تقرير/ عبد الوارث النجري
في الوقت الذي عجزت فيه قيادة محافظة إب بأمنها ولجانها ومحافظتها ومدير صحتها عن إغلاق ثلاثة أقسام تعمل بصورة مخالفة داخل مستشفى المنار التخصصي - حسب تقرير لجنة الوزارة التي زارت المستشفى على إثر قضية الطفل بشار هزبر- بالإضافة إلى العديد من المخالفات والقضايا السابقة لتلك الأقسام ومستشفى المنار التخصصي بصفة عامة..
في الوقت نفسه حصلت "أخبار اليوم" على العديد من الوثائق التي تكشف حال ووضع العيادات ومستشفيات الخاصة العاملة في محافظة إب والوضع الصحي بشكل عام في ظل غياب الدور الرقابي لمكتب الصحة تجاه تلك المنشآت الخاصة من جهة وغياب الدور الرقابي والإشرافي للمجلس المحلي بالمحافظة والمديريات لأداء المكاتب التنفيذية من جهة أخرى، من يؤكد بأن التغيير وحدة لا يكفي دون إحالة من ثبت تورطه في أي مخالفة مالية أو إدارية أو فنية إلى القضاء لينال جزاءه العادل، والوضع الصحي في إب خير شاهد على ذلك رغم تغيير ثلاثة مدراء للمكتب في أقل من عام، إلا أن الحال يتجه نحو السالب وإلى الأسوأ، حتى بعد الجهود التي قال رئيس نقابة الأطباء بإب الدكتور/ عبدالغني غابش والمتمثلة في سعي المدير العام الحالي لصحة إب الدكتور عبدالملك الصنعاني لتطبيق نظام الإدارة الحديثة على الأرضية الهشة وخير دليل على ذلك ما حدث في مستوصف العمراني حسب الوثائق التي وصلت إلى الصحيفة ومنها شكوى قاسم سيف البعني عن قيام المستوصف بإجراء عملية جراحية لزوجته وعند الانتهاء من العملية ترك الدكتور قطعة شاش داخل بطن المريضة وهو ما أكده التقرير الذي أعده مستشفى الأمين النموذجي بعد نقل المريضة للعلاج فيه جاء فيه ما يلي ( تم الكشف على المريضة وأرسلت صورة صوتية بجهاز السونار والذي أثبتت وجود كتلة في البطن مع كونها اشتباه قطعة شاش منسية داخل تجويف البطن، ثم إجراء عملية فتح البطن استكشافي للمريضة ووجدت الكتلة التي تبين أنها عبارة عن الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة بحوالي (15- 20 سم ) قبل الأمعاء الغليظة ملتف حول نفسه وحول جسم غريب، كتلة الأمعاء كانت بحالة سيئة جداً ومتهتكة وتحتوي كمية كبيرة من القيح فكان الخيار هو قص كتلة الأمعاء هذه وإعادة الأمعاء ببعضها، فتحت هذه الكتلة واستخرج منها قطعة شاش عمليات قياسية ذات رائحة نتنة جداً ومحاطة بالقيح) هذا جزء من تقرير مستشفى الأمين حول الحالة بتاريخ 25/10/2007م ونلاحظ أن طلب استدعاء مدير المستوصف من قبل مدير عام الصحة بإب جاء بتاريخ 15/1/2008م.
والأدهى والأمر من ذلك كله أن المكتب لم يقم بأي إجراء تجاه تلك المخالفة بدليل أن المستوصف لا يزال مفتوحاً بكافة أقسامه وفي مقدمتها قسم العمليات.
ومن خلال ما سبق يتضح لنا أن طريقة تطبيق نظام الإدارة الحديثة - التي يتشدق بها مدير صحة إب في المقايل- من أرضية هشة منذ عدة سنوات مضت، قد أوجدت سفاحين بملابس بيضاء يعملون داخل عمارات وشقق ودكاكين يملكها ويستأجرها مجموعة أشخاص جاعلين من مهنة الطب "الإنسانية" وترخيص مكتب الصحة وسيلة للثراء والكسب السريع على حساب صحة وحياة عامة البسطاء من أبناء المحافظة واستطاعوا عبر "الكميشن" أن يمارسوا نشاطاتها بعيداً عن أي رقابة محلية أو غيرها متناسين رقابة وعدالة من لا تخفى عنه خافيه.
