كروان عبد الهادي الشرجبي
الأعمال الخيرية
الاهتمام بالآخرين دلالة تعكس الحس الانساني الراقي لدى الفرد والاهتمام هذا يأخذ أشكالاً عدة ولكنه في نهاية المطاف شعور في غاية السمو يجمع الناس ويقرب بينهم.
هذا الحال ينطبق على المجتمعات فالشعوب المتقدمة هي التي تهتم بالشرائح الأخرى في المجتمع ويمثل الإنسان بالنسبة لها قضية رئيسية وتتعاطف معه بغض النظر عن جنسه أو لونه أو دينه، ونرى في بعض الدول ان حجم الجمعيات والمؤسسات التي تهتم بالإنسان كبير ومتشعب بل ويشكل ضلعاً أساسيا في تركيبة المجتمع والدولة ومعظم هذه الجمعيات غير ربحية إذ ان العاملين فيها أو الذين يتبنون مثل هذه المشاريع ينظرون إليها كواجب عليهم نحو خدمة المجتمع.
ويشكل العمل الانساني محوراً أساسيا بالنسبة إلى كثير من الشخصيات ورجال الاعمال وكذا سيدات الاعمال في كثير من المجتمعات حتى السياسيون الذين يصلون إلى هرم السلطة السياسية في الدولة يتجهون للعمل الخيري بعد مغادرتهم لمناصبهم باعتبار ان هذا العمل تتويج لمسيرة الإنسان في الحياة وخاتمة يجد نفسه فيها وتسجل له في انجازاته.
ان العمل الخيري تطور في بعض البلدان حتى أصبح يشكل في مجموعه أكثر من الناتج القومي لبعض الدول مثال على ذلك مؤسسة ( جيل وميلندا غيتس) التي تلقت تبرعاً بقيمة 37 مليار دولار من رجل الاعمال الأمريكي (وارن يافت ) وهي تعادل 85% من ثروته.
نحن في المجتمعات العربية نحتاج إلى مثل هذه المؤسسات لتنظيم مسألة التبرع ) بدلاً من ان تكون التبرعات بالأموال عشوائية ومحددة في شهر واحد وهو رمضان ان التبرعات يجب ان تكون هادفة وتحت عمل مؤسساتي منظم وأن يخدم كافة شرائح المجتمع المختلفة.
الفهد المرقط رياضي بارع
للحيوانات أساليبها في حساب الأشياء والمواقف وعرف عن الضواري كالأسود والنمور انها تلف بذيولها أثناء مطاردة فرائسها لكي تعمل على التشويش على قراءة الطرائد للحقل المغناطيسي الأمر الذي يوقعها في إرباك شديد وبالتالي السقوط بين براثن وأنياب المفترس.
حين يتوقف الفهد متوثباً وهو يراقب الغزال الذي أمامه يأخذ فجأة بالتراجع والتردد.. هل عليه ان يتقدم خطوة أخرى باتجاه الفريسة؟ أما انه سيفقدها بضياع عنصر المباغتة؟ أم ان عليه ان يقفز باتجاهها مرة واحدة بطفرة عريضة يقطع خلالها مسافات طويلة؟ تلك هي المسألة التي يتولى عقل الحيوان حسابها والتي قام العالم الياباني ( شيجو ياشي) بوصفها في مقاله .
حين يقترب الفهد بهدوء وحذر شديدين يتولى إجراء تقييم الاحتمالات الموزعة بين فرضية المباغتة والانقضاض على فريسته لذا هو يتقدم خطوة وما ان تصبح المسافة الافتراضية الكافية لإنجاح الهجوم متوافرة نجد ان وقوع الغزال بين براثنه يصبح امراً محتماً هذا الموديل الرياضي أسلوبه يختلف عن أسلوب الحشرات التي تعتمد على أسلوب المفاجأة، أما الضواري لا بد ان تحسب المسافة الكافية لإنجاح الانقضاض.