د. فضل بن عبد الله مراد*
هذا الوطن نحن مأمورون بحمايته وحماية وحدته وحماية مواطنه أما حمايته فهو أمنه واقتصاده وأما حماية وحدته فهو بالحفاظ عليها من دعوات الفشل ودعوات الجاهلية الجهلاء وأما حماية مواطنه فهو حمايته من منظومة الفساد التكتيكي الذي تولى كبره منهم من تولى من متنفذين من أول السطر هذه هي مفردات الحماية الوطنية التي ستشكل كلمة "وطن" أما وطن بلا حماية فلا نستحقه أما مواطن من غير حرية وحفاظ على حقوقه وكرامته فهو أشبه بالحيوان لا بالإنسان. نعم حيوان يقوده رعاة صلف لا يقيمون للحيوان وزناً فضلاً عن البشر.
وكذلك الوحدة يجب أن نحميها من ذوبان المعاني الجميلة التي تحملها ذوبانها في افران الفرقة وصهاريج التمزيق. . ان سبيل حماية الوحدة الآن هو اصطلاح وطني حقيقي مع قوى المعارضة وقوى الحراك الجنوبي أقول صلح حقيقي ومواليه في اليد، ويكون سفراء هذا الصلح شخصيات مقبولة غير هذه الشخصيات الأثرية التي يجب أن تدخل متحف الفرجة فقط.
يجب ألا تأتوا بشخصيات لعلاج المشكلة هم أصلاً جزء منها إن هذا يدل على عدم نية الحل أو الجهل بالحقائق، فها هو الشعب من أوله إلى آخره كرهوا هذه الشخصيات المستطيرة في تاريخ عبوس قمطرير.
إن حل القضية في الجنوب سهل لو وجد رجال، اني انصح الحزب الحاكم لأجل الوطن أن يتنازل عن خطوطه الحمراء، وأنصح أحزاب اللقاء المشترك وقادة الحراك والمنظمات المدنية أن ينظروا إلى المأساة القادمة مأساة الشعب ليقف الجميع بصدق مع الله ومع الشعب. . تناسوا الآن ما بينكم وقدموا أهم هدف ناضل من أجله الشعب وكتب الشعراء وتغنوا به وحلم به الأجيال إنها الوحدة لو ذهبت فلن يكون هناك مؤتمر شعبي عام ولا أحزاب لقاء مشترك ولا قوى حراك سيكون هناك "لا شيء" زائد صفر والنتيجة ما أقبحها. إني أتكلم الآن وقلبي يحترق على هذا الوطن والمواطن والوحدة هذا الوطن المكلوم والمواطن المظلوم والوحدة الشابة. . سوف تتبخر أحلام الأجيال وطموح الشعب المتبقية، لو أردتم الحل الحقيقي فهيا إلى التنازلات الثنائية نرفع بها علم الوحدة وميزان العدالة، صححوا القضاء، غيروا هؤلاء الوزراء، غيروا طاقم المحافظين، دعوا أبناء الجنوب يشاركون إخوانهم مناصفة نصف بنصف لو كنتم صادقين، ومن هنا يبدأ الحل. . مناصفة التمكين لا مناصفة التسكين. .
*أستاذ مقاصد الشريعة وأصول الفقه وقواعده بجامعة الإيمان