شهاب الدين المحمدي
- ما أعظم النور الذي يتألق به الكون عندما تتفتح القلوب على ندى الخير والإيمان وينجاب الظلام عن طريق العاملين عندما تثوب النفوس إلى رشدها وتعي أمر ربها وتستجيب للنداء الذي يدلها على معالم الطريق القويم.
- وتأتي هذه الكلمات مع أيام الله التي تظلنا وتعود إلى ربوعنا التي كاد يأكلها الجفاء والعقوق لتحمل إلى دنيا الناس الكثير من الوضوح والبيان في ذكرى مولد سيد العالمين محمد صلوات الله وسلامه عليه الذي كان إيذاناً بنعمة سابغة على الناس ولتحمل كذلك ذكرى مبعثه الذي كان فجر الأمل للإنسانية التي طال عليها الليل البهيم بحلكته وظلمته وسواده.
- لقد أكرم الله تعالى الإنسانية جمعاء مرتين: أولاهما: حين أوصى إلى نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- برسالة الإسلام وجعل سيرته الكريمة ترجماناً ناطقاً لتلك الرسالة. وثانيها: حين حفظ الله جلت قدرته الكتاب كما أنزله وحين وفق من أهل السعادة من حفظوا للأمة سنة نبيها وسيرته العطرة.
وعلى هذا: فإن صدق الاحتفاء بذكرى مولد الرسول عليه الصلاة والسلام إنما يكون بمتابعة الطريق طريقه عليه الصلاة والسلام الذي عاش للدعوة وكان لها طول حياته التي وسعت الإنسانية كلها.
- اليوم يستعرض مئات الملايين من المسلمين لمحات من سيرة المصطفى والرسول المجتبي فيجدون فيها المثل الأعلى للكفاح لنصرة دين الله والدفاع عن الحق والدعوة إلى الخير والجهاد في سبيل الله والحث على الفصائل والاعتصام بها، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الأسوة وهو القدوة وهو الإمام وصدق الله العظيم في قوله: "وإنك لعلى خلق عظيم".
- وقد أحسن وأجاد الدكتور/ توفيق الواعي عندما قال: كم تحتاج الأمم في نهضتها إلى تلك النفوس الزكية والهمم النقية والقلوب التقية والأيادي المخلصة! ولا يعقل أن تخلو الديار ويفقر الزمان منهم، أيجوز أن تعقم الأمم وتجهض الشعوب فلا تلد مخلصاً أو تربي رائداً على سنن الداعية الأول؟
صحيح أن بعض الذاهلين في أزمنة حوالك وأيام دواجر حصدوا كل زرع أخضر وقطعوا كل زهر غض وحرقوا كل نبت باسم، ولكن قد ينبت الورد وسط الشوك ويلمح المعدن بمس النار ويظهر الفارس في أتون المعارك ويولد النبي في محيط الظلمة وأجواء التربص ولعل هذا لحكمة يريدها الله ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون وأختم مقالي هذا بقول الشاعر..
الله أكبر أرسل الهادي لنا بالخير بشرنا وبالإسعادِ
يا خير خلق الله يا علم الهدى يا شافعاً للناس في الميعاد
صلى عليك الله يا خير الورى ما زار قبرك رائح أو غادي
والله ولي الهداية والتوفيق،،،