يونس الشجاع
الكل يعرف أن الدنمارك لم تشارك في الحروب الصليبية عبر التاريخ، والكل يعرف أن نسبة المترددين على الكنائس في الدنمارك حوالي 4% من إجمالي السكان وإن الإلحاد هو السائد في هذه الدولة، والكل يعرف أن ما يسمى بالدول الإسكنتافية ومن بينها الدنمارك تقدمت قبل بضعة سنين بطلب إلى الاتحاد الأوروبي تطلبه بقطع العلاقة مع إسرائيل تأثراً منها بالمجازر الوحشية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، وأنه عبر التاريخ الماضي لم يتولد من هذه الدولة عداءً ضد الإسلام والمسلمين.
كل هذه الأمور وغيرها تجرنا بلا شك أن إساءة 17 صحيفة وما حدث قبلها -لرسول الله صلى الله عليه وسلم- لم تأت بمجرد الصدفة أو أنها تنم عن حقد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقط وإنما الأمر أكبر من ذلك وهو أن هناك أمر دبر بليل يهدف من خلاله إلى وقف الزحف الإسلامي في أوروبا وخاصة في ألمانيا فهناك دراسة صادرة من ألمانيا تشير إلى أنه بعد حوالي 15 سنة ممكن يصل نسبة المسلمين فيها إلى 60%، وهو الأمر الذي جعل وزير الداخلية الألماني يعلن تضامنه مع الصحف المسيئة لرسول الله وأن تصريحه ذلك لم يكن أيضاً وليد الصدفة، وإنما عبر مخطط مدروس ويُعمل على تنفيذه فالموساد الإسرائيلي يعلم أنه إذا ظل الزحف الإسلامي قائماً فإنه سيشكل عليه خطورة عظمى حيث وأن كلنا يعرف أن أكثر من مليون بريطاني خرج في تظاهرة حاشدة أيام الحرب على العراق يندد بها وهي تعتبر أكبر مسيرة خرجت سواء على المستوى الدولي أو العربي وهذا هو ما يزعج الموساد الإسرائيلي فيعمل جاهداً ليلاً ونهاراً على ما يولد الكراهية والعداء من قبل الأوروبيين على الإسلام والمسلمين.
أنا لا أقول أننا نقف مكتوفي الأيدي طالما وأن هذا الأمر دبر بليل، فالشخص الذي لا يتحرك حرقة ضد الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلم أن في قلبه مرض فليراجع نفسه وليراجع حساباته مع ربه ورسوله ودينه.
وإنما أقول لا داعي إلى إحراق السفارات أو قتل المعاهدين والذميين أو...أو... لأن هذا ما يريده الموساد الإسرائيلي من توليد مبرراً لدى الشعوب الأوروبية بالعداء على الإسلام وبالتالي وقف الزحف الإسلامي هناك.
فلا نريد أن نكون كمثل (الغرلاء) في قفص تصيبها الوخزات فتتألم وتصيح فإما أن تموت في قفصها وإما أن تخرج من القفص فتأكل الأخضر واليابس. ولنا في الموضوع بقية .