;

وثيقة العار في الدوحة 822

2008-03-23 12:45:07

د. كمال بن محمد البعداني

إن الذي يطالع بنود ما سمي (باتفاق الدوحة في قطر ) بين حكومة اليمن ممثلة بمستشارها السياسي عبدالكريم الإرياني من جهة وبين حكومة (صعدة إستان) ممثلة بمستشارها السياسي صالح هبرة، نعم أن الذي يطالع تلك البنود المهينة والمذلة سوف يعتقد أن حكومتنا قد ذهبت إلى قطر وليس معها جندي واحد في صعدة.

وإني أقسم بالله لو عرضت بنود هذه الاتفاقية على حكومة السودان التي يتناوشها الأعداء من كل الجهات فإنها كانت سترفضها ولن تقبل بها وأن بنود هذه الاتفاقية لو عرضت على حكومة الصومال التي لا تسيطر إلا على أجزاء من مقديشو لما قبلت بهذه البنود، بل أن الرئيس التشادي (إدريس دبي) رفض شروط المتمردين وهم محيطون بدار الرئاسة في العاصمة التشادية ثم انتصر بعد ذلك، إنها بلا شك اتفاقية مهينة ومذلة، كما وصفها الشيخ الوطني المثقف حسن مناع الأمين العام للمجلس المحلي لمحافظة صعدة، وإلا ماذا يعني بأن تكون جمعية الهلال الأحمر اليمني والقطري ومدراء المديريات والوجهاء والمشائخ هناك في صعدة تحت إشراف ومتابعة صالح هبرة ممثل الحوثي من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها..

إيه.. بخ بخ يا هبرة. لقد ارتقيت مرتقى صعباً فالذين كانوا يحملون السلاح في وجهك بالأمس ويصفونك بالمتمرد هم اليوم تحت إشرافك وبأمر حكومي (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء).

أما النائب يحيى الحوثي فقد باضت له بالقفص كما يقول إخواننا المصريون، بالأمس تسحب منه الحصانة بعد أن شرشح بالدولة عن طريق الفضائيات من مكان إقامته في بلد العم سام وتم المطالبة بتسليمه عن طريق الأنتربول نعم كان ذلك بالأمس واليوم ينص البند الثاني من الاتفاقية على العفو عنه وسحب طلب تسليمه من الأنتربول وربما أن هناك بنداً سرياً يقضي باستلامه رئاسة البرلمان عند عودته إلى البلاد وإذا ثبت هذا فما على النواب اللذين صوتوا لصالح رفع الحصانة عنه ما عليهم إلا المسارعة إلى الاعتذار منه والمحظوظ من يسبق أولاً، أما عميدنا يحيى الراعي رئيس المجلس حالياً فنقول له (الله يعوضك خيراً) فنحن نعلم أنك لم تهنأ بالجلوس على الكرسي الفترة الكافية بعد رحيل الشيخ ولكن من أجل الوطن وضد المرجفين في المدينة لابد من التضحية، حتى الأسلحة المتوسطة التي مع الحوثيين لن تسلم إلا بعد الاطمئنان واستقرار الأمور كما يقول البند الثامن.

أي أنه لو تبقى ذرة قلق واحدة أو فزع في قلب الحوثي والرزامي أو حتى هبرة فإن الأسلحة لن تسلم مما يجعل حكومتنا الموقرة تبتهل إلى الله وتدعو خطباء المساجد بالفزعة معها في ذلك ويدعون الله من أجل أن ينزل على قلوب الحوثيين السكينة والطمأنينة حتى يقرروا تسليم هذه الأسلحة، ثم نلتفت جميعاً إلى الوسيط القطري وندعو الله أن يلهمه الرشد ويأمر بتسليم الأسلحة إلى (الدولة)، لأن النظر والاقتراح بشأن هذه الأسلحة هو من اختصاص الوسيط القطري كما ينص البند الثامن من وثيقة العار.. أما البند المضحك المبكي والذي ينص على (وصول الحوثي إخوان ومعهم الرزامي إلى قطر وذلك بعد استقرار الأوضاع وتطبيق الاتفاق وعودة الوضع إلى ما كان عليه وبالتشاور مع الوسيط وعودتهم خلال ستة أشهر وبصورة رسمية).

(جر لك يا أبي جر).. يكون سفرهم إلى قطر بعد تطبيق الاتفاق وعودة الوضع إلى ما كان عليه، أي بعد الانتهاء من بناء كل بيت في صعدة دمر أثناء الحرب بما فيه بيت حسين الحوثي فلا بد من الإشراف على نوعية البلاط ولون الموكيت الذي سيفرش به ورأي الوسيط في ذلك حتى الأشجار التي كانت بجانب البيت فلابد أن تعود كما كانت تؤتي ثمارها ويتم جنيها من قبل الحوثي قبل السفر ثم بعد ذلك يكون وصولهم إلى قطر (لقضاء فترة النقاهة) متبوعين بالدعاء بأن يعيدهم الله لنا سالمين غانمين بعد ستة أشهر محملين بالتحف والهدايا والتي نرجو أن يكون لنا منها نصيب، وطالما والوثيقة تنص على أن تكون عودتهم بصورة رسمية فإني أتخيل أن وصولهم إلى مطار صنعاء الدولي سيكون يوماً مميزاً في تاريخ اليمن وسيكون في استقبالهم كبار رجال الدولة وفي مقدمتهم العلامة مرتضى المحطوري وحسن زيد وكذلك بحر العلوم ومزيد الهموم العلامة الجهبذ محمد مفتاح، وبقية المراجع العظام، وسيقوم سماحة عبدالملك الحوثي عند وصوله بتقبيل أرض المطار كما فعل الخميني عند وصوله إلى طهران قادماً من المنفى ثم بعد ذلك يعزف لهم السلام الوطني والذي لا نعلم ماذا سيكون نوعه ولا لون العلم أيضاً ثم يلوح سماحته بيده ليحيي الجماهير المحتشدة من المحبين الكرام، هذا هو الاستقبال الرسمي الذي نصت عليه الوثيقة كما أتخيله، و الغريب أن الفترة حددت بستة أشهر للعودة أي يكون عودتهم قبل الولادة حتى يشهدوا هذه اللحظة التاريخية، إن بنود الاتفاقية عددها أربعة عشر بند فهل من المصادفة بأن يكون هو نفس العدد المطلوب من الشروط الواجب توفرها في الإمام لكي يتولى الإمامة وفقاً للمذهب الهادوي الزيدي، أرأيتم أيها الناس أي مأساة نعيشها في هذا البلد، فمهما بلغ بنا التشاؤم فإننا لم نكن نتوقع أن البرامكة قد أحاطوا بالكرسي بهذه الصورة المفزعة والمخيفة، حتى الصحف الرسمية التي نشرت بنود هذه الاتفاقية فقد كتبت هذه العبارة في المقدمة (نشر اتفاق الدوحة لحل قضية صعدة رداً على المرجفين) ولعلها تقصد أن تطمئن المرجفين من أصحاب الحوثي واللذين كانوا يعتقدون أن صاحبهم قد قدم تنازلات في قطر أما الجانب الآخر فهو أضعف من أن يرجف عليه..

ماذا نقول؟ وماذا نكتب؟ لهفي عليكم يا أبناء قواتنا المسلحة والأمن واللذين قاتلتم هناك لهفي عليكم يوم تقرءون هذه الوثيقة فمعذرة لكم ولمن استشهد منكم.

ومعذرة لأبناء القبائل الشرفاء اللذين ساندوكم وضحوا معكم فنحن نعلم أنكم فعلتم كل ذلك من أجلنا حتى لا يعود إلينا ماضي مظلم أو يحل فينا فكر معتم، ومع ذلك نقول لكم لا تحزنوا ولا تبتئسوا فقد قاتلتم من أجل رب عمر وليس من أجل عمر كما قال خالد بن الوليد رضي الله عنه فوالله أن لكم مكانة في قلب كل فرد من أبناء هذا الشعب فنحن نعرف قدركم وشجاعتكم ويكفيكم شرفا وفخراً أنه ليس لكم توقيع يمثلكم في هذه الوثيقة الفضيحة، فالتاريخ لا يرحم، أما صعدة فنقول لها لك الله يا صعدة لك الله يا مديتنا الجميلة، لقد استعادك من الإمامة الإرياني الأول باتفاقية المصالحة عام 1970م رغم أن راية الثورة في ذلك الوقت كانت ترفرف فقط في صنعاء العاصمة وضواحيها، وسلمك لهم الإرياني الثاني عام 2008م وراية الوحدة ترفرف من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، نعم نقول سلمك فلو كان عبدالله الأصنج نفسه مكانه وهو يمثل الحكومة لرفض هذه البنود وبهذه الصيغة، أحد البنود يقول في الاتفاقية يتم بسط سلطة الدولة في المديريات مثل بقية المديريات في الجمهورية، ولا ندري أي مديريات يعنون هل مديرية خنفر في أبين أم الجعاشن في إب والذين يبحثون أهلها عن سلطة الدولة إلى اليوم، نعم يا دكتور إنما الأعمال بالخواتيم وبتوقيعك على هذه الاتفاقية لم تختر لنفسك الخاتمة الحسنة (سياسياً) نقول ذلك لأننا نعرف تأثيرك على القرار في بلادنا، الست القائل بعد فشل اجتماع الرئيس ونائبه علي سالم في صلالة بعمان قبل حرب 94م ( لي الشرف أنني كنت سبباً رئيسياً في إفشال ذلك اللقاء) هذا هو تصريحك في جريدة المصور المصرية فليتك احتفظت بهذا الشرف لكي تفشل لقاء الدوحة في قطر كما أفشلت لقاء صلالة في عمان ولكن يبدو أن الإرياني في 2008م غير الإرياني في 94م وقد قلتها كلمة أنت بنفسك في العام الماضي وقد أستشهد بها رئيس الجمهورية بعد ذلك نقلاً عنك (رحم الله امرءً عرف قدر عمره) فليتك عرفت قدر عمرك ومكثت في بيتك.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد