عبد الوارث النجري
بعد مرور خمسة أعوام تقريباً على دخول القوات الأميركية العراق الشقيق باسم الحرية والديمقراطية والقضاء على نظام صدام حسين الديكتاتوري وتدمير الأسلحة والمفاعلات النووية التي يمتلكها نظام صدام، يجعلنا نتذكر اليوم تلك الحرب الشرسة التي شنها الغرب ممثلة بأميركا وبريطانيا وحلفائهم الآخرين على الشعب العراقي الشقيق دون أي مبرر أو ذنب اقترفه ملايين العراقيين أو حتى نظام صدام حيث كشفت الأيام كذب وزيف الإدعاءات الأميركية حول امتلاكه أسلحة دمار شامل وحتى ديكتاتوريته، وبعد مرور ما يقارب ال"1800) يوماً على تواجد قوات الاحتلال الأميركية والبريطانية في الأراضي العراقية كم أتمنى أن أجد ذلك الشخص العراقي الذي ظهر في شاشة قناة الجزيرة وهو يقوم بضرب صورة الشهيد صدام حسين -رحمه الله- نجد أنه بعد معركة المطار ودخول القوات الأميركية العاصمة بغداد، كم أتمنى أن أجد ذلك الشخص إذا كان لا يزال على قيد الحياة ولم تخترقه رصاصات الأميركان والبريطان أو أحد العصابات الطائفية والإرهابية التي صارت منتشرة على كل شبر في بلاد الرافدين، كم أتمنى أن أسأل ذلك الشخص الذي ظهر منتشياً وهو يقوم بفعله ذلك المخزي والجبان، لأقول له بعد مرور خمس سنوات على تلك الحادثة وعلى ظهورك أمام العالم وأنت تقوم بضرب صورة الشهيد صدام حسين لو أنني اليوم أتيت بمصور قناة فضائية وفي يدي صورة لصدام حسين وأعطيتك إياها، أما زلت مصراً على رأيك تجاه صدام وستكرر فعلتك تلك التي قمت بها قبل خمس سنوات؟! أم أنك ستجثو على ركبتيك وتقوم بتقبيل صورة ذلك الشهيد المناضل - رحمه الله- الذي لفظ آخر أنفاسه وهو يقرأ الشهادتين ويقول الموت لأميركا والصهاينة وفلسطين عربية ، والنصر والعزة للإسلام والمسلمين، صدام الذي أردتم بفعلتكم تلك البشعة بشنقه في يوم عيد الله، يوم فدى فيه الله عز وجل نبيه إسماعيل بذبح عظيم، والمسرحية التي حاولتم من خلالها الإساءة لشخص صدام وفضحه وتكريه الناس فيه، لكن الله سبحانه وتعالى خيَّب آمالكم وبعد فعلتكم تلك أصبح صدام رمزاً من الرموز الإسلامية والعربية وهامة من هامات النضال والجهاد الإسلامي، وشهيداً في مقدمة قافلة الشهداء من المسلمين والصديقين ، لأن الخمس السنوات الماضية أظهرتكم على حقيقتكم أمام العالم العربي والإسلامي، فأين أنتم اليوم من عراق ما قبل 2003م؟! وأين أنتم اليوم من عراق ما قبل 1990م؟!، ماذا قدم لكم الأميركان والبريطانيون منذ دخول قواتهم إلى بلاد الرافدين وحتى اليوم؟! أين الأمن والحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة؟! أين الورود التي ألقتها الطائرات الأميركية عليكم قبل دخول قواتها البرية؟! وما هي الثمار التي جنيتها أنت وأمثالك كالجلبي والحكيم وعلاوي و. . . إلخ من الحرية والديمقراطية الأميركية؟! أتريدون أن نقول لكم ما هي تلك الثمار؟! هي الرعب والخوف في النفوس قبل المنازل والغرف تلك الثمار هي الدمار الشامل لمقومات الحياة في بغداد وكافة المدن العراقية وفي مقدمتها البنية التحتية من شبكة مياه وكهرباء ومجاري ووحدات صحية ومدارس وجامعات وغيرها، الثمار التي جنيتموها من الحرية الأميركية هي الدماء التي تسال يومياً في الشوارع والأسواق الشعبية والمحلات التجارية وفي الطرق وتحت أنقاض المنازل والشقق التي يقصفها الطيران الأميركي!!! ثمار الحرية الأميركية في بلاد الرافدين هي استهداف الأطفال والنساء والمذابح والمقابر الجماعية ونهب خيرات وثروات الأرض العراقية بعد العبث بأموال النفط مقابل الغذاء، ثمار الحرية الأميركية هي إثارة النعرات المذهبية والطائفية بين الأخوة والأشقاء وتشريد الملايين إلى خارج العراق، واستهداف العقول العراقية النيرة من علماء وقادة ومثقفين ونهب الآثار والتراث العراقي وتجويع أكثر من مليون أرملة عراقية ووفاة ملايين من الأطفال العراقيين، هذه هي ثمار الحرية الأميركية في العراق خلال خمس سنوات من الاحتلال الأميركي للعراق.