;

ها هو ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى حب الوطن وصلاح المواطن .. ( الحلقة الأولى) 863

2008-03-08 12:03:30

الشيخ/ سراج الدين اليماني 

الإسلام دين الحياة الطيبة المباركة بكل معالمها! دين الحياة المثالية بكل مقوماتها وخصائصها! إنه الصراط المستقيم الذي يجب أن يتبع! ومنهج الحق الفريد! والبصر السديد! والعقل الرشيد! والعزم الشديد! والسلوك الحميد!.

ومن ثم يخطئ من يظنه مجرد عقيدة وجدانية منعزلة عن واقع الحياة في كل مجالاتها الواقعية، ومنها الوطن والمواطن من أي صنف كانوا! ويخطئ من يظنه مجرد شعائر تعبدية يؤديها المؤمنون فرادى أو مجتمعون. . وكفى! إنما هو دين الحياة المباركة الطيبة بكل خصائصها ومقوماتها! وهو من الوضوح في هذا، ومن العمق والقوة كذلك، بحيث يظهر لكل عاقل مدرك أن حصره في دائرة الاعتقاد الوجداني، والشعائر التعبدية، وكفه عن نظام الحياة، جريمة كبرى، وانحراف خطير، وشر مستطير!، إنه يدعو إلى عقيدة تحيي القلوب والعقول، وتطلقها من أوهام الجهل والخرافة، ومن ضغط الوهم والأسطورة، ومن الخضوع المخل للأسباب الظاهرة، والحتميات التي يحلو للبعض التحدث عنها، ومن العبودية لغير الله تعالى، والمذلة للعبيد أو للشهوات سواء!. ويدعو إلى شريعة من عند الله، تعلن تحرر الإنسان وتكريمه بصدورها عن الله وحده، ووقوف البشر كلهم صفاً متساويين في مواجهتها! لا يتحكم فرد في شعب! ولا طبقة في أمة! ولا جنس في جنس! ولا قوم في قوم!. ولكنهم ينطلقون أحراراً متساويين! وإخواناً في الله عزل وجل متحابين، ويدعو إلى منهج للحياة! و منهج قويم للفكر! ومنهج صحيح للتصور! ومنهج كامل شامل! منهج يطلق العباد من كل قيد إلا الضوابط التي أرادها الخالق هذه الضوابط التي تصون الطاقة البانية من التبدد، ولا تكبت هذه الطاقة ولا تحطمها، ولا تكفها عن النشاط الإيجابي البناء. . على مستوى الوطن والمواطن! ويدعو إلى القوة، والعزة والاستعلاء بالعقيدة والمنهج والثقة بالحق، والانطلاق في الأرض كلها لتحرير الإنسان بجملته، وإخراجه من عبودية العباد إلى عبودية الله وحده، وتحقيق إنسانيته العليا التي وهبها له الله، فاستلبها منه غيره بشتى الوسائل والطرق! ويدعو إلى الجهاد في سبيل الله، لتحقيق وتقرير منهج الحق في الأرض وفي حياة الناس. . حتى يفيئوا إلى حاكمية الحق وسلطانه في الأرض! وعندئذ يكون الدين كله لله!.

وإذا أصابهم الموت في هذا الجهاد، وهم يدعون إلى عزة الوطن وكرامته وعزة المواطن وكرامته كما أراد الله، كان لهم في الشهادة حياة! على العكس من ذلك فإذا أصابهم الموت وهم خارجون عن هذه الضوابط والتعاليم الإلهية ومشوا خلف من سولت له نفسه حب التعالي والاستعلاء وظن أنه على شيء وهو يسبح في بحر الجهل والعمالة ويفتي لمريديه ومن يظن فيه الخير بقتل المواطن وتدمير ما هو حسن في هذا الوطن من أجل حفنة من المال أو سمعة أو جاه ولا يهمه أمر الوطن والمواطن فهذه الشهادة في حقه موت وإجرام وبالنار الاصطلام فالذين يفجرون أنفسهم ليقتلوا السواح والأجانب الذين دخلوا بعهد وأمان ليسوا من هذا الدين وإنما هم عناصر ميتة ويجب بترها من جسد هذا الوطن حتى يبقى الجسد سليماً معافى، وأن هذا الدين الذي نتكلم عنه عن هذا بمعزل ولا يرضى ان هذا العضو المبتور يبقى ويحاول استئصاله بكل ما أوتي من قوة.

والمسلمون إذا لم توقظهم تلك الكوارث التي تنزل بهم من غيرهم ومن الفكر الدخيل الذي يدعو بعضهم للعدوان على بعض والانقضاض على الآخر في غفلته، كما رأينا في العدوان العراقي على الكويت، وقبل ذلك العدوان الأميركي على العراق، وكذلك العدوان الدولي على العراق وعلى أفغانستان، والعدوان الإسرائيلي على فلسطين وعلى لبنان، الذي يقف خيال الشخص ذاته أمامه عاجزاً مبهوراً عن مجرد تصوره، لولا أنا عايشناه كما عايشه المرابطون تحت ظل الاحتلال الذين آثروا البقاء والصمود كأبناء العراق الذين لم تمسخهم العقائد المستوردة والمصدرة لهم من محور الشر والغدة السرطانية التي تفتت في عضد الأمة الإسلامية إيران الفارسية.

وإذا لم يأخذوا أنفسهم في عزم لا يعرف التردد، وحزم لا يعرف الهوان، وقوة لا تعرف الضعف، بهذا الدين القيم، الذي كان لهم به ومعه تاريخ فليعلموا أن دين الحق باق، وهم ذاهبون.

إن هذا هو اختيار الله للعصبة المؤمنة لتكون أداة القدر الإلهي في إقرار دين الله في الأرض، على مستوى الوطن الخاص الذي يعيشون فيه، والوطن الإسلامي العام، ولتكون هذه العصبة أداة القدر الإلهي في تمكين سلطان الحق في حياة البشر وتحكيم منهجه في أوضاعهم وأنظمتهم، وتنفيذ شريعته في قضيتهم وأحوالهم وتحقيق الصلاح والخير والطهارة والنماء في الأرض بهذه الشريعة حتى يمتد بهم الوطن الإسلامي شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً،،، (للحديث بقية).

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد