عبد الوارث النجري
عندما قررت إدارة البيت الأبيض في واشنطن شن حربها الأولى على الشعب العراقي في بداية تسعينات القرن الماضي سعى صقور البيت الأبيض لطلب دول الخليج بزيادة الإنتاج في النفط تحت مبرر احتياج السوق كما سعى الأميركيون وحلفاء بني صهيون في الغرب إلى مضايقة بقية الدول العربية وحكامها الحاليين من خلال القضية الفلسطينية وعمل حوار واتفاقات سلام بين منظمة التحرير الفلسطينية حينها ودولة الكيان الصهيوني المحتل ولعل التوقيع على اتفاقية "أوسلو" أو ما يسمى الأرض مقابل السلام والتي جرجر حلفاء بني صهيون القيادة الفلسطينية للتوقيع على تلك الاتفاقية مقابل صمت بقية الدول العربية عن ضرب دول الغرب للعراق الشقيق في العام 90 من القرن الماضي باسم تحرير الكويت نتج عن تلك الحرب تدمير البنية التحتية للعراق الشقيق وقتل الآلاف من الأخوة العراقيين ومن ثم فرض حصار جائر على شعب العراق استمر ثلاثة عشر عاماً، نتج عن ذلك الحصار وفاة ما يقارب المليون طفل عراقي نتيجة عدم توفر الدواء وجمدت أموال العراق في الخارج وتمت سرقة ملايين الدولارات من أموال الشعب العراقي وبالقوة باسم النفط مقابل الغذاء والدواء، أما اتفاقية السلام المزعومة "أوسلو" فهي منذ سبعة عشر عاماً مجرد حبر على ورق لا غير، رغم أن المتتبع والقارئ لبنود تلك الاتفاقية يصل إلى خلاصة بأن "أوسلو" قد منحت الفلسطينيين حق العودة والبقاء في اثنين سجون كبيرة محاطة بأسوار مرتفعة ودبابات وقنابل وصواريخ نووية السجن الأول يسمى "غزة" والسجن الثاني "الضفة الغربية" وما يصل إلى الفلسطينيين في غزة والضفة من غذاء ودواء ومساعدات وغيرها يمر بموافقة وعلم وتكرم الكيان الصهيوني ويحمل صك الموساد الإسرائيلي ومع ذلك أين اتفاقية السلام وماذا نفذت إسرائيل منها وما دور الاتحاد الأوروبي وأميركا في هذه الاتفاقية سوى مباركة كل عدوان صهيوني على الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة واتحاد الفيتو في كل قرار يتخذ ضد المحتل من قبل مجلس الأمن وإدانة أطفال الحجارة في غزة والقدس والضفة الذين تسفك دماءهم القوات الصهيونية كل يوم وتجريف الأراضي الزراعية وفرض الحصار الجائر، فحقوق الإنسان والحرية التي يتشدق بها رموز التغطرس العربي ويسعون لابتزاز العديد من الدول بتلك المسميات الحرية وحقوق الإنسان نجدهم في نفس الوقت يتغاضون عنها في فلسطين ويعتبرون الجرائم الإنسانية التي يرتكبها الجيش وقوات الكيان الصهيوني المحتل دفاعاً عن النفس.
واليوم نجد أن قيادات الأنظمة العربية والإسلامية التي أشادت وباركت بأكذوبة "أوسلو" وتلك القيادات التي مدت يد السلم لليهود ولا تزال مستعدة لزيادة إنتاج النفط من حقولها مادام ذلك سيسهم في إنعاش الاقتصاد الأميركي الذين أسقطته المقاومة العراقية والأفغانية والفلسطينية إلى الحضيض، مثلما قامت القوات الأميركية بإسقاط ملايين الشهداء من الرجال والنساء والأطفال في العراق وأفغانستان بدون ذنب اقترفوه ومثلما أسقطت طائرات ورصاص الكيان الصهيوني أطفال غزة والقدس والضفة بدعم ومساندة أميركية فإنه سيحظى بموافقة الدول المقصودة من زيارته بمجرد أن تطأ قدماه مطاراتها، تأتي زيارة تشيني للمنطقة بعد زيارة قام بها الرئيس الأميركي إلى العديد من دول المنطقة والتي كانت تلك الزيارة التي نالت حفاوة وكرم القيادات العربية المستضيفة كانت زيارة بوش مجرد ضوء أخضر للكيان الصهيوني لتنفيذ مخطط حصار أبناء فلسطين في غزة وقطع كافة الإمدادات القادمة إلى القطاع ومن ثم إشعال محرقة باراك التي استهدفت الطفولة واستباحت الدماء الفلسطينية.