عبد الوارث النجري
ليس من باب التعصب الأعمى للحزب الحاكم والحكومة كما نلحظه في سلوكيات قيادات ومنتسبي أحزاب اللقاء المشترك ومنظماته المدنية وليس دفاعاً عن رموز اللجنة الدائمة ودكاترة رئاسة الوزراء بل كلمة حق ليس فيها أي تحامل على من يصنفون أنفسهم بنخبة النضال السلمي والمدافعين عن الحقوق والحريات في هذا الوطن الحبيب، لكن مجرد شهادة لله ثم للوطن والعامة من أبنائه المغلوبين على أمرهم بين تشدق ومغالطة الحزب الحكم وشطحات أحزاب المعارضة، فبعد مرور ثلاثة أيام على أعمال الشغب والتخريب التي شهدتها مديرية الضالع والتي قامت بها عناصر تخريبية استهدفت المرافق الحكومية والمنشآت الأخرى في مركز المحافظة بعد ثلاثة أيام تظهر قيادات اللقاء المشترك ببياناتها وهي تدين تدخل رجال الأمن في اليومين التاليين لاعتقال بعض تلك العناصر التي شاركت في أحداث التخريب بمدينة الضالع، وقالت بيانات المشترك بأن تلك الممارسات والاعتداءات التي تعرضت لها مكاتب الاتصالات والمحاكم والصحة والطريق العام والمارة وأصحاب المطاعم والمحلات التجارية الأخرى وحتى العلم الجمهوري رمز البلاد ونضالات أبنائه الشهداء الذين وهبوا أرواحهم رخيصة في سبيل تحرر الشعب اليمني ودحر الاستعمار البريطاني الغاشم والحكم الإمامي الكهنوتي اعتبرت قيادات المشترك في بياناتها تلك الأعمال الإجرامية السابقة الذكر نضال سلمي كفله الدستور والقانون الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات حول أهداف وأنشطة تكتل اللقاء المشترك المستقبلية خاصة وأن هذا التكتل الذي يعتبره البعض طوق النجاة من ذلك الفساد المالي والإداري الذي تشهده معظم المرافق الحكومية وكذا السياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة التي أوصلت سعر كيس القمح إلى سبعة آلاف ريال والدرجة الوظيفية إلى خمسمائة الف ريال، لكن ما ظهرت به قيادات التكتل الحزبي المعارض بقوة في اليمن بشأن ما جرى في مدينة الضالع وما يجري في المديريات الأخرى بمحافظات عدن ولحج وأبين وغيرها جاء عكس التوقعات من قبل المراقبين لمجريات الأحداث في الساحة الوطنية وعلى عكس ردود الأفعال الشعبية تجاه أحداث الضالع وهذا ليس بالجديد على قيادات المشترك التي لا تزال مواقفها غامضة حول حرب صعدة التي بدأت قبل أربع سنوات وصارت واضحة للعيان من خلال الخروقات التي تقوم بها عناصر التمرد لكل الاتفاقيات السابقة مع السلطة وكذا التعهدات الخطية المتكررة من قبل قياداتها الميدانية ورغم ذلك لا تزال بيانات المشترك غير واضحة حول حرب صعدة وإلى الآن لم توجه أي إدانات لقيادات وعناصر التمرد لأعمالها الإجرامية ونكثها للعهود والاتفاقيات.
لقد تناست قيادة المشترك أن التعبئة المستمرة لها للشارع اليمني منذ وما بعد انتخابات سبتمبر 2006م وإلى اليوم من خلال إقامة وتنظيم المهرجانات والاعتصامات والمظاهرات بصورة مستمرة ومتنقلة بحيث شملت معظم مديريات محافظات الجمهورية وبعضها تكررت في كل مديرية ومحافظة أكثر من مرة بسبب وبدون سبب وتحت مسميات عدة، لقد تناست قيادات المشترك بأن تلك التعبئة المستمرة للشارع كانت وبلا شك أحد الأسباب التي دفعت أبناء الضالع وعدن ولحج وتعز وغيرها في اللجوء إلى أعمال الشغب والتخريب والاعتداء على المرافق والمؤسسات الحكومية، ولو كانت قيادات المشترك صادقة في ممارساتها ونهجها وشعاراتها وبرامجها وبياناتها لقامت بعمل توعية لتلك الجماهير التي تقوم بحشدها في المهرجانات والاعتصامات بأن أي عمل شغب وتخريب مرفوض وأن المرافق الحكومية من مدرسة ومستشفى ومركز اتصالات وشبكة كهرباء ومياه ليست ملكاً خاصاً بالحزب الحاكم والمؤتمر الشعبي العام بل انها ممتلكات عامة لكافة أبناء الشعب ويجب الحفاظ عليها بل الذي يحدث أنها تقوم بتعبئتهم بالشعارات الرنانة والخطب المجلجلة ولو كانت قيادات المشترك صادقة في سلوكياتها لما حظيت بخسارة فادحة في انتخابات سبتمبر 2006م الرئاسية والمحلية حتى في تلك الدوائر والمراكز الانتخابية التي ظلت مغلقة لأحزاب المشترك منذ العام 90م، لذا فإن على قيادات المشترك أن تتبنى في برامجها وأفكارها وبياناتها قضية وطن وثوابت وطنية عليا لا مصالح وأطماع حزبية بحتة.