كروان عبد الهادي الشرجبي
الوظيفة
صباح كل يوم تستقبلك وظيفة تحيي روحك القادمة من تعب النوم وهواجس كوابيس المساء وقلق القادم..
كأنها فرض لابد منه، أو مقرر مقيت لا نحبه، في حين أنها حالة انشغال جميل ممكن أن يذهب نحو مساحات جديدة من الحياة وممكن أن يشغلك عن الانغماس في التفكير في ما حدث وكأن ولعلَّ هذا أكثر ما يميزها.
فالوظيفة قادرة على خلق أجواء أخرى تسرق توترك الذاهب نحو حزنك الخاص وأمورك الشخصية الأخرى، لماذا نعاملها على أنها واجب يجب أن يؤدَّى كيفما اتفق كأنها إجبار على عمل لا تطيقه، في حين أنها تعطيك تفاصيل لن تدركها إلا إذا مارست البطالة، والوحشة من مضي نهار دون عمل.
إنها فرصة للحياة وقدرة خاصة على خلق الكائن الأفضل، والممكن التجاوز على عيوبه الجمَّة. لو أنت تحب تفاصيلها.. ومزاياها التي تأتينا منها وعطاياها التي تتجاوز المادة لكان الحال أكثر تفاؤلاً ولكان التهجم حالة غريبة غير معروفة عند الذاهبين نحو وظائفهم كل نهار.
هل نعطي الأشياء حقها؟
أحياناً "واحايين كثيرة نمارس ضد أنفسنا قهراً من نوع خاص" حين نبخس حياتنا حقها، ولا نعطي أنفسنا فرصة الاستمتاع بكل شيء حتى وإن كانت وظيفة جافة.
وتستمر المأساة.
إن فلسطين تعاني ولا تزال تعاني وستظل كذلك بسبب سوء تدبيرنا وعجزنا، وبسبب محتل همجي لا يعرف سوى ابتلاع الأرض وتفريغها من سكانها بقصد "الإبادة الجماعية"واستمرار تراجع الأمة حتى أصبحت في حالة من انعدام الوزن لا تزن كثيراً في ميزان القوى ولا يقيم لها الأقوياء اعتباراً.. واستمرار ضعف الروابط العربية بحيث أصبح كل واحد يغني ليلاه ولم نعد نعرف الجدوى من منظمات مثل الجامعة العربية وإداراتها التي عانى منها. الجميع وذهب كل منهم في طريق.
وبهذا الحال تمر الشهور والسنين ونحن على أمل بل إننا لا نفقد الأمل.
الأمل موجود، لا يزال يتمثل في تلك الأصوات الحكيمة بيننا التي تنبهنا إلى ضرورة التضامن والتآلف لحل المشكلات مشكلاتنا "نحن العرب" في أن نكون صوتاً واحداً ويداً واحدة وأن نقول لا للظلم والاستبداد، وأن نعلي صوت الحق... حتى لا تستمر المأساة.
"وجهة نظر"
يلفت انتباهي أثناء مشاهدتي لأي فلم عربي قديم أو حديث موقف البطل الذي إذا صادفته أي مشكلة أو أي هموم فهو يلجأ إلى "الكأس" وراقصة في ملهى ليلي.
تلك الصورة للبطل في الأفلام تشكل مأزقاً حقيقياً له تأثيرات سلبية جداً عند الأشخاص الذين يحبون التقليد فهناك من يقلد البطل في كل شيء بل ويعتبره قدوته. والغريب أيضاً أن المسلسلات التي يتم إنتاجها اليوم أصبح "المشهد التقليدي" جزءاً منها فنجد الكؤوس تحمل في الحفلات الخاصة والملهى الليلي جزءاً من أحداث المسلسل فبدلاً من أن يتم علاج تلك المعضلة والنهوض بصورة البطل وتخليصه من أزمة السلوك تلك وإنقاذه من مأزق الهروب الحتمي إلى أحضان الدمار نجد أن الصورة أخذت تجره إلى تلك الأزمة بصورة أكبر.
وكأن البعض يريد أن يلغي مفهوم القدوة الأخلاقية في الحياة وإعادة صنع واقع جديد، يمثل ذلك التوجه السلوكي في معطياته بمنتهى الإجحاف والظلم. والحقيقة لا نعلم سر ذلك التدهور.. هل هو سبب عطل في الإبداع؟ أم خلل في الفكر؟؟؟؟
المخالفات المرورية "والمرأة"
في السابق كان مشهد امرأة تقود السيارة شيئاً غريباً في شوارعنا ولكن الآن أصبح هذا المنظر مألوف، بل أصبح وجود سيارة تقودها امرأة وبجانبها رجل سواء كان زوجها أو أخوها أو ابنها، أصبح أمراً عادياً، قد يأخذ البعض على المرأة خوفها أثناء القيادة "الحذر واجب" غير أن "المرأة" قيادتها للسيارة قيادة عاقلة غير متهورة كقيادة الشباب. فالمرأة نادراً ما تستخدم حقها في التجاوز حتى لا تربك الآخرين وهي أول من استخدم حزام الآمان ولا تستخدم أبواق السيارات وعلى الفاضي والمليان.
ولا تقود السيارة بيد والأخرى تنفذ أي مهام، ونادراً ما نراها تقطع الإشارة وهي حمراء بعكس الرجال الذين يحلوا لهم ذلك، إضافة إلى ذلك لا تخرج يدها من النافذة وغير ذلك من التصرفات بسبب القيادة الحذرة والعاقلة والهادئة فإن سجل المرأة المروري نظيف ونجد أن مخالفات النساء المرورية أقل بكثير من مخالفات الرجال.
