عبد الوارث النجري
في الوقت الذي تواصل فيه الدولة الصهيونيةعملية التدريب الميداني للطوارئ ولأول مرة في تاريخ الدولة العبرية منذ احتلال الأراضي الفلسطينية في العام 48م من القرن الماضي، تنفذ المقاومة الفلسطينية هجوماً عسكرياً في إحد المعابر يسفر عن مقتل اثنين من جنود الاحتلال وجرح عدد آخرين في إطار النضال المستمر للمقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها لما فيه كسر الحصار الجائر الذي تفرضه قوات بني صهيون على اشقائنا الفلسطينيين في قطاع غزة هذه العملية التي جاءت بطريقة مختلفة عن سابقاتها ومتطورة، تعتبر بمثابة صفعة قوية وجهتها العديد من الفصائل الفلسطينية لوجه وزير الدفاع الصهيوني ايهود باراك بصفة خاصة والجيش الصهيوني والحكومة بصفة عامة فالهجوم الذي أسفر عن مقتل اثنين من الجنود الصهاينة وجرح آخرين سيكون له بلا شك تأثير قوي على نفسيات بني صهيون وسيولد الخوف والفزع في قلوب جنود الاحتلال كما سيسهم في إرباك القائمين على تلك العملية التدريبية التي ينفذها الاحتلال لأول مرة خاصة وأنها قد جاءت وفق خطة عسكرية عدوانية معدة مسبقاً وفي فترة زمنية تشهد فيها المنطقة اضطرابات ومشاكل سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية خطيرة أشبه بالقنبلة الموقوتة حسب تحليلات عدد من الباحثين والمفكرين والمهتمين حتى أن البعض ومن خلال مجريات الأحداث توقع بأن ما تقوم به حكومة الاحتلال الصهيوني اليوم من عملية تدريب لجنودها ومواطنيها للطوارئ مؤشر خطير يؤكد عزم دولة الكيان على شن حرب على إيران خلال هذا العام، ومن وجهة نظري أعتقد بل أجزم بأن هذا التوقع نصفه الأول بلا شك صحيح مائة في المئة بينما النصف الثاني مبالغ فيه وغير وارد فمن خلال مجريات الأحداث وبحسب الخطوات التي تقوم بها الدولة العبرية وحلفائها في الغرب لتنفيذ مخططاتها التوسعية والعدوانية في المنطقة والذي تم الإفصاح عنه تحت مسمى "الشرق الأوسط الكبير" وبالعودة إلى ما بعد زيارة الرئيس الأميركي لعدد من دول المنطقة ومن ثم ساركوزي وميركل والمسؤول الروسي وآخرون وعقب فشل قوات الاحتلال في الحصار الجائر وقطع الإمدادات على سكان قطاع غزة وكذا استهدافها للأطفال والشيوخ والأرامل في قصفها الجوي للقطاع والذي وصفه باراك بالمحرقة وكذا اغتيال عماد مغنية والسعي لإفشال الحوار الفلسطيني والمبادرة اليمنية والمبادرة العربية بشأن لبنان وكذا العمل على إفشال القمة العربية "قمة التضامن العربي" وغيرها، نجد أنه لم يعد أمام المثلث العدواني الكبير الصهيوأوروأميركي سوى اللجوء إلى توسيع دائرة الصراع والحرب ابتداءاً بفلسطين ولبنان وذلك بهدف جر سوريا لدعم حزب الله وبقية تكتل المعارضة بلبنان، حتى يتسنى بعد ذلك توجيه ضربة جوية قاصمة إلى سوريا بغطاء دولي وبمباركة ودعم الأمم المتحدة ومجلس الأمن فالقراءة الدقيقة لما هو جار اليوم في المنطقة يؤكد بنسبة كبيرة أن هناك خطة تطبخ في المطابخ الصهيونية والأميركية والأوروبية للقيام بحرب جديدة قد يشعل فتيلها نهاية العام الجاري والمستهدف فيها بلا شك لبنان أولاً ومن ثم سوريا فلبنان إما أن تكون جراء حرب أهلية وما هو حادث على الواقع خير شاهد وأكبر دليل، أو من خلال سعي قوات الاحتلال الصهيوني لتوجيه ضربة إلى حزب الله، أو العكس وبعدها بأشهر قليلة يتم ضرب سوريا تحت أي مبرر من المبررات الواهية ذات الطابع الصهيوأميركي، وهناك كثير من المؤشرات التي تؤكد ما تناولناه مسبقاً ومنها استقدام المدمرة كول إلى المياه الإقليمية اللبنانية، وكذا إثارة موضوع المحكمة الدولية وقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري واتهام سوريا علنياً في عرقلة انتخاب رئيس لبنان وغيرها من المؤشرات الأخرى التي تدل على أن هناك إعداد لحرب في المنطقة المستهدف فيها سوريا ولبنان وليس إيران.