كتب/ سراج الدين اليماني
بالإيمان الحق بحق الوطن والمواطن .. والوطن الذي يستقر فيه المواطن وتحفظ له (الكرامة والحرية المقيدة بعمل الشارع الحكيم والذي لا يسوده التسلط الفردي والتحكمي والوطن الذي يسود أبناءه العدل والمساواة ونبذ الظلم والجور، وطن تحفظ فيه حقوق المواطنين ويسهل عليهم إرجاعها عند التعدي من بعضهم على حق بعض، وطن يسمع صوت المنادي المستغيث المطالب بحقه لأن الوطن الذي كان يعيش فيه الرعيل الأول من أجدادنا أبصرت فيه الإنسانية وطنية مثالية عالمية تقوم على رباط الدين القويم .. على مستوى الوطن الخاص والوطن العام وحسبنا أن نفهم هذه الآية التي يرى منها ما قدمنا له وهي قوله تعالى (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله، أولئك هم الصادقون والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدروهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) (الحشر 8-10)
ففي هذه الآيات الكريمات الصالحات في كل عصر ومصر ولكل إنسان بيان أحوال المهاجرين والأنصار الذين يعتبرون هم أساس العصر الأول والرعيل الأول للإنسانية الحقة وتبين حال الذين جاءوا من بعدهم، على العكس من بعض الطوائف المذهبية المنتشرة في الساحة التي لا تحفظ حق الذين سبقوا وإنما تنهش في أعراضهم وعلى أتفه الأسباب تزرع منها أهوال وربما لا على شيء وإنما على اختلاق أعذار من أجل ان يبرروا طعنهم في من طعنوا فيه وهذا حاصل في مجتمعاتنا كما تحكيه لنا وسائل الإعلام ومنها مؤسسة الشموع وأخبار اليوم من خلال الدور الكبير المتجسد في نقل الصورة الحقيقية عن الأحداث التي تجري في طول وعرض الساحة بكل شفافية وموضوعية ودقه في الطرح وخصوصاً عن الأحداث التي أثارتها عصابة الحوثي في صعده وفي بعض مناطق اليمن وكيف يعاملون أهلها وكأنهم أكفر من الكفار الأصليين وكذلك ما يهدف إليه أحزاب اللقاء المشترك من زعزعة أمن واستقرار الوطن ونهب المواطن ويتجرؤون بإظهار الود اللطيف والعمالة لغير اليمنيين فلذلك أقول على كل مواطن من أجل أن يكون مثالياً لابد أن يترك العصبيات والمذهبيات وعمل المناطقية والدعوة إليها فإنها منتنة ولا تمت لقيم وأخلاق المسلمين بأي صلة ولا علاقة في حضارة وثقافة المسلمين وإنما هي من عادات وأخلاق وسلوك الأمم المتخلفة أخلاقيا وإن تقدمت علينا علمياً وتقنياً لكن كما قيل:إنما ألأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن ذهبت أخلاقهم ذهبت حضارتهم وثقافتهم وصارت تافهة لا قيمة لها بين الأمم والشعوب التي تنشد الحضارة الأخلاقية وتتمسك بمها وتحث أفرادها على التمسك بتلك الأخلاق والقيم فيوم إن أبتعد الناس عن تعاليم دينهم الحنيف أصبح بعضهم يسلك طريق قد سلكته البهائم فإنه لا يرى الطريق الصحيح الذي ينشده الدين وأرساه في أرض خصبة متعطشة لإنشاده وقبلته قبولاً كلياً وسارت عليه سيرة حميدة فصارت أخلاقهم فريدة ونواياهم تجاه إخوانهم سديدة ولهم ثوابها من الله عليها
فإن الذين لا يعيرون لإخوانهم الذين تقدموهم أي احترام لهم السابقة و الفضل عليم إنهم ليسوا على ديننا وقيمنا وإنماهم على دين آخر رأوا فيه أنه يضاهي أخلاق وقيم الإسلام فاقتنعوا به بديلاً واقنعوا بعد ذلك أجيالاً جيلاً بعد جيل دون سابق إشارة أو دليل وإنما بالتهديد والزجر والتعليل فلذلك ضاعت قيمتهم الأخلاقية بين الأمم وجعلوا سهاماً ترمى عليهم كل رامي ومستنقعاً متفشياً للأمراض الخطيرة والتي توصف بأمراض العصر المهددة لحياة الأمم والشعوب ولم يستطع أحد إيجاد دواء ناجع لهذه الأمراض والسبب هو البعد عن الله وعن تعاليم وقيم الدين العظيم.