عبد القادر سلام الدبعي
إن قوى الاستكبار والهيمنة والطغيان الأميركية الغربية لن تقف ضد مصالح بعضها البعض دفاعاً عن مصالح المستضعفين من الدول، ولكنها تتقاسم الدول الضعيفة فيما بينها أي أن مغارة اللصوص قد عادت من جديد وأصحبت هيئة الامم المتحدة وكراً لعلي بابا والخمسة الحرمية الممثلين للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والذنب لا يكيلون بمكيال واحد تجاه كل الدول الاعضاء بل لديهم مكاييل عديدة وفقاً لحجم وقوة الدولة المراد أن يكال لها ومدى المصالح الاقتصادية التي تربطهم بها والفوائد التي يجنونها منها نتيجة لهذه العلاقة. فالعلاقة السببية بين الفاعل المتمثل في الدولة وما بين الفعل الاجرامي.
فعلاقة السببية بين الاثنين فيما يتعلق بالقضايا الدولية وفي القضايا التي تتعلق بما يمكن أن يطلق عليه جزافاً جريمة وفي بعض الاحيان لا تكون جريمة كحالات التجسس للدول. فهنا تكمن عملية الربط ما بين الفعل الاجرامي وما بين الدولة.
فقد جرت مناقشات عديدة في مجلس الامن وذلك عندما حدث لاول مرة في المجتمع الدولي أن العلاقة السببية بين الفعل وهو الجاسوسية ويبن الدولة القائمة به قد تم بعد وقوع الطائرة ( اثم2) واعلان قائدها ( ياوز) بأنه مسؤول وأنه مكلف ثم عرض القضية على مجلس الامن الدولي والدولة المسؤولة قالت بأنها تقوم بهذا الاجراء باعتباره دفاعاً شرعياً ضد العديد من العمليات الهجومية النووية وغيره.
وبالقياس نجد بأنه في قضايا الإرهاب كان لا بد من أخذ هذه العلاقة السببية وإلا فكيف يمكن أن نثبت أن دولة ما هي المسؤولة عن عمل معين ويتم إيقاع عقوبات عليها دون ان تكون هناك علاقة سببية واضحة وامام سلطة قضائية محترمة ومعترف بها دولياً في هذا المجال، فما تقوم به الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني والدول الغربية تجاه دول العالم الاخرى، انما هو يقوم في الاساس على مبدأ الاستقواء والتفوق العسكري منطلقين من الوهم الاستعماري القديم لباقي دول العالم في الحقبات التاريخية السابقة والتي يحاولون من خلالها إعادة عجلة التاريخ إلى الخلف واحلال الاوضاع الاستعمارية والاستعبادية والاستبداية من أجل الاستيلاء على الثروات النفطية والمعدنية للدول باعتبارها تدخل ضمن المجال الحيوي لهذه الدول الكبرى أو تلك.