ممدوح طه
بينما يتوعد النازيون الجدد في «الدولة اليهودية» الشعب العربي الفلسطيني في غزة ب«المحرقة» أي ب«هولوكوست» جديد، في جريمة حرب دولية لا إنسانية جديدة وتبادل غريب للأدوار ما بين الدولة الصهيونية الجديدة والدولة النازية القديمة، في تحد سافر لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي الإنساني.
وفيما تتواصل الغارات الإجرامية الصهيونية على البشر والشجر والحجر، وعلى الأطفال والنساء والشيوخ، وعلى البيوت والمساجد والمدارس والمستشفيات على الأرض العربية الفلسطينية في غزة، دون مجرد بيان من مجلس الأمن الدولي يدين الإجرام الإسرائيلي بدور أميركي.
يجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم للبحث في ثلاث نقاط أساسية حسب أولوياتها المرئية بالنسبة لهم، وهي الاستماع إلى تقرير الأمين العام للجامعة العربية حول تطورات الأزمة الرئاسية اللبنانية، وتقييم فرص نجاح المبادرة العربية بشأن لبنان. . وبحث تأثير تعثر حل الأزمة اللبنانية على فرص عقد أو حضور أو نجاح مؤتمر القمة العربية المقرر انعقادها في دمشق. . ومتابعة تطورات المجازر العدوانية الإسرائيلية اليومية على الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة. .
ويجري هذا الاجتماع في ظل عجز مجلس الأمن الدولي نتيجة الانحياز الغربي الأميركي والأوروبي، عن اتخاذ قرار بموقف قانوني دولي، ولا حتى بمجرد بيان رئاسي يمنع الجرائم الإسرائيلية أو يحمي الشعب الفلسطيني المحاصر، أو حتى يرفع الحصار على قطاع غزة المحتل. . وذلك في ظل التصعيد الأميركي السياسي والعسكري بدبلوماسية البوارج الحربية في المنطقة، لتوجيه رسائل قوة للقوى الحليفة والتابعة لها في المنطقة.
وإشارات تهديد بالحرب ضد قوى المقاومة والممانعة للسياسة الصهيو أميركية في لبنان وفي فلسطين حيث المشكلة، وضد سوريا حيث يفترض بل ويجب عقد ونجاح القمة العربية وبحضور الجميع وصولا إلى الحل. . يعلو العديد من الأسئلة.
أولها. . هل كل ما يملكه العرب هو فقط الإحالة إلى مجلس الأمن الدولي أو الأميركي، ولا فرق، بينما يعرف ماذا ستسفر عنه هذه الإحالة لمجلس ينحاز مع إسرائيل أو يتواطأ مع العدوان أو يصمت عن الإدانة ليغطي عجزه عن قرار بالعقاب؟ وإزاء هذا الوضع، ماذا أنتم فاعلون أيها العرب المحتشدون ضد بعضكم البعض في معارك صغيرة فيما بينكم تغري الأعداء على الاعتداء وتشكل غطاء سياسيا للعدوان؟
أليس الأولى هو تكثيف الفعل العربي في اتجاه تعزيز التضامن العربي، وتفعيل دور القانون الدولي الإنساني من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، تحت عنوان «التحالف من أجل السلام» للوصول إلى موقف عالمي للمجتمع الدولي الحقيقي؟
أليس الأولى هو بذل الجهود للمصالحة العربية السعودية المصرية السورية لإمكانية المصالحة الفلسطينية الفلسطينية واللبنانية اللبنانية والعراقية العراقية، بدلا من زيادة الضغوط العربية على الأطراف العربية بما يزيد الانقسامات العربية ويبعد فرص الحلول للمشكلات التي تهدد مجمل الأمن القومي العربي؟
أليس ممكنا اتخاذ مواقف بقرارات، وليس بمجرد إحالات أو إدانات، واتخاذ إجراءات ضد إسرائيل لحماية الشعب الفلسطيني، أو على الأقل تشكل ضغوطا حقيقية على إسرائيل، بل وعلى أميركا التي تدعم إسرائيل؟ وفي أيدي العرب صنع الكثير لو اتحدوا وتضامنوا وامتلكوا الإرادة في الحاضر مثلما أمكنهم في الماضي، لأنهم بالفعل يمتلكون الكثير، سواء من أوراق الضغط أو أسلحة التأثير. وإذا كان التضامن العربي هو سلاحكم الوحيد للقوة، وهو المفتاح الوحيد للوحدة الوطنية في فلسطين ولبنان وللقدرة على مواجهة العدوان، فإن الاحتشاد المحوري المعلن والخفي لنسف القمة عقابا لسوريا، بالرغم من كونها جزءا من الحل وليست جزءا من المشكلة، إنما هو حشد في الجبهة الخطأ ضد الجبهة الخطأ، وتوجه إلى الهدف غير الصحيح. . إذ الطبيعي أن الخلافات سبب لعقد اللقاءات لحل الخلافات. . وليس العكس.