;

الشباب الفلسطيني : أيها العالم الصامت تكلم 1047

2008-03-05 11:33:48

ميرفت أبو جامع - غزة

"قل كلمتك أيها العالم الصامت جراء ما ينكل بنا ، واتخذ خطوات جريئة تنصف فيها شعبا مظلوما ، قل كفى لقتلنا، نريد أن نعيش ، أن نجمع ما تبقى لنا من حياة ".

صرخات أطلقها الشاب محمد فؤاد المغني من غزة، مناشدا من ظنه يوما عالما ، علها تلامس شغاف قلبه ويتحرك لوقف نزيف الدماء من غزة ، ويتساءل محمد كيف لعالم يصف نفسه بالمتحضر والديمقراطي ويصمت على إبادة شعب بأكمله،؟أين دعاة حقوق الإنسان؟ ويضيف أسئلة تلهب الوجدان ، " ما جنينا كي نعيش الظلم ونموت بهذه الطريقة غير الإنسانية ". وواصل:" ما ذنبنا أننا نريد أن نعيش في وطن بلا احتلال وان نمارس حقوقنا الطبيعية في تقرير مصيرنا والعيش بأمن وسلام وهذه الحقوق منصوصة في القوانين الدولية. إلى جانبه بات وجه علي 22" عاما"من خان يونس جنوب قطاع غزة ،شاحبا من حرارة الأخبار التي ترسلها إذاعة محلية من غزة في محله الصغير لتصليح أجهزة الكمبيوتر ، خمسة شهداء عشرة ،عشرون ،ثلاثون ، والمزيد بالطريق ،قصف في رفح في خان يونس في غزة " " خرج عن طوره وصرخ مستغيثا بالله " الله أكبر" ألسنا بشرا ألا يحق لنا العيش الكريم كباقي العالم.

وأضاف :"لم نر ظلما أكثر مما نشعر به اليوم ، حتى الإدانات العالمية تأتي خجولة ،أيّ عالم هذا، وكيف سنثق فيه ونؤمنه على مستقبل الشباب. انه يمعن في إذلالنا ويشترك مع الاحتلال في إجرامه ، أليس الصمت على المجرم جريمة في حد ذاتها. ودعا محمد الأمم المتحدة ان تأخذ دورها وان تخلع عنها رداء الانحياز الأعمى والكامل للآخر دون وازع أخلاقي او إنساني.

وغابت مظاهر البسمة على تعابير وجوه الشباب الفلسطيني وخرجوا إلى الطرقات يتأبطون راديو تعمل بالبطاريات وجوالات بإذاعة يستمعون إلى نشرات الأخبار تصدر من مذيع موجوع وبصوت تخنقه العبرات ، تتوالى عليه الأخبار المتلاحقة من كل مكان وتقرأ صدورهم التعويذات كلما همت طائرة "إف 16" تبحث عن ضحية جديدة ،وتخترق صمتهم ولحظات دعاء قلوبهم لأقرانهم في محافظات غزة. فيما يرحل آخرون بأحلامهم ويتوسدون ابتساماتهم إلى الجنة أشلاء وبموت لا يليق بآدميين ،ولا يسع لكتابة وصاياهم ، دون وداع الأصدقاء أو بعض الأهل المحاصرين في بيوتهم ،الشاب إياد محمود كاتب مسرحي من رفح يقول :" إن كل شيء جميل مات بداخلنا لم نعد نستوعب ما يدور حولنا من موت مجان طال البشر والشجر والحيوانات وكل شيء، إنها حرب مجنونة وغير متكافئة "،لم يعد شغلنا الشاغل نحن الشباب مستقبل ، ويتهكم أي مستقبل ونحن تحت الردم وروائح الموت وسير الجنازات تطوف شوارعنا ،مضيفا انه اشترى مذياعا صغيرا ولازال يتنقل فيه في البيت ويضرب يدا بيد كلما ارتفعت حرارة الأخبار ، وعلا صوت الطائرات مقتربا للانقضاض على بيت أو اغتيال فرحة رضيع ،باستقبال الحياة.

ويطالب إياد بالوحدة بين أطياف الشعب المختلفة " فتح وحماس" ويعودوا إلى لغة الحوار هي اللغة الوحيدة للنهوض بعالم الشباب على حد قوله ويواصل" هذه حرب إبادة حقيقية لغزة ، لابد أن نكون أقوياء بوحدتنا وقدرتنا على الصمود ولم شمل أواصر الوطن الممزقة.

ويرفض إياد أن يناشد العالم ويعتبره :" أبكم أصم فهم لا يريدون ان يرفعوا صوتهم ويتجردوا من انحيازهم ويقول:"" ما إلنا إلا لنرفع أيدينا للسماء و نكون على اتصال حقيقي مع الله".

ويحمل الشاب زياد عوض من دير البلح (الاحتلال) والمتصارعين في غزة والصمت العالمي مسؤولية قتل الشباب وطموحهم وتهديد مستقبلهم ، ويضيف أن الشباب الفلسطيني أصبح مستهدف من كل الجهات والكل يشارك في ذبحه وإبادة الحياة فيه ،

ويكاد رأس أسماء "27 عاما" يتفجر وهي التي تقطن منطقة حدودية جنوب قطاع غزة وطالما تعرضت لانتهاكات إسرائيل بحق أقاربها وجيرانها ، وتقول :" لم أستطع النوم ليلتي بينما تنقطع الكهرباء طوال الليل وفقط صوت الطائرات ورائحة الدمار تنير سماء غزة قائلة " لقد تعودنا وتكيفنا مع الموت والدمار ولن ينالوا من عزيمتنا ،لأننا نموت بعزة وإباء". ويتصف المجتمع الفلسطيني بأنه فتي لان ثلثه بحسب الإحصائيات الرسمية من فئة الشباب وهذه الفئة مازالت مستهدفة من قبل إسرائيل إذ إنهم باتوا وقود الصراع مع إسرائيل وصراع الفصائل فكان ثلثهم ممن قتلوا في الصراعين ، وتعاني هذه الفئة واقعا اجتماعيا سيئا تتضاعف فيه أعداد البطالة والعاطلين عن العمل منهم ويعيش نحو 54% من الأسر الفلسطينية التي يرأسها شباب في فقر شديد.

ويؤكد علاء صبيح ناشط إعلامي وحقوقي أن ما يحدث في القطاع هو جريمة كبرى ومجزرة أخرى تضاف إلى المجازر التي تقوم بها إسرائيل يذهب ضحيتها أطفال وشباب وشيوخ أبرياء وبغطاء سياسي وصمت عالمي.

ويضيف فتدمير إسرائيل لمقدرات الشعب الفلسطيني أحدث فجوة كبيرة من شأنها تحطيم مستقبل الشباب ، جراء استمرار الحصار الشامل على القطاع ،والذي باتت آثاره واضحة على المجتمع ،وخاصة فئة الشباب المحرومة من ابسط حقوقها. ويشير صبيح إلى أن الإغلاق المستمر و الحصار المفروض على قطاع غزة ترك أثره على الطلاب الذين فقدوا فرص التعليم ، وعدم توفره بشكل عادل وانخفاض مستوى الوعي الثقافي لدى شريحة الشباب ، إضافة إلى ذلك ازدياد العنف وفقدان الثقة بالنفس وعدم التمسك بمجتمعه والاستقطاب السياسي الحاد ولّد لديهم الاستهتار باحتياجات المجتمع والخدمات المقدمة. . وينوه صبيح الذي يشغل مدير الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان ومقرها لبنان في فلسطين ،أن التدهور الاقتصادي والسياسي شكل مناخاً سلبياً مشجعاً للشباب بالتفكير بالهجرة كبديل للخروج من هذا الوضع الذي أصبح ككابوس يخيم عليهم وهذا أيضا من شأنه إفشال المشروع الفلسطيني.

ويطالب الناشط الحقوقي القادة السياسيين بتغليب المصلحة الوطنية العامة على المصلحة الخاصة الحزبية الضيقة و نطالب أيضا المؤسسات بالعمل على تعزيز المبادرات التي تركز على العمل التطوعي وفتح باب التطوع بشكل اكبر ضمن معايير واضحة ومدروسة تنمي قدرات الشباب، وتعزيز ثقافة الحوار وأسس الديمقراطية والمجتمع المدني بالإضافة إلى البرامج الإعلامية التي تمس الشباب، و التأكيد على أهمية وضع خطة إستراتيجية وطنية للشباب وأهمية المشاركة في صياغتها.

ويبرق مناشدة المؤسسات الدولية والحقوقية بالتدخل العاجل لوقف العدوان على غزة لإنقاذ مستقبل الشباب وحياة المدنيين ، وتحسين البرامج المقدمة اليهم وتشجيعهم على المشاركة السياسية والاحتجاجات السلمية والمطالبة بحقوقهم في الطرق الديمقراطية وخاصة الحق في التعليم وكافة الحقوق الأخرى المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية.

وتكتفي الخريجة الجامعية مرفت أبو دقه بذكر ما قاله الشاعر مظفر النواب قبيل موته في نقد الأوضاع في العالم العربي "

كهرمان. . . يا كهرمان

الوطن المتساوي الأضلاع

رجسٌ لن يقبله منذ الآن

الأمريكان

>>>

كهرمان. . . يا كهرمان

هل علم فلسطين هو الممنوع

وتزدحم بأعلام ( الفيفا ) بلادي

وبأعلام الألمان

>>>

في غزة يتوالى القصف

والبلدان العربية

تبذل أقصى طاقتها

من جُمل " التنديد "

وعبارات " العطف "

هذا يستغرب " الاستخدام المفرط للقوة "

وآخر يدعو الشقيقة إسرائيل لضبط النفس

والثالث يخشى من دورة عنف

والرابع يُرسل أرخص أنواع البطانيات

لتحمي القتلى

من" أمطار الصيف " *

تحصي شعرات اللحية

كهرمان. . . يا كهرمان

من يحمي الآن الخرفان

إن كان الذئب صديقاً

وحليفاً

وهو الآمر والناهي

في هذا البستان ؟

>>>

والشيخة "عكا " في المستشفى

بدأت تفتح عينيها

من يعرف ، في هذا القصف ،

إن كانت تتذكر أبويها ؟

ارشقها بالبحر يا " حج حسن "

بالرعب فقط. . . تسقط آثار الرعب

على قدميها

هذا الفتح ال. . . من عند الله

لا من عند " الأمريكان "

فسبح بحمد ربك

واستغفره

لن تبقى " حيفا " هادئة

بعد الآن

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد