;

وجــهـان لعملة واحـدة 820

2008-04-15 13:25:59

عبد الوارث النجري

الأعمال والممارسات التخريبية وكافة الأنشطة المشبوهة التي تفتقد إلى أي مشروع هادف ووطني دائماً ما تكون مفضوحة أمام المناصرين لها من عامة المواطنين الذين ما إن يكتشفوا حقيقتها وأهداف من يتبنوها ويروجوا لها حتى ينقلبوا إلى الضد ويسعون لصدها والقضاء عليها، خاصة وأن تلك المشاريع وأصحابها دائماً ما تدق طبول الحرب وتسعى لإيقاظ الفتنة وإثارة النعرات والخلافات وفق خطط عدوانية هدفها في النهاية يصب في مصالح قوى خارجية طامعة في نهب ثروات وخيرات دول العالم الثالث بشكل عام والدول العربية بشكل خاص، ومن تلك المشاريع المشبوهة التي تسعى عناصر العمالة والارتهان لنشرها في بلادنا ما جاء به الصريع حسين بدر الدين الحوثي في فكر إثنى عشري شيعي دخيل على بلادنا يأتي ضمن المشروع الفارسي الكبير الذي يعمل على إيجاد مناصرين له في معظم دول المنطقة لما فيه استمرار المد الشيعي وإعادة مجد فارس، ورغم محاولة آل الحوثي تنفيذ أفكار ذلك المشروع باسم المذهب الزيدي الذي هو برئ منها، وبالرغم من ذلك إلا أن ذلك المشروع وخلال السنوات العشر الماضية ظل يفتقد إلى المناصرين والمؤيدين سوى السذج من الناس العامة وبعض الشباب الذين خضعوا لتعبئة معاهد آل الحوثي في صعدة، مع أن المذهب الزيدي له مناصرين من صعدة شمالاً وحتى منطقة يريم جنوباً بالإضافة إلى المحافظات الشرقية، والكل يجمعون بأن تلك الأفكار التي استقدمها حسين الصريع وكافة آل الحوثي من القمم الإيرانية لا تربطها أي علاقة بالمذهب الزيدي، فعناصر التمرد في بعض مديريات صعدة التي تواصل اعتداءاتها على المواطنين من أبناء المنطقة وأفراد الجيش والأمن المتواجدين هناك تفتقد إلى مشروع وطني هادف، فتارة تقوم قيادات التمرد بمواصلة نشاطاتها الفكرية والعسكرية في بعض مديريات صعدة وتارة تسعى للمراوغة من خلال كتابة التعهدات والالتزامات بعدم ممارسة أي نشاط ، وخاصة عندما تشعر بالهزيمة والهلاك حينها تبدأ تستنجد بمرجعياتها في الخارج لاستقدام الوساطات وصياغة المعاهدات والاتفاقيات وهكذا، وقد صدق أحد الزملاء الذي قال: لو أن حسين الحوثي وأسرته أتوا بمطالبات ومشاريع تتعلق بهموم ومعاناة المواطنين بشكل عام مثل ارتفاع أسعار المواد الغذائية أو استشراء الفساد المالي والإداري في مختلف الدوائر الحكومية لوجد تجاوباً من مناصريه في إب وتعز وحضرموت أكثر من مناصريه في صعدة، ولكن ذلك الفكر الطائفي الذي شكله آل الحوثي ومشروعهم المشبوه جعله يفتقر إلى المناصرين له وكذا تنصل المناصرين السابقين بعد إدراكهم حقيقته.

كذلك هو الحال بالنسبة للمشروع الذي بدأت أذناب الردة والانفصال بنشاطاته في بعض مديريات المحافظات الجنوبية، فمثلما جاء مشروع الحوثي المشبوه بالطائفية جاء أيضاً مشروع باعوم والخبجي والحسني ومن إليهم بالمناطقية، والملاحظ لتلك المهرجانات والاعتصامات والمطالبات التي شهدتها مديريات عدن ولحج وأبين والضالع خلال العام المنصرم 2007م وبداية هذا العام كلها ذات طابع مناطقي بحت بداية بالمطالبة بحقوق المتقاعدين والمسرحين قسراً من الجيش والأمن من أبناء المحافظات الجنوبية، رغم وجود متقاعدين ومسرحين قسراً من الجيش من أبناء المحافظات الشمالية، وكذا نجد اعتصامات أخرى نظمتها جمعيات العاطلين عن العمل من أبناء المحافظات الجنوبية رغم أن العاطلين عن العمل فقط في محافظة ذمار أضعاف مضاعفة لمن يسمون أنفسهم بالعاطلين عن العمل من أبناء المحافظات الجنوبية، وكذلك هو الحال بالنسبة لأصحاب الأراضي المغتصبة في المحافظات الجنوبية مع أن الأراضي المغتصبة في إب وتعز وأمانة العاصمة ومأرب معاناة يومية لأبناء تلك المحافظات خلال السنوات الماضية، هذا إلى جانب النبرة المناطقية التي تطغي على كافة بيانات وخطابات من يسمون أنفسهم بعناصر النضال السلمي في المحافظات الجنوبية والذين ليسوا سوى أذناب لعناصر التمرد والانفصال والقضاء على الوحدة، فأي مناضل ذلك الذي لا يتحدث عن معاناة أبناء شعبه من الشمال إلى الجنوب دون تمييز؟! لنصل في الأخير إلى حقيقة هامة وهي أن ما حدث ويحدث من نشاط للمشروع الحوثي المشبوه في مديريات صعدة وكذا ما يحدث من نشاط للمشروع الانفصالي المشبوه في بعض مديريات المحافظات الجنوبية سوى وجهان لعملة واحدة الخطط ودعم خارجي عدواني يستهدف الوطن ووحدته وأمنه وخيراته.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد