فؤاد حسن عبد القادر الحميري
دمعتي ترجف من عين كسيرة
وحروفي بلساني مستجيرة
وفؤادي عن فؤادي غائب
وشهيقي صار يشتاق زفيره
تحرق الغيرة أعماقي على
أحمد إذ أضعف الإيمان غيره
نحن و العذر إذا آلمتكم
أمة بالسب والشتم جديرة
داؤنا منا وفينا وبنا
ما على أعدائنا أي جريرة
فهم قد جحدوا الله فهل
بعد ذنب الكفر ذنب أو كبيرة
نحن من أجرم لا أعدائنا
حين صرنا مثلهم صوتا وصورة
حين حاصرنا كتاب الله في
مصحف آياته فيه أسيرة
حينما قلنا لشرع الله لا
تحكم الدنيا وألغينا حضوره
حين صرنا إمعات كلما
صفر الغربي قلدنا صفيره
لا نحاكي "جورج" في تصنيعه
إنما في "الدنس" و"الديسكو" المثيرة
لا نجاري "بربرا" إن أبدعت
ونجاريها أمام الكوفيرة
نتغنى بالرجولات وما
عاد منها عندنا إلا الذكورة
قبل أن نهجر رعايا قيصر
فلنزح عنا الوليد بن المغيرة
أو لسنا من خذلنا أحمدا
حين بدلنا هدى الله ونوره
أو لسنا من تسمى باسمه
ثم خلفناه منهاجا وسيرة
أين ما نادى به من وحدة
تجمع الناس وتمضي بالمسيرة
أين ما أوجبه من نهضة
تغمر الأرض حياة مستنيرة
هل تُرى سبوه إلا بعدما
شاهدوا أمته ثكلى حسيرة
رأسها مليار رأس في الورى
ما لها رأي يرجى أو مشورة
ويدلها ألف مليون يد
نصفها شلاء والنصف كسيرة
أمة صغرى إذا عاينتها
إنما من ورم تبدو كبيرة
ثوبها ينسجه الغازي لها
وهو من يطعمها ماءً وميره
كل ما تحتاجه، إنتاجه.
لم يدع شيئاً لها حتى الحصيرة
فإذا ما صنعت يوماً فلن
تأخذ "الإيزو" سوى في صنع "بيرة"
إن من يصنع لي يصنعني
فمتى يستشعر الناس الخطورة
يا رسول الله بركان أنا
كيف للهزات أن لا تستثيره
وشعور لم أكن خائنه
قبح الشاعر إن خان شعوره
إنا إن هنت فنفسي لم تهن
تطلب الثأر من الأيدي الأجيرة
وإذا خنت فروحي لم يخن
يقسم الإيمان أن يحيي الجزيرة
انتقامي لك أن أحيا على
وردك الصافي ولا اختار غيره
ناهضاً بالنفس والناس إلى
ذروة المجد وإن كانت عسيرة
منتجا في الأرض لا مستهلكاً
معطياً لا آخذا سُحتَ العشيرة
مسلماً قولا وفعلا وهوى
سيرتي تقفو خطاكم والسريرة
بلساني وبياني ويدي
بمدادي وفؤادي والبصيرة
بحياتي ومماتي ودمي
ببداياتي وساعاتي الأخيرة
