د. فضل بن عبد الله مراد*
هذه هي الحقيقة الغالبة، علماء بلا وزن ولا قيمة في مجريات الأحداث على الساحة المحلية فضلاً عن الإقليمية ومتنفذون بلا عدل.
لقد بدأ الحراك في الجنوب يزداد سوءاً.
بدأ أولاً بحراك مطالبه محددة للمتقاعدين ثم تطور إلى جمعيات متعددة ثم إلى وثيقة العهد والاتفاق ثم إلى الفدرالية أو الانفصال ثم الانفصال ثم آليات تنفيذ لسياسة هذه الدعوات الجاهلية، بدأ شعار احتلال والجنوب المحتل كما نراه في اللوحات والشعارات وسيتطور الأمر إلا ما لا أدري. . . !!!
أتدرون من المسؤول الرسمي عن هذا؟!
إنهم العلماء حكام الحكام وصنف آخر هو المتنفذون الظلمة، أما علماؤنا فإن واجبهم قد عطلوه وكان الواجب الشرعي أقله اجتماع عام لمؤتمر في عدن لكل علماء اليمن يكون فيه حضور كافة الأطراف الحكومية والمدنية والمعارضة وقوى الحراك والحوار لتحديد وثيقة وطنية تشكل لتنفيذها محكمة وطنية عليا من علماء المؤتمر العام لعلماء اليمن ويصدر قرار جمهوري، باعتمادها يكون خمسة علماء كبار منتخبون من العلماء كافة هم من يرأسون هذه المحكمة الدستورية.
وكتبت في ذلك مشروع مبادرة وطنية مقدمة مفصلة لعلماء اليمن نشرت في صحيفة "الأهالي" وبدأ والحمد لله آن ذاك تحرك العلماء ولكن بعد فترة وبلا مقدمات ينتهي كل شيء، كأنهم لم يرض لهم بهذا المؤتمر، هناك من سعى إلى إجهاضه، ممن لا مصلحة له في أبجديات عمل المؤتمر وصلاحياته الواسعة وصلاحية محكمته التي تنبثق عنه، إلا أن هذه النهاية ليست شرعية ولا مرضية له، وإن كان هناك من رضي بهذا الفشل.
أقول إن محمداً وبعده أصحابه قادوا العالم، وهؤلاء العلماء ورثة محمد - صلى الله عليه وسلم- لم يستطيعوا أن يقرءوا مؤتمراً فيا للخزي والإثم!!
لماذا أتدرون ما الحقيقة المرة؟!، إن هؤلاء العلماء أرادوا أن يستأذنوا من الحاكم وقد أذن لهم الله، إنهم حكام الحكام ولكن لا يفقهون، لقد أمر الله الحاكم والمجتمع عند اختلافهم أن يرجعوا إلى العلماء لأنهم يعبرون عن القانون الفيصل وهو الشريعة.
إن الحاكم لا يستأذن إذ كان الخلاف بينه وبين الشعب إلا على جهة الإعلام فقط وجهة طلب وتحقيق، أما على جهة هل نفعل أولاً نفعل فلا؟. . . إني أدري أن من العلماء التقليديين من يستقر في كلامه إذا قرأ مقالي هذا قائلاً:
هذا الأمر ليس على إطلاق. . إن مذهب أهل السنة طاعة ولي الأمر هكذا طاعة بلا حدود "ويقول طاعة. . ) ولو صدقوا الله لكان خيراً لهم. .
أقول تلفوني وإيميلي يستعدان للمناظرة بالكتاب والسنة وأما قول فلان أو علان بلا دليل فلا نقاش لنا مع هؤلاء لأن الإمعة مضيعة.
أما هؤلاء المتنفذون فأكثرهم ظلمة اتخذوا الولاية مغنماً، وتطبيق القانون مغرماً هذه حقيقة من الوضوح لا يناقش فيها رداً إلا مفسد أو مصلحي أو مغرر به.
لقد ذهبت إلى المملكة العربية السعودية في مسابقة دولية للقرآن والتفسير عام 1418ه وحصلت على الفوز والجائزة فبادرت بشراء أرض في حدة في جمعية أوقاف وفوجئ الجميع بنهبها إلى هذا التاريخ بنهب جميع قطع الجمعية وإلى الآن لم نستلم الأرض، هذا هو حالنا للأسف. .
ثم هؤلاء العلماء أدخلهم الحاكم في نقاش دية المرأة نصف أم تامة والشعب بأكمله مقتول بلا تعويض ولا غيره وتقام الندوات الهامشية وحمي وطيس المناظرات والشعب في مسيرة الجوع والظلم يواصل ذلك ولا يتحرك هؤلاء كما يتحركون في هذه القضايا التي حملت من أطنان الاهتمام ما لا تحتمل.
كسروا ظهرها من ثقل البحوث في دية المرأة والسمع والطاعة لولي الحاكم ولو "خلسك خلس". .
فيا للأسف، أنا لا أمانع من نقاش لهذه الأمور لكن أجرم من يسكت عن كبار المنكرات مع قدرته على تغييرها ثم هو يرعد ويزبد في هوامش القضايا.
اللهم أهدنا يا كريم،،، آمين
*أستاذ مقاصد الشريعة وأصول الفقه وقواعده بجامعة الإيمان