;

فواصل قلم 823

2008-02-20 04:47:31

كروان عبد الهادي الشرجبي

أين نحن من هذا :

كل عام تقوم مؤسسة أمريكية اسمها "غيفن باك" بإصدار لائحة بأسماء المشاهير الأكثر كرماً، وتعتمد في ذلك على تقارير الصحافة وبيانات المؤسسات الخيرية وتبحث لجنة خبراء تابعة للمؤسسة في مصداقية الأرقام والمعلومات قبل اعتمادها رسمياً وما تقوم به هذه المؤسسة من دعاية للأسماء الحاضرة في قائمتها أمر إيجابي فالمعروف عن المؤسسة أنها تشجع المشاهير أن يكونوا قدوة للناس عبر قيامهم بالتبرع لمساعدة المحتاجين وتسليط الأضواء على أسماء معينة سيثير الغيرة عند البعض الآخر وهنا تكون المنافسة والسؤال هنا من المستفيد؟

طبعاً الجمعيات الخيرية والبؤساء والمحتاجين هم المستفيد الأكبر. بعض الناس ينتقدون الضجة الإعلامية التي ترافق التبرعات ويقولون أن عمل الخير يجب أن يتم في السر وهذا أمر صحيح ومؤسسة "غيفن باك" لا تعلم عنهم شيئاً.

ولكن العصر الذي نعيش فيه عصر المفرقعات الإعلامية التي تصنع الرأي العام وتوجهه تجبرنا على تقبل هذه الصيغة من فعل الخير وتشجعها ما دامت هذه الدعاية تشجع الآخرين على إن يحدوا حدوهم فالمهم في النهاية أن يجد المحرومون من يتبنى قضاياهم وتقدم لهم يد العون.

نحن هنا نتساءل أين نحن من هذا؟ لماذا لا توجد مؤسسات متخصصة تصدر لائحة بأسماء حتى يتم التنافس فيما بينهم، ولا توجد لدينا جهات إعلامية تنتقد الأثرياء لانشغالهم عن الفئات المحرومة من المجتمع ولا يوجد لدينا رأي عام قوي يثير مثل هذه القضايا.

لا نعلم شيئاً عن الذين يتبرعون في السر ولا تحتفي وسائل الإعلام كما يجب بالذين يتبرعون في العلن وهذا أمر مؤسف لأن هذه الفئة تملك سلطة مادية ومعنوية ومن الممكن جداً للجهات الحكومية الاستعانة بها لتمويل المشاريع الاجتماعية الخيرية.

من الملاحظ أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء تتسع وأن ثروات المحظوظين تكبر والآم المنكوبين تزداد ونحن في ظل هذا الوضع نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أن نساعد بعضنا البعض وألاَّ نبخل بقسط مما حبانا الله به من نعم وخيرات على الضعفاء والمرضى والمحتاجين.

تساؤلات حول النوم

يعتقد الكثيرون أن عليهم تركيز اهتمامهم فقط على ما بقي من الأمراض الخطيرة مثل مرض القلب والسرطان والسكري لكنهم مخطئون... صحيح أن علينا تجنب كل العوامل التي تسهم في إصابتنا بالأمراض الخطيرة التي تهدد حياتنا لكن ذلك يجب أن لا يشغلنا عن الاهتمام بالجوانب الصحية لأنشطتنا اليومية وهذه الأخيرة وطريقة ممارستنا لها تؤثر كثيراً على صحتنا ربما كان النوم واحداً من هذه الأنشطة وأكثرها تأثيراً في صحتنا العامة فالافتقار إلى النوم يؤدي إلى الإرهاق الذي يؤثر بدوره على التركيز وعلى قدرتنا في تنظيم حياتنا إضافة إلى تأثيره على مزاجنا وحالتنا النفسية ولا نحصر تأثيرات الافتقار إلى النوم فيما ذكر بل يتعدى ذلك التأثير سلباً على الجهاز المناعي وقد أظهرت دراسات أن هناك علاقة بين الافتقار إلى النوم وارتفاع خطر الإصابة بمرض القلب والسكري والسمنة ، إضافة إلى التعرض لحوادث السير ؛ لذلك ناموا تصحوا.

أزمة ما بعد التقاعد :

يكتئب الكثير من البشر خاصة بعد فترة منتصف العمر ، حين يتزوج الأولاد ويستقلون بحياتهم أو يرحل شريك الحياة أو يأتي موعد التقاعد من الوظيفة ، وذلك لأن الحياة تبدو فارغة ،فجأة يختفي الصخب اليومي للبيت ويحل صمت غريب لم تعتده الأسرة ، فيبدو لنا هذا الصمت كشبح يمهد للحظة الموت.

إن الثقافة السائدة لا تمهد لهذه المرحلة أو تعتني بها أو تؤهل النساء والرجال لقدومها وتمنحهم بدائل يشغلون بها أوقاتهم ويعطون من خلالها معنى لحياتهم وفي اعتقادي أن للإعلام دوراً حيوياً في حل تلك الأزمة لو كرست أوقات وبرامج للتوعية ولطرح بدائل صحية للحياة بعد إتمام الأدوار التقليدية في الحياة.

تلك مرحلة صعبة بالتأكيد خاصة لو لم يتساءل الرجل أو المرأة من قبل عن معنى وجوده بعيداً عن أسرة ووظيفة يصبح طرح سؤال عما قد يمنح الشخص سعادة وإشباعاً أشبه بمطالبته "بحل معادلة كيميائية مثلاً" وهو لا يعرف حلها ولكن الأمر ليس بتلك الصعوبة لأن كيمياء النفس الإنسانية أسهل لو سألنا السؤال بصدق وبرغبة حقيقية في إيجاد الحلول.

أكيد لدى كل شخص منا اهتمامات كانت مؤجلة بسبب ضغوط الأسرة والعمل فمثلاً من كان يهوى النباتات وزراعتها فعليه أن يجد له حديقة صغيرة في بيته وذلك بشراء الشتلات الجاهزة ووضعها في "أكواز طينية" مخصصة للزراعة ووضعها في "البلكونة" أي في شرفة المنزل والاعتناء بها وقضاء أجمل الأوقات في الاهتمام بها ولا يكتفي بذلك بل يقوم بتعليم أحفاده كيفية الاهتمام بالتربة والعناية بأوراق النبات.

وهناك فكرة أخرى عن هذه الاهتمامات مثل الالتقاء مع مجموعة أصحاب لمناقشة كتاب معين أو مقال أو مثلاً الاشتراك في مؤسسة خيرية ، ترعى يتامى أو ذوي احتياجات خاصة ، إن هذا العمل سوف يعطيك أو يمنحك شعوراًً بالسعادة أولاً وبذهاب الملل عنك ثانياً بمنح سعادة وبسمة لآخرين حرمتهم الظروف من الابتسامة.

لاشك أن الحياة قد أغرقت على كل منا منح وعطايا ومن دون أن ندري نحن نرد تلك المنحة للحياة من خلال أطفال يكبرون ويثرون العالم ، أو زملاء علمناهم أن كل ما نقوم به هو محاولة لرد بعض الطيبة للحياة وهو مصدر شعور رائع بالرضا والسعادة شعور من شأنه أن يبدد أي ظلال أو كآبة أو وحدة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد