;

أردوغان بين الحجاب والعلمانية 780

2008-03-17 12:14:59

عبد الوارث النجري

عندما نتحدث عن المتغيرات التي يشهدها العالم بشكل عام ومحيطانا الإقليمي بشكل خاص والتي بدأت معالمها على المنطقة مع بداية الألفية الثالثة، ما هي إلا الخطوط العريضة للبدء بتنفيذ مخطط صهيوني بهدف التوسع وبناء دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل، هذا المخطط ينفذ على الواقع بأيدي أميركية غربية يرافق ذلك صمت عربي في ظل ضعف وهوان يمر به العالمان العربي والإسلامي، المخطط الذي بدأ في أفغانستان بأول حروب القرن وانتقل إلى العراق ليستمر بنشاط في غزة والضفة الغربية ولبنان ومن ثم الانتقال إلى سوريا وبقية الدول والجماعات الإسلامية المجاورة، أبرز أهدافه الرئيسية القضاء على الإسلام كعقيدة ونظام ودولة، عقيدة يتم انتزاعها بكافة الطرق والأساليب من قلوب عقول معتنقيها، وكما هو حادث ومنتشر في كافة الدول الإسلامية بصورة غير عادية من وسائل اللهو والإغراء التي تستهدف شباب الأمة الإسلامية، واستهداف الإسلام كنظام أو حركات أو دولة من خلال إثارة الفوضى في أوساطه وإلصاقه بتهمة الإرهاب ومن ثم اللجوء إلى القوة العسكرية بمختلف أسلحة الدمار الشامل وغيرها، ومما سبق نصل إلى نتيجة واضحة للعيان، بأن ما يحدث اليوم وبعد حادثة ال11 من سبتمبر بنيويورك الأميركية ما هو إلا صراع حضارات سبق بكشفه عن ذلك في حينه لكن لا يزال هناك من يحاول التضليل على الأخرى من عامة الأمة الإسلامية بأنها إجراءات نظام عالمي جديد وآخرون يصفونها باستمرار الحرب على الإرهاب الذي تم إلصاقه بالإسلام ظلماً وبهتاناً وتعمد بهدف القضاء على الإسلام، وحتى لا تذهب بعيداً يمكننا أن نستدل على ما سبق بما هو جاري حالياً في غزة وكذا القرار الذي أفصح المدعي العام وبعض أعضاء المحكمة الدستورية بتركيا عن نوايا وسعي العلمانية التركية للعمل على حل حزب العدالة والتنمية الحزب الإسلامي الحاكم حالياً في تركيا، فالحزب ألإسلامي في تركيا العلمانية والذي استطاع بنضاله المستمر وخطابه المعتدل خلال السنوات الماضية الوصول إلى السلطة برئاسة الحاكم والحكومة التركية، رغم كل المؤتمرات المحاكة ضده من د اخل وخارج تركيا، ها هو اليوم أصبح مهدداً بقرار المحكمة الدستور العلمانية والمدعي العام العلماني وبلا شك بمساندة بقية الأحزاب الأخرى العلمانية في تركيا وبحماية الجيش التركي العلماني والسبب في ذلك هو الحجاب الإسلامي الذي ظهرت به زوجة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردغان، مما أزعج أعداء الأمة الإسلامية، فحجاب خير النساء ذو الصبغة الإسلامية دفع المخابرات الصهيونية والقريبة للعمل ليس على إخراج من ترتدي الحجاب وزوجها من مبنى رئاسة الحكومة التركية العلمانية فحسب بل السعي لحل ذلك الحزب الإسلامي وإبعاده عن قصر الرئاسة التركية والحكومية إلى غير رجعة، خاصة بعد تقدم حزب العدالة بطلب إعادة قانون إجازة ارتداء الحجاب الإسلامي في الجماعات التركية والذي أجهضته ورفضته المحكمة الدستورية بتركيا، فالإسلام ومبادئه وتعاليمه وميزاته وصبغاته وعلمائه ومعتنقيه تهدف المخططات الصهيو-أوروبية - أميركية إلى كل ما يتعلق بهذا الدين من تعاليم وعبادات وأنصار ومعتنقين وحتى كتب سماوية وأحاديث و. . . إلخ، والسبب وراء ذلك كله ليس لأن الإسلام وتعاليمه وكتابه وسنة رسول الإسلام قد انتقص حق من حقوق الإنسان المسلم حاشا لله، أو لأن الإسلام وبعد مرور أربعة عشر قرناً صار غير صالح لمواكبة التطور الذي يعيشه العالم اليوم من تقنية معلومات واختراعات وغيرها، أبداً فالإسلام الدين الوحيد الصالح في كل زمان ومكان وليس بسبب معاداة الغرب وبني صهيون لهذا الدين لأنه تعرض في فترة من الفترات إلى التعديل والإضافة و الحذف فكلا والله فقد حاطته عناية الله وحفظه خلال الحقبة الزمنية الماضية قال تعالى: (إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) صدق الله العظيم و(الحلال بيَّن والحرام بيَّن إلى آخر الحديث) ولكن على الجميع أن تدرك أن السبب الوحيد هو العداء والانتقام من ذلك الدين الذي وصل إلى شرق المعمورة وغربها بالموعظة والكلمة الطيبة لا بالصواريخ والقنابل الذرية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد