نبيل مصطفى مهدي
أتصور ونحن على أبواب الانتخابات القادمة أن الوقت قد حان لنتخلص من التقليد السخيف الذي ربما أننا به نهين أنفسنا وهو المتمثل في وضع الرموز الانتخابية لكل مرشح فنجد أن هذا رمزه المفتاح وذاك الحصان وآخر الهلال وآخر الشمس وآخر الجمل وغيره المنجل وهناك القلم والدفتر والكتاب..إلخ، وأشكال كثيرة وغريبة ترمز إلى المرشح أو حزبه وربما توحي بأشياء وطنية حتى يذهب الناخب ويختار دون قراءة الأسماء أو معرفتها، هل لأن المفترض أننا لا نعرف القراءة والكتابة، بالطبيعة، فإن هذا غير صحيح بالمرة وهو إهانة للناخب اليمني، خاصة بعد الانتخابات الأخيرة التي اثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن أبسط ناخب في اليمن يعلم تماماً ماذا هو فاعل عندما تتاح له حرية الاختيار، وتأكدوا بأنه لن يتراجع مثلما هو دائماً داعماً ومدافعاً عن الوطن والوحدة الوطنية.
تأكدوا أنه إذا ما تم وضع الاسم أو الصورة بدلاً عن الرمز الانتخابي وبما لا يدع أي مجال للشك أن الناخب اليمني على قدر هائل من الوعي يمكنه من اختيار الأسماء المخلصة وأنه يميز بين هذا الاسم وذاك دون أي اعتبار للجمل أو المفتاح أو المطرقة أو الخزنة أو غير ذلك، فكل هذه الرموز التي أصبحت بلا معنى في عصرنا الحالي وتقوا أن الناخب اليمني البسيط ودرايته بالأمور أعمق مما نتصور جميعاً لهذا فإن أبسط ما نقدمه له هو أن نبعد عنه هذه الرموز لرفع الإهانة عنه وهذه الوصمة التي ترمز إلى الجهل.
حينما تتكرر الظاهرة فإنها لا تعود مصانة بل تصبح خطة مرسومة وشركاً منصوباً وفخاً مجهزاً للجمهورية اليمنية بالذات وهذا هو أسلوب وخطة بعض القنوات.. طبعاً ليس لنا سلطة عليا ولا قدرة على إعادة الصواب والحق وتخليصها من روح المغامرة وسياسة التحريض التي لا يختلف عليها اثنان إلى جانب انتزاع الافتراء والدفع بالحوار إلى وقيعة ولتفهم الدول العربية التي قد تتصور بسطحية وقوف هذه القنوات إلى جانبها أن هذا الوقوف ليس حباً في معاوية ولكن بغضاً لعلي" أي ليست حباً وإيماناً بأي موقف ولكن بغضاً وحقداً على اليمن ودورها العظيم هذا هو أسلوب مذيعي هذه القنوات ومقدمي برامجها.. بالتأكيد لنا حق على أبناء شعبنا الحبيب من سياسيين سابقين ومثقفين وصحفيين، والسؤال الذي يقفز إلى الذهن، كيف تسمح لهم ضمائرهم وانتماؤهم مهما كانت الدوافع المادية والحوافز والإغراءات بتشريف هذه القنوات والوقوع في فخ إهانة بلدهم أمام شاشات العالم والعالم أصبح قرية صغيرة، لا نريد أحد أن يتمسح في الحرية وحرية الكلمة والديمقراطية فليست هناك حرية مطلقة فقوانين العالم تضع ضوابط على حيازة السلاح وقوانين العالم تحاسب على جريمة التجسس وإلا لكان الجاسوس حراً في إخراج أسرار بلاده مع الفارق الكبير بالطبع فاحذروا هذه القنوات.
والله من وراء القصد.