عبد الوارث النجري
تحت شعار الإسلام في الألفية الثالثة انتهى مساء أمس ممثلين (57) دولة إسلامية جلسات قمة المؤتمر الإسلامي الذي احتضنتها العاصمة السنغالية داكار، وعلى الرغم من المهموم والمعاناة المثقلة على عاتق من حضروا القمة جراء ما يعانيه أبناء الأمة الإسلامية م سياسات الإبادة الجماعية والتجويع والاعتقالات والاحتلال من قبل الدول الغربية وفي مقدمتها أميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني إلى جانب الخلافات والاتهامات المتبادلة بين أنظمة العديد من الدول الإسلامية، وبالرغم من سبق لم تخرج قمة داكار وبيانها سوى بالشجب والاستنكار والتضامن الصوري مع كل ما يعانيه أبناء الأمة الإسلامية، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية مشتركة بين الجارين السودان وتشاد فيما يخص الجانب الأمني وضبط الحدود بين البلدين يأتي ذلك على عكس كل التوقعات لما قد تتمخض عنه قمة أصفا والمهاجرين والأنصار في العاصمة السنغالية داكار رغم حساسيتها باعتبارها قد تزامنت مع إعادة الصحف الدنماركية نشر الرسوم المسيئة للرسول الأعظم محمد - صلى الله عليه وسلم- وبصورة تعكس تعمد الدولة الغربية لإساءة للإسلام تارة من خلال إلصاق تهمة الإرهاب بمعتنقيه وعلمائه وكافة أبناء أمته وتارة أخرى تجاوزت كل الحواجز لتصل بتماديها في ظل حالة الضعيف والخذلان التي تعيشه أمة الإسلام إلى رمز الأمة وخير هادي إلى الصراط المستقيم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، الأمر الذي يكشف كذب وزيف كل من ينادون الحضارات في الدول الغربية وأذنابهم من المرتهنين والعلمانيين في الدول العربية والإسلامية لكن قمة داكار كغيرها من القيم القمم السابقة للدول الإسلامية وأنظمتها الحالية خيبت كل الآمال والتطلعات للشعوب الإسلامية المضطهدة من قبل حكامها بسياسات التجويع والظل ومصادرة الحريات ومن قبل أعدائها الغربيين بسياسات القتل والتشريد وممارسة كاف أنواع التعذيب في السجون والمعتقلات والشجب والاستنكار وكذا مطالبة باتخاذه قرار يحرم الإساءة للأديان ورموزها ليس حلاً، ولا يعتبر انتصاراً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم بل أن الحل الوحيد ولرد على تلك الصحف والأنظمة الغربية يتمثل في مقاطعة شاملة لكافة المنتجات الغربية بشكل عام وليس المنتجات الدنماركية والهولندية وغيره بل مقاطعة كافة المنتجات الأوروبية والأميركية والصهيونية باعتباره ؟؟؟؟؟ متآمر على الإسلام والمسلمين منذ مئات السنين، وهذا ما يجب أن يدركه أبناء الأمة الإسلامية قبل حكامها، ولعل الأحداث والمعاناة والمشاكل التي بمر بها كل فرد من أبناء الأمة الإسلامي أينما كان سواء في بلده أو خارج بلده خير شاهد على ذلك.
وهذا أضعف رد كان من الضروري جداً أن يتضمنه بيان القمة الإسلامية المنعقدة اليومين الماضيين في داكار، هذا على جانب الوقوف وبشكل جدي تجاه القضية الفلسطينية أولاً من خلال جمع أطراف الفصائل الفلسطينية تحت مظلة واحدة هي المقاومة والإخاء وتبادل الأدوار السياسية والاقتصادية والعسكرية لما فيه تحرير كافة الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، كما كان من الواجب على الدول الإسلامية المجتمعة في داكار الخروج بعمل مشروع إسلامي يتبنى دعم ومساندة المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها اقتصادياً وسياسياً وعلى كافة الأصعدة وبالذات تقديم العون والمساعدات المالية المجزية للمقاومة، وهذا كل ما يتمناه أبناء فلسطين من أشقائها في بقية الدول العربية والإسلامية، وكما كنا نتمنى من قمة داكار الخروج بيان يدعو كلاً من أميركا والدول الأوروبية بسرعة إخراج قواتها من أفغانستان والعراق وكافة السواحل المياه الإقليمية للدول الإسلامية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والخلافات الداخلية والإقليمية للدول العربية والإسلامية، إلى جانب من كنا نتمنى من قمة داكار بالتوقيع على توقيعات اقتصادية بين الدول الإسلامية وغيرها من الاتفاقيات حتى تستطيع القمة الخروج بحذر يحفظ للمساس ؟؟؟ والكرامة بين الأمم.