نبيل مصطفى مهدي
1- من آفات هذا العصر ومناظره المؤذية والضارة أن ترى شباباً وأولاداً في عمر الزهور يتفقون على التجمع في أطراف الشوارع ومداخل الحارات في عصر كل يوم لتناول القات وتدخين السجائر بل وما يسمى بالشيشة ظناً منهم أنهم تجاوزوا مرحلة الطفولة فحق لهم أن يتشبهوا بآبائهم وأخوانهم الكبار، وفي بعض الأحيان يذهبون ليتجمعوا في بعض الأماكن القريبة من شواطئ البحر الخاصة بالإيجار لتخزين القات وتقديم خدمات الشيشة وغيرها، طبعاً بعضهم يقوم بذلك بعلم أهله وا لبعض بدون علم الأهل، ورغم هذا وذاك نسمع عندما يعلم أولياء الأمور أو البعض منهم بما يفعلوه أبناؤهم يقولون دعهم يتمتعوا بحياتهم ليرفهوا عن أنفسهم والبعض يقول حرام أتركهم يفعلوا ذلك فهم يتصرفون هكذا لأنهم بلا أعمال وهكذا تختلق لهم الأعذار عدا أولياء الأمور الجادين الذين يسارعون بمعالجة هذه المشكلة عندما يلاحظون سلوكاً خاطئاً من أبنائهم، إن مثل هذه السلوكيات الصادرة عن بعض من الشباب والأولاد ترى هل هي عن وعي وثقه أم لمجرد التقليد كما قلت وملئ الفراغ، اعتقد أنهم لا يدركون خطورة ذلك على حياتهم وصحتهم ومستقبلهم.
وإن الصحة وسن الشباب هما كنز إذا حصل عليه المرء وحافظ عليه عاش سعيداً محسوداً، الشيء الآخر أن أغلب الصغار منهم ظروفهم المعيشية صعبة وهم بذلك يضعون مزيداً من الصعاب أمام مسيرة حياتهم والتي ربما تتحول مع الزمن إلى جحيم وهلاك.
أمام ذلك ننبه أولياء الأمور والقائمين على المدارس والنوادي والمراكز الثقافية من هذا الخطر وإيلاء هؤلاء الشباب والأولاد أهمية ورعاية كبيرة باعتبار ذلك جزءاً من مسؤولياتهم المشتركة ورسالتهم التي يؤدونها وذلك من خلال المراقبة والتوعية المستمرة وشرح خطورة السلوك الغير سوي على مستقبل الأجيال.
2- يقول الجاحظ:- مررت على قرية فإذا بها معلم بنبح نباح الكلاب فوقفت انظر إليه، وإذا بصبي قد خرج من دار، فقبض عليه المعلم وراح يضربه ويسبه، فقلت: يا هذا عرفني خبر هذا الصبي فقال: هذا الصبي لئيم يكره التعليم، ويهرب ولا يخرج من الدار وله كلب يلعب معه، فإذا سمع نباحي ظن أنه الكلب فيخرج فأمسكه ليتعلم.
هذه الحكاية تعبر عن مدى إيمان وإخلاص المعلم لتأدية رسالته رغم سلوك الصبي عكس ما نلاحظه اليوم عند بعض المعلمين في مدارسنا الذين لا تربطهم حتى شعرة بهذه الرسالة أو ضمير حي يؤنبهم لأداء رسالتهم التنويرية لتسليح الطلاب بالمعارف.
3- الجهود التي تبذلها قيادة محافظة عدن لإنشاء حدائق وملاعب أنيقة ونظيفة وجميلة في بعض الأحياء والمديريات في محافظة عدن بهدف مساعدة الشباب للإفصاح عن طاقاتهم وملأ الفراغ من خلال النزاهة أو ممارسة الرياضة قوبلت بترحيب وإشادة من قبل مواطني المحافظة، ولكن نرجو أن تبذل جهود أيضاً للمحافظة على هذه الحدائق والملاعب واستمرارها بنفس الصورة، جهود من قبل الجهات المسؤولة وبالمقابل واجبات من قبل المستفيدين من المواطنين.