د. يوسف الحاضري
Yusef - h7talhadeee @ hatmail. Com
أولاً وقبل البدء في الخوض في غمار الحديث عن الوحدة أريد أن أشير إلى نقطة هامة جداً ربما غابت عن أذهان البعض ألا وهي:- أن الوحدة قد قامت بين شطري جسدٍ واحدٍ انفصلا ولم تقم بين جسدين اثنين اتحدا، فالوحدة اليمنية والتي قامت في مايو 1990م بعد أن طال انتظارها وبعد أن ذاق اليمنيون مرارات التشطير، جاءت رغبة وتلبية لإرادة شعبين كانا شعباً واحداً ثم أصبحا شعبين بفعل أطماع استعمارية أوروبية، ومع ذلك ظلا يحملان اسم اليمن (الجمهورية العربية اليمنية، وجمهورية اليمن الديمقراطية) وهذا الذي لم نشهده في أي دولة من دول العالم باستثناء (ألمانيا)، لذلك نجد سهولة قيام الوحدة واستمرارها سواءً في اليمن الحبيب أو في ألمانيا وبعيداً عن الخوض في غمار الحديث عن صاحب الفضل في قيام الوحدة لأن الشمس واضحة ولا تخفى إلا عن الأعمى فصانع الوحدة والذي اعتبره أنا وأكثر 20 مليون يمني أعظم شخصيته في التاريخ اليمني الحديث ومن أعظم الشخصيات في التاريخ اليمني على مر العصور، وبعيداً عن الخوض في غمار فضل الرمز الرئيس علي عبدالله صالح رئيس اليمن على الوحدة، أحب أن أخوض في غمار استقرارية الوحدة واستمراريتها فبعد أربع سنوات من قيام الوحدة وتحديداً في صيف 94م من القرن الماضي حين كانت الوحدة اليمنية لما تزل في البداية ولم تزل - حينها- في اليمن قوتان في كل شطر ولم تزل في نفوس البعض أهداف وأغراض ولم تزل أيضاًَ مواقع البراميل المفرقة شامخة في مواقعها، إلا أن المعادلة التي قام بها أشخاص وشرذمة باءت بالفشل والفشل الذريع والسبب بسيط وواضح، السبب إرادة الشعب اليمني أجمع من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه عكس إرادة أشخاص محدودين، فجروا أذيال الخيبة إلى دول الجوار ليبكوا على أطلال الماضي، فالشعب اليمني لم يساوم مطلقاً على أرضه، ولن يساوم أبداً على أمنه ولن يساوم أبداً على مستقبله، والآن وبعد أن كبرت الوحدة وأصبحت يافعة وقوت عظامها وأشتد عودها وتجاوزت 17 سنة ونصف السنة حتى أن هناك (17) جيلاً ولد في اليمن ولم يعرف أسماء،(اليمن الشمالي واليمن الجنوبي) وغير هذه المسميات التشطيرية، الآن نسمع البعض ممن يهوون النعيق والنباح، يشترون كلمات وأفكاراً تشطيرية هم أعرف من غيرهم بأنهم لن يجدوا لها آذاناً صاغية بل سيجدون أمامهم قلوباً وعقولاً أقوى من تلك التي وجدوها في صيف 94م، الوحدة مر على عمرها 18 سنة، اليمن أصبح واحداً وغير ذلك أصبح من التاريخ والتاريخ الذي لن يعود، فالوحدة مصير كل يمني لن يصبر على مشاهدة التأريخ وهو يكرر نفسه، ولن يكرر التاريخ نفسه إلا على أجسادنا ودمائنا، فمصير الوحدة ليست في يد أي شخص بل في يد (20 مليون يمني)، لا استفتاء على الوحدة، لا مساومات على الوحدة، لا مفاوضات على الوحدة، من أراد أن يعيش في يمن الوحدة فليعش وليكن بناءً ومن لم يرد ذلك فعليه أن يرحل من بيننا صامتاً وليبحث له عن وطن وتراب وجنسية أخرى وإن لم يرضى بهذا أو بهذا فسوف يتم دفن جسده القذر بين ترابنا الطاهر عسى روحة أن تطهر.
رسالة إليكم جميعاً يا من تمنون أنفسكم بالرجوع إلى ماقبل 21/مايو 1990م نقولها لكم قبل أن تفرشوا خرائطكم المخطط لها فوق طاولاتكم... لا ترهقوا أنفسكم، لا تتعبوا أنفسكم، ارجعوا من حيث أتيتم، وموتوا بغيظكم وعضوا أناملكم ندماً، فالوحدة.. باقية حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
رسالة إليك يا فخامة الرئيس يا صانع الوحدة، فإن كانت الوحدة غالية علينا جميعاً فهي بالنسبة إليك أغلى وفي مرتبه أحد أبنائك إن لم تكن أفضل، أنت زعيمنا ونحن خلفك مادامت إرادتك الحفاظ عليها، لا تسمع إلى كل من يبلبل ويرسل الرسائل الرنانة بل أضر بهم بيد من حديد، فالخارجون عن الجماعة ليسوا سوى كفرة وفجرة واجب عليك أن تطهر اليمن منهم، ومادامت على الحق فلا تأخذك في الله لومة لائم فأنت زعيمنا ونحن جندك فداءً للدين والوطن والأرض.