د. كمال بن محمد البعداني
لقد استبشر أبناء اليمن خيراً عندما دخلت دولة قطر الشقيقة في خط الوساطة منتصف العام الماضي لإنهاء التمرد في بعض مناطق صعدة.. نعم استبشروا خيراً ولم يشعروا بأي تحسس تجاه هذا الأمر فقطر بأميرها وشعبها لها مكانة خاصة في قلوبنا. غير أن الأيام والشهور تمضي وليس هناك أي نتيجة، بل على العكس ازداد المتمردون عناداً وعنجهية وقاموا ببناء تحصينات جديدة وخاصة عندما وجدوا الدلال الزائد الذي تعاملهم به اللجنة القطرية هناك.. فإلى جانب الغداء والمقيل والزفة في كل من (مطرة، النقعة) عند أصحاب الوليمة الحوثي والرزامي إلى جانب ذلك توج هذه الدلال باتصال مباشر من سمو أمير قطر شخصياً إلى المتمرد/ عبدالملك الحوثي، كما ذكر ذلك موقع حزب الحق المنحل الذي ذكر أيضاً أن أمير قطر قد شكر الحوثي على التزامه بالاتفاقية ونحن نسأل بدورنا هل هناك اتفاقية غير التي وقعت في قطر وتقضي بنزول المتمردين من مواقعهم؟! نعم هل هناك اتفاقية أخرى لا تعلم بها الحكومة اليمنية تقتضي هذا الشكر مادام أنهم لم ينزلوا من الجبال؟ إنه بلا شك تطور خطير ونقله نوعية في حالة ثبوت صحة هذا الخبر. وخاصة عندما لم يصدر من اللجنة القطرية في صعدة أي تكذيب لهذا الخبر.
مما جعل أبناء اليمن يضعون أيديهم على قلوبهم خوفاً من أن يأتي الخطر من قطر، وهي الدولة التي لها موقع خاص في قلب كل يمني ولن ينسى أبناء اليمن موقفها المساند والداعم للوحدة اليمنية أثناء حرب الانفصال عام 1994م، حتى قال أحد شعراء اليمن وهو يصف قطر في ذلك الوقت:
إني أحيي على بعد المدى (قطراً)
وهم قريب إلى قلبي وإن بعدوا
تأريخهم زينة الدنيا وحكمهم
سيف مع الحق مسلول ومنجرد
فإن يروا عزة في نجمة صعدوا
أو شاهدوا منهلاً من مفخر وردوا
نعم هذه هي نظرة أبناء اليمن إليكم يا أهلنا في قطر، فلا تضيعوا في عام 2008م ما زرعتموه في قلوبنا عام 94م أثناء حرب الانفصال، تلك الحرب التي وقف فيها هؤلاء المتمردون مع الانفصال وفي خندق واحد مع أعداء الوحدة في الداخل والخارج واستلموا الأموال من الدول التي يدعون الآن أنها تحرض ضدهم، فقد حاولوا في تلك الفترة إقلاق الأمن والسكينة في صعدة بالتزامن مع إعلان الانفصال، فتصدت لهم الدولة آنذاك كما تصدى لهم أبناء المنطقة غير أن الحوثي الأب قد تمكن من الفرار مع أبنه حسين إلى لبنان ثم إيران.
وعادوا بعد أن أصدرت الدولة عفواً عنهم، عادوا وفي جعبتهم شعار الخميني (الموت لأميركا الموت لإسرائيل)، الذي أحضره معه من الغرب وبالتحديد من فرنسا مكان إقامته فيما سمي بعد ذلك بثورة الكاسيت أو ثورة الشريط الذي تمكن بموجبه من الوصول إلى الحكم في إيران، وقد حاول حسين الحوثي أن يسلك نفس الطريق بتسجيل خطبه على أشرطة مدعومة بالقوة المسلحة، إلا أن نهايته كانت سيئة، فاليمن غير إيران.
إن المتمردين يرفعون شعار (الموت لأميركا الموت لإسرائيل) ونحن هنا في اليمن على قناعة تامة بأنه لو قدر لأميركا وإسرائيل المجيء إلى اليمن لا قدر الله فإن هؤلاء الناس سيقفون معهم، كما فعل أصحاب الشعار نفسه عندما دخلوا بغداد على صهوات (دبابات الشيطان الأكبر) بل إن الرئيس الإيراني (أحمدي نجاد) الذي زار بغداد قبل أيام ما كان يحلم بهذه الزيارة لولا وجود الشيطان الأكبر هناك، وهذا يدل على أن للشيطان فوائد في بعض الأحيان كما ذكرت قناة الجزيرة القطرية في أحد التقارير.
ومع ذلك عاد هذا الرئيس إلى بلاده ليخطب (الموت لأميركا الموت لإسرائيل)، إنه نفس الفكر ونفس المدرسة التي شعارها الباطن غير الظاهر.
يا أهلنا في قطر نناشدكم ونناشد نخوتكم وعروبتكم بأن لا تساهموا بزرع شوكة في خاصرة أبناء اليمن فلا تصدقوا أنها ستكون في خاصرة أحد غيره، إننا نربأ بكم أن تكونوا مطية لغيركم أو تكونوا سبباً في معاناة الأجيال القادمة من هذا الفكر الدخيل على اليمن، فأنتم تعرفون حق المعرفة بأن قرار هؤلاء الناس ليس بيدهم وتعلمون أيضاً بأن اليمن وقطر هما الدولتان الوحيدتان في المنطقة التي لا يوجد بها هذا الفكر المرهون للآخرين، فإن ساهمتم بتثبيته في اليمن اليوم لا قدر الله فإن يوم غدٍ سيكون الدور على قطر، إننا نريد أن تكون مساعداتكم التي وعدتم بها طوق نجاة من الفتنة لا سوط عذاب تلهب ظهور الأجيال القادمة.
ونذكر الأستاذ القدير/ سمير أبو العنين رئيس اللجنة القطرية والذي ينتمي إلى قبيلة عربية عريقة نذكره بكلام الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي للأمم المتحدة إلى اليمن أثناء حرب الانفصال وقد تعرض إلى ضغوط عنيفة من بعض الدول إلا أنه قال كلمته الشهيرة في صنعاء: (إذا لم استطع أن أنفعكم يا أهل اليمن فلن أضركم أبداً).
ورغم ذلك كله فإننا نهتف من أعماق قلوبنا ونقول (اللهم لا تفجعنا في قطر).