عبد الوارث النجري
" لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي"عبارة تاريخية وجهها الرئيس الشهيد ياسر عرفات -رحمه الله- إلى اللجنة الرباعية حينها عقب اتفاق "أوسلو" واليوم بدورنا نوجه تلك العبارة والمناشدة لممثلي حركة فتح وحركة حماس المتواجدين حالياً في العاصمة صنعاء لمناقشة المبادرة اليمنية والتوقيع عليها، ندعو الطرفين إلى استمرار الحوار والمناقشة على كل بند وفقرة في المبادرة والسعي للاتفاق والتوقيع عليها لتبدأ عملية التنفيذ على الميدان والعمل كفريق واحد لما فيه تحرير كافة الأراضي المحتلة وإعادة اللاجئين وبناء دولة فلسطين تشارك فيها كافة القوى والحريات الفلسطينية، فالاتفاق والوحدة عبر الحداد المستمر هي الطريق الوحيد لتحرير الأراضي وطرد المحتل من كل شبر في الأراضي الفلسطينية خاصة بعد أن أسقط رموز اللجنة الرباعية غصن الزيتون خلال السنوات الماضية ووقفوا صفاً واحداً مع دعم ومساندة المحتل الصهيوني وآخرهم "ميركل" التي زارت إسرائيل مؤخراً قدمت الاعتذار والندم لما اقترفه أجدادها الألمان بحق بني صهيون في المحرقة المشهورة ولم تكتف بذلك بل استقدمت كل أعضاء الحكومة الألمانية لتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون مع بني صهيون وكذلك هو "ساركوزي" الذي أعلن منذ الوهلة الأولى قبل فوزه برئاسة فرنسا عن دعمه ومساندته لبني صهيون ودولتهم وها هو يقيم معرض الكتاب الفرنسي على شرف رئيس الوزراء الإسرائيلي، ناهيك عن الدور الأميركي المستمر في مساندة ودعم الكيان الصهيوني سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، لهذا فإننا نوجه دعوة صادقة إلى الأخوة الأشقاء من حركتي فتح وحماس المتواجدين حالياً في العاصمة صنعاء لبذل كافة الجهود المخلصة لما فيه تحقيق تقارب واتفاق تام على كافة بنود اتفاقية المصالحة والتوقيع عليها والأهم هو استمرار الحوار، فصنعاء وطناً لكم ليستمر الحوار والمناقشة يوماً أو ثلاثة أو حتى أسبوعاً حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي لكل كلمة وفقرة في المبادرة اليمنية والتوقيع عليها وسرعة البدء في تنفيذها على الواقع، ندعو الأخوة من الطرفين أن ينتصروا للطفولة التي ذبحت مؤخراً في غزة على أيادي الجنود الصهاينة من خلال التوحد والعمل كفريق واحد وسلطة واحدة وحكومة موحدة ورئاسة واحدة وأمن واحد، قدموا التنازلات فيما بينكم خيراً من تقديم التنازلات في حوارات عقيمة مع أعداء الأمة من بني صهيون وبرعاية غربية لهذا فمن الأولى عدم التشدد في المواقف والرؤى ما دام هناك حوار ومبادرة مطروحة للطرفين برعاية أخوة أشقاء لكم في اليمن فالأنظار العربية والإسلامية تتطلع إليكم والآمال المستقبلية في غزة والضفة الغربية رهان حواركم اليوم في صنعاء العروبة والتاريخ والحكمة والإيمان، فلا تدفنوا آمال المراقبين والمتطلعين إلى حواركم من خلال قطع الحوار أو السعي لتعثره، فلا وقت اليوم للانتقادات وتبادل الاتهامات والتراشق الإعلامي، فما هو حاصل لا يخدم القضية الفلسطينية ولا يخدم النضال الفلسطيني ولا يخدم الشعب الفلسطيني ولا يخدمكم أنتم كقيادات فلسطينية سواء في فتح أو حماس أو بقية الفصائل الأخرى ولا يخدم سوى العدو والمحتل الغاشم والكيان الصهيوني ومن يقف وراءه، ولتعلموا علم اليقين أن ما حدث من انشقاق داخل الصف الفلسطيني الواحد ما هو إلا بداية لمخطط صهيوني - غربي يستهدف المقاومة الفلسطينية للقضاء عليها إلى الأبد، لذا نعلق عليكم الآمال وندرك أنكم على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقكم وتدركون جيداً ما يحاك اليوم ليس ضدكم كفلسطينيين فحسب، بل يحاك ضد الأمة الإسلامية وكافة معتنقي الإسلام بشكل عام، فاتحادكم ولحمتكم ونصركم في غزة والضفة والقدس وكل شبر في الأراضي الفلسطينية هو في الأخير نصر لكافة أبناء الأمتين العربية والإسلامية.