أحمد علي باعين
لست كاتباً سياسيا هواية واحترافاً ولكن ما دعاني إلى ذلك أن وقعت عيناي وانا أتصفح جريدة الأيام 3 ابريل على تغطية لما افرزه لقاء المشترك تعبيراًً عن رؤاه حول أحداث الشغب التي شهدتها مدينة الضالع والحبيليين وأمام كوكبة من الكوادر المنطوية تحت مظلته، وقد قرأ البيان الأستاذ/ عبدالوهاب الآنسي وكانت لهجة البيان مشابه إلى حد ما لموقف الولايات المتحدة الأميركية في تعاطيها مع الأحداث التي تدور بين حلفائها وأي طرف آخر حيث لا يتجاوز الموقف دعوة الجانبين لضبط النفس او إدانة العنف من الجانبين وهذا عندما تكون الكره في مرمى حلفائها تجاوزاً أو قصفاً لهدم المنازل على ساكنيها اما اذا كان الأمر عكس ذلك فإن الادانة تكاد ان تسبق الحدث نفسه ومع هذا اعتبر موقف المشترك أو نهجه لهذا المسلك من باب المكايدات الحزبية والمناورات السياسية التي غالباً ماتجنح إلى استخدام المفردات السياسية للتعامل مع مواطن الإحراج
لكن ما لفت نظري القول بأن هناك قاعدة فقهية مفادها ( لا يؤاخذ المتسبب مع وجود المباشر ) واعتقد ان القاعدة الأصولية تنص على ان المباشرة أقوى من السبب، وهذا في حد ذاته لا يعطي السبب الحصانة لان تعريفه عند علماء الأصول انه مؤدي إلى الحكم وغير مؤثر فيه بالضرورة ،وطالما هو مؤدي إلى الحكم فلا بد من الأخذ به او .الحيلولة دونه وقد ورد في كتاب الله إخباراً عن ذي القرنين قوله تعالى: ( واتيناه من كل شيء سببا فاتبع سببا، وكما ورد على لسان فرعون ياها مان ابن لي صرحاً لعلي ابلغ الأسباب أسباب السماوات فاطلع إلى اله موسى
واذا كانت الأسباب هي المطايا والوسائل المؤدية إلى الأحكام فان عدم الأخذ بها أو منعها قبل نتائجها يعتبر خروجاً عن سنن هذا الكون ،والجدير بالذكر ان القارئ لبيان المشترك سيلحظ انه يعزي ما جرى من شغب ونهب للمتلكات إلى السلطه وأدى إلى النتيجة فما عدى هايترى والقارئ لا يأخذ بغريب وزيف الأقوال على السباحة في البحر السياسي والتعاطي مع هذا الشبح بما يتتلاءم واتجاه التيار السياسي مداً وجزراً ولكنه يأخذ ويقف حائراً عند ما يأتي تعليلاً مدعوماً بقاعدة فقهيه من أستاذ كبير مثل عبدالوهاب الآنسي والذي يمثل مرجعية للمشترك وللمؤتمر وجميع الأحزاب لما يتمتع به من سعة في الأفق وحصافة في الأداء ومواصفات تقنية عالية في التعبير سائلاً المولى ان يجنب البلاد والعباد شرور الفتن وان يجعل المصلحين وفي مقدمتهم الأستاذ/ عبدالوهاب الآنسي أسبابا للوصول إلى مرفأ الأمن والخير والسعادة والله من وراء القصد.