطائفة. أي والله. هذا هو شعور كل حر مسلم يرى ويسمع ويقرأ ما يجري من سلطان الكفر العالمي على بلاد المسلمين.
وهذه الطائفة المنصورة توضحها رواية أنهم المقاتلون. ورواية توبان أنهم ظاهرون مما جعل المفسرين للحديث يقولون إن هذه الطائفة الظاهرة على الحق هم العلماء. وطائفة يقولون هم أهل الجهاد، وفي الحقيقة هذا حديث وهذا حديث فإن طائفة العلماء الناطقين بالحق أمام الباطل هم في أعظم خنادق الجهاد، كما نطق بذلك الصادق المصدوق "أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر".
ولكن أين هم العلماء الرافعون هذا اللواء. إني أكتب هذه الكلمات لأني ما عدت أسمع عنهم إلا في بطن كتاب، أو تحت تراب وبقي بقية فيهم دخن دنيوي، ووهن وهلع وجبن على الأطيان فوا لهف كبدي على العلم المضيع وأما طوائف المجاهدين فهناك بقية في هذه الأرض منصورون.
كما أخبر "النبي صلى الله عليه وسلم" وهم في أصقاع الأرض ومنهم طائفة مقاتلة هم في الأرض الثغر والرباط. بلاد الشام، يقاتلون الصهيونية العالمية وكافلتها أميركا والله من ورائهم محيط.
لقد جاءت رواية الطبراني بأسانيد حسن، كما قال الحافظ تحديد هذا الطائفة حيث سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم يا رسول الله قال: هم على أكناف بيت المقدس ومنهم اليوم غير هؤلاء، المجاهدين في غزة وما حولها، والضفة وغيرها لقد حوصروا وحاصرهم المنافقون من الزعماء.
وما أقبح النفاق إن داء فتاك عضال. وها أنتم ترون جبناً يأتيه على الأمة بأسرها.
إنه يؤسفني أن أقول إن زعماء العرب لا يحملون هم الرسالة ولا هم الإسلام إلا من ندر منهم. إنما يحملون هم الكرسي، الذي يتفرغ منه هم المعارضة في الداخل والخارج ، وهم كيفية التصرف معها حتى لو كان بالتعاون مع أعداء الله ورسوله من يهود وصليبيين.. هذه هي الحقيقة الحقة.
إن الهم الرسالي تحمله إيران رئيساً وحكومة ولو كان هذا الهم هدفه الأول تصفية الحسابات مع المسلمين تحت مسمى آل البيت حتى مدواى أيديهم ألسنتهم بالسوء إلى كل بلاد أهل الإسلام- وما تمرد صعدة منا ببعيد.
وقد أضحكني وأحزنني ما نشر في بعض الصحف عن تمكن القوات المسلحة من القبض على قاطرتين من السلاح المددي للتمرد. ما هذا أيها الناس ألا لعنة الله على أهل النفاق. فهم جند الشيطان كانوا مع إيران أو الأميركان.
إن إيران تحمل فكرة لذلك دعمت حزب الله كوكيل عنها أمام إسرائيل وحاميتها. لقد زرعت لهم عدواً داخلياً فتاكاً. ولما كانت الدول المحيطة لا تحمل فكرة ولا رسالة في عقول حكوماتها. فهم لا يقصرون في حصار غزة والمقاومة وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين.
ولو كانوا ساسة محنكين لكانت حماس لهم كحزب الله لإيران وحينئذ سيستجدونهم كما يستجدونها.. ولكن لاذا ولا ذاك.
وما تحمله إيران من فكرة سخرت لها كل الطاقات والإمكانات. وهاهي ذي تسعى لإيجاد حزب الله في صعدة ولو نجحت فيا للكارثة ولكن هيهات وأوجدت دولة في العراق، وأوجدت وكيلاً في البحرين، وفي شرق المملكة ، وفي سوريا.
إنها دولة فكرة لذلك أرادت أن تنجح، ودولنا دول إعاقة لكل فكرة إلا أن الله لن يصلح لها ما تريد لأنه منهج مخذول مرذول يحقدون على السنة أشد من اليهود والنصارى.
أيها المسلون في أصقاع الأرض في هذا البلد استمروا بين ساعد الجد وقوموا بحمل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وجاهدوا في الله حق جهاده، أيها المرابطون في غزة لن يضركم من خذلكم ولا من خالفكم فابشروا بوعد الله الصادق أنتم أتباع النبي، وقد ابتلى وجاهد وحتى جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا.
أيها الفقراء تصدقوا على أخوانكم بالمال حين بخل الرؤوس. أيها المصلون أدعوا لإخوانكم في هذه النازلة في الصلوات الخمس كما فعل رسول الله في مثل هذه الحالة. أيها المواطنون الباقون على فطرتهم التي ما لوثتها سنون سياسة خداعة مدوا أيديكم لبعض. وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً..