كروان عبد الهادي الشرجبي
الكتاب والقراءة والانترنت
إن النشاط التجاري الجاري حالياً لربط الثقافة بالتكنولوجيا شكل مصدر تخوف لدى الكثير من المثقفين، خصوصاً قلقهم على حياة الكتاب الورقي وهو ما يجعلهم يتخوفون من فكرة النشر الالكتروني، إن فكرة علاقة الثقافة بالتكنولوجيا والتحول المستجد الذي تشهده الثقافات في علاقاتها بأدوات الاتصال ووسائل الانتشار الحديثة يضع سؤال على ماذا نخاف؟ على الكتاب وشكله أم على القراءة؟
منذ القدم نعرف أن الكتاب مر بأطوار عديدة فهو لم يكن منذ الأزل ورقياً كان طينياً وحجرياً وبردياً وجلدياً إلى أن جاء وقت التطور وأصبح ورقياً.
إن القارئ منذ القدم واجهته محنة الوداع إذ ودع القارئ المتعود على الرُقم الطينية قراءته القديمة، واستقبل الكتاب الورقي في صيغته المبتكرة بشيء من الأسف والأسى على ما اضطر لتركه.
هناك باستمرار في حياتنا من الفقد وشيء من الأسف على ما نترك ونهجر فألفة الشيء، تورث الفزع من تركه، وتحولنا اليوم من الورق إلى تكنولوجيا "الانترنت" يكاد يكون محكوماًً بشيء من الفزع والأسى على ما أخذنا نهجر من الوسائل بفضل التطور.
إن الكتاب الالكتروني هو تطور لمصلحة المعرفة وليس ضدها فأنت تستطيع بمبلغ زهيد أن تحصل على مكتبة من آلاف الكتب موضوعة على (CDRom) وهذا تطور مذهل، فأنت لا تستطيع أن تحمل مكتبة من آلاف الكتب معك حينما ذهبت ومستفيداً مما فيها أينما كنت إلا بفضل هذا التطور ومعطياته.
هل يساعدك زوجك في عمل البيت؟
الكثيرون يقولون أن الرجل خلق للعمل خارج المنزل وبالتالي أن أعمال المنزل من اختصاص المرأة ومسؤوليتها، هكذا تربينا رجالاً ونساءً أن أسباباً ثقافية في المجتمعات العربية تؤثر في تربية الرجل بأن العمل يعيبه ففي بلاد الشام اختلاف عن دول الخليج بسبب مراحل التطور التاريخية ولقد لعبت عوامل التعليم دوراً في تصحيح اتجاهات الرجال نحو العمل في المنزل فنجد الزوج قد لا يمانع في غسل الصحون فالبيئة تلعب دوراً إضافة إلى الكلمة الحنونة التي تجذب الرجل وبشيء من الليونة "تجرجر" المرأة الرجل إلى المطبخ لمساعدتها وليس بطرق الغرض.
لماذا لا تمد يد المساعدة إلى زوجتك فإذا مرضت من يقوم المهام الواجبة والأطفال من يغذيهم أليس من واجبك المساعدة، فلنقل العكس إذا مرضت أنت أيها الرجل ماذا سيكون موقف زوجتك؟ طبعاً ستكون هي الطبيبة والممرضة والأم الحنونة والأخت الرؤوفة وستكون أنت طفلها المدلل لذلك أرحموا نساءكم ارحموهن وتحملوا ولو جزءاً بسيطاً من مهامهن.