كروان عبد الهادي
منذ قيام دولة الوحدة اليمنية توفرت مناخات ديمقراطية كان بإمكان القيادة النقابية استغلالها في إعادة بناء العمل النقابي على أساس وحدوي بأفق ديمقراطي وخلق نقابات مهنية قوية قادرة على الاضطلاع بدور فعال مؤثر في الإدارة والاقتصاد وفي مصالح العمال وتعزيز سلطة دولة الوحدة وزيادة قدرتها السياسية والاقتصادية فوجود مثل هذه النقابة مع العمال سيشكل سياجاً قوياً لحماية الدستور والقوانين ولا يستطيع أحد اختراقه.
إن هناك تعقيدات في قضايا العاملين في كل المجالات فالأطباء يشتكون من ضعف الرواتب مع أن الكل يشتكي من ضعف الراتب وعدم مجاراته لما يحصل من ارتفاع هائل للأسعار، أضف إذا كنا بصدد الشكوى فلنفتح الباب على آخره ونقول ماذا فعلت النقابة للعمال؟ أين المتنزهات الخاصة لأسر العمال؟ وأين الطب المجاني للعمال؟ ، أين استثمار أموال الاشتراكات؟ أين الجريدة التي تنطق باسم العمال وتعرض مشاكلهم؟ أين وأين وأين؟؟؟
إن العمل النقابي وما وصل إليه بسبب تباعد القيادة وإتباع العمل المكتبي في نشاطها اليومي ومعالجة مشاكل العاملين بواسطة التلفون وأكثر شيء نقوم به هو تحريك العمال على الإضرابات الغير مدروسة وغير مضمونة النتائج.. وهذه تعتبر نقطة ضعف في القيادة النقابية الحالية.
ينبغي أن يتغير أسلوب العمل النقابي في ضوء المعطيات الجديدة والمتغيرات الدولية بابتداع أسلوب جديد يوصل إلى الناس فلابد أن يتركز العمل النقابي في قضايا أساسية لها علاقة بحياة الناس اليومية مثل قضية ارتفاع الأسعار ومعرفة الأسباب لارتفاعها ، وما هي طبيعة الاختلال الموجود بين الأجور والأسعار وكيف تتم المعالجة؟ وهناك قضايا أخرى مثل تردي الوضع الاقتصادي والمالي ووجود أزمة اقتصادية الكل يتكلم عنها القيادة السياسية والحكومة وذوو الاختصاص يتكلمون عن هذه الأزمة... ولم نسمع رأي القيادة النقابية في هذا الجانب... هل الأمر لا يهمها ولا يهم العمال؟؟ أم هو تجاهل لما يحدث؟؟ فالإجابة... المعنى في بطن الشاعر.