كروان عبد الهادي الشرجبي
القناعة :
الإنسان بطبعه يتمنى الحصول على المال فهو عندما يحصل على القليل يطمع للمزيد فمثلاً إذا حصل على ألف يتمنى أن يحصل على المليون وعندما يكسب المليون يصبح هدفه الملايين بحيث يتحول إلى مدمن مال في حاجة دائمة إلى المزيد منه.
وهي مأساة تزداد فجعه عندما يكون المال هو كل شيء ويفضل الإنسان أي شيء وكل شيء للحصول عليه، والذي ليس لديه قناعة تحميه هو معروض للبيع والشراء ، لذا يجد نفسه قد وقع في الزلل ويصبح لا ثمن له.
لذلك علينا أن نتعفف بالقناعة فإنها تحمينا من الزلل وعلينا أن نتمرن يومياً على تقوية مناعتنا الخلقية لمواجهة أي ضعف فينا ، ذلك أن المال إذا زاد عن حده انفق المرء عمره في إدارته وإن قل على الحاجة انفق عمره في السعي إلى كسبه وهو في الحالتين خاسر.
كلام في الواقع :
إن التلفزيون صار ميزاناً لاستعراض الجميلات والشابات والفنانات "الكاسيات العاريات" وكل فتاة تتفنن في اجتذاب المشاهدين ، ومن الطبيعي أن يجلس الرجال فاغري الأفواه أمام الشاشة وأن يتفرجوا على "العجب".
الذي يحدث أن الزوجة الطيبة الحلوة الوفية التي تقدمت في السن ، وامتدت في الحجم وترك العمر إشارة على وجهها، تصاب بالإحباط عندما ترى أنظار زوجها معلقة على الشاشة وتلك الصور وتلك الثياب ذات الألوان الزاهية والكاشفة لأغلب أجزاء الجسم ، وبأشكال الرقص وهز الأكتاف على إيقاع موسيقي من إنتاج جهنم الحمراء.
تخاف المرأة أن يتعلق زوجها بهذا النمط التلفزيوني من النساء فلا يعود ينظر إليها نظرة الرجل الولهان، وأن يقارن بين الفتيات اللاتي يملأن الشاشة وبين الكيان الذي يشاركه حياته.
ولكني أعتقد كما يعتقد الكل أن الزوج مقتنع كل الاقتناع أن زوجته بعفتها وكرامتها واحترامها لذاتها وله أكثر جمالاً وجاذبية من كل حوريات التلفزيون وأن زوجة في اليد أهم من عشر على الشاشة.
الحسد :
وأعوذ بالله من الحسد قال الله تعالى: "قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد". صدق الله العظيم.
الحسد ظاهرة سيئة جداً تشتعل في قلب الحاسد لتحرق الآخرين فالحسود إنسان يكره أن يرى غيره في سعادة دائمة ، بل نراه يتمنى أن تزول نعمة غيره لكونه شخصاً يتسم بالأنانية والحقد والكراهية وقد يتساءل في ذهن الحاسد لماذا ينعم الناس بالحياة الهانئة والرفاهية في حين أنه حرم من هذه النعم ، مع أنه يجهل أن السعادة الحقيقية تكمن في القناعة وراحة البال وهذه الصفات لا تنطبق على الإنسان الغير مؤمن بالله ، فالإنسان المؤمن هو الذي يقنع بما أكرمه الله تعالى من نعم أياً كانت ، فالله أنعم على الإنسان بالمال والبنون فهما زينة الحياة الدنيا لهذا على الإنسان الطبيعي أن ينظر ما في يده وليس في يد غيره بمعنى أن يكون قنوعاً راضياً بما قسمه الله له ولا ينظر لغيره بل لابد أن يشكر الله ويحمده على هذه النعمة وكل نعمه التي لا تحصى.