عبد الوارث النجري
لا تزال ملامح الشرق الأوسط الكبير غامضة في وسط وجنوب الجزيرة العربية وكذا مصر وسوريا وغيران، لكن تلك الملامح الخاصة بمشروع الشرق الأوسط الكبير بدأت تتضح أكثر في كلٍ من العراق ولبنان وفلسطين، خاصة بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي إلى المنطقة مؤخراً والتي بدأت من تل أبيب وانتهت في شرم الشيخ... الرئيس بوش ما أن مطئت قدماه المنطقة وبعد استقباله من قبل الإسرائيليين حتى أطلق تصريحاته النارية وأهداف زيارته للمنطقة والدور الذي تلعبه بلاده وإدارة البيت الأبيض داخل المنقطة بنقطتين لا ثالث لهما الأولى حماية ودعم الدولة اليهودية بشتى الوسائل والطرق مهما كانت مساوئها وأخطاؤها، الثانية، حماس حزب الله، إيران، فحماس تشمل كافة الجماعات الإسلامية في العالم وأبناء الأمة الإسلامية وكذا حزب الله وإيران وكافة المنظمات القومية والتحررية في المنطقة، حتى أن بعض المراقبين اعتبروا زيارة بوش للمنطقة بمثابة ضوء أخضر لإسرائيل للبدء بالقضاء على ألد أعدائها وأقربهم في المنطقة الذين شملتهم تصريحات بوش، خاصة أنه وما أن أقلعت طائرة الرئاسة الأميركية لمغادرة المنطقة حتى قامت حكومة بني صهيون باستهداف إخواننا الفلسطينيين في غزة بتضييق واحكام الحصار ومواصلة عمليات القصف والقتل للتنيكل بالفلسطينيين داخل القطاع وقطع التيار الكهربائي وكافة الإمدادات التي تصل إلى غزة من جميع المعابر ولا يزال هذا الخطر يهدد ما يزيد عن مليون ونصف فلسطيني حتى اللحظة يؤدي في نهاية المطاف إلى جريمة إنسانية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، فجريمة ذلك الحصار الصهيوني واعتداءاته على إخواننا في القطاع لا يشكل فتح معبر رفح من قبل الأخوة المصريين لدخول بعض المواد الغذائية أي مبادرة حل تسهم في عدم وقوع تلك الجريمة الإنسانية، فمشكلة المجاري وحدها التي طفحت في معظم مناطق القطاع ستمثل نتائجها وتبعاتها السلبية على البيئة إبادة جماعية لجميع سكان القطاع وفي مقدمتهم الأطفال والشيوخ، وأجزم بالقول أن فتح معبر رفح ما هو إلا عبارة عن بصيص أمل أعد له مسبقاً ترتمي باتجاهه آلاف العائلات الفلسطينية في غزة ليس من أجل شراء وتوفير الغذاء، بل محاولة للهروب من ذلك القطاع ومستقبل العيش فيه إلى مكان في العالم ليبدأ الإخوة الفلسطينيون مرحلة جديدة من الهجرة والاغتراب، وهذا ما تسعى إليه مخططات الدولة اليهودية ويلبي رغبات بني صهيون، لكن هيهات أن يتحقق لهم ذلك، لأن من ذاق مرارة الغربة والابتعاد عن الوطن يفضل الموت على تراب وطنه من العودة للهجرة والاغتراب. هذا بالنسبة لفلسطين، لغزة، أو بالأصح لحماس، لكن ماذا عن لبنان "حزب الله؟ فلبنان اليوم على مفترق الطرق وتحت عدسات المنظار والمخطط الصهيو/أميركي بانتظار ساعة الصفر للشروع في تنفيذ ووضع الخطوط العريضة لما تم إعداده مستقبلاً على الأرض فالأزمة اللبنانية ليست وليدة اللحظة!! وليست غامضة ومتشعبة أزمة الشعب اللبناني التي يعاني منها اليوم ليست في الرئيس ولا الحكومة بل إنها أزمة ضمير يعاني منها كبار القيادات الحزبية في هذا البلد الشقيق ، الذين تحركهم بالريموت كنترول قوى خارجية تطمع بجعل الأرض اللبنانية ساحة لمعركة صراعات تلك القوى، العقول النيرة التي يمتكلها أبناء شعبهم وتقدير ذلك السلوك السوي لكافة الأخوة اللبنانيين، ولن يكون ذلك الاحترام والتقدير إلا من خلال الجلوس على طاولة واحدة بعد قطع أي اتصالات بالقوى الخارجية ووضع مستقبل وأمن لبنان نصب أعينهم أثناء الجلوس على طاولة الحوار، والخروج بالحلول المجدية، والسريعة التي تصب في مصلحة لبنان "الأرض والإنسان" وتفويت الفرصة أمام أعداء لبنان وأبناء لبنان وأمن لبنان وأن تعلن تلك القيادات اللبنانية لتلك القوى وجميع بلدان العالم بالبحث عن أرض أخرى غير لبنان لتكون ساحة معركة لصراعاتهم فهيهات ما تحلمون به من تقسيم للبنان، فالشعب اللبناني لديه إيمان عميق بواحدية الهوية والأرض والإنسان.