;

في ذمة الله ياقايد شويط 882

2008-04-17 08:22:58

د.كمال بن محمد البعداني

لقد انتشر خبر وفاة الشيخ المناضل البطل/ قائد على شويط انتشار النار في الهشيم في كل أرجاء الوطن اليمني وذلك فور الإعلان عن وفاته، وقد كان معرفتي بالخبر عن طريق الشيخ الفاضل / محمد بن عيضه شبيبه عضو جمعية علماء اليمن والذي أخبرني هاتفياً من صعدة، وكانت دموعه تسبق كلماته، نعم فالشيخ قائد لم يكن بالرجل العادي بل إنه يعتبر قيلاً من أقيال اليمن وفارساً من فرسانها وهب حياته من أجل خدمة دينه ووطنه، منذ كان رهينة في سجن الأهنوم أثناء حكم الامام يحيى، وكان عمره آنذاك لايتجاوز الخمسة عشر سنة، هكذا بدأ بالتضحية من أجل الوطن في هذا السن المبكر، ثم قدر له بعد ذلك أن يكون علماً من أعلام هذا الوطن في هذا السن المبكر ، متصفاً بصفات قل أن تجدها في سواه كما يقول ذلك أبناء صعدة وكل الذين عرفوا هذا الرجل عن قرب، فهم يقولون أنه قد أخذ الرقة في التعامل من أبي بكر، وأخذ من عمر الشدة في الحق، ومن عثمان الجود والكرم، كما أخذ من علي الفروسية والإقدام،وأخذ من أبي ذر الصراحة والوضوح، إذاًَ لا غرابة أن تخرج صعدة بقضها وقضيضها مع بقية أبناء اليمن الذين توافدوا إلى هناك لتشييع هذا الجبل العظيم والطود الشامخ في جنازة مهيبة اتفق كل من شارك فيها أن صعدة لم تشهد مثيلاً لها من قبل، فلو قدر الأموات المتقدمون ان يشاركوا في جنازة الأموات المتأخرين لكان البطل الكبير / نشوان بن سعيد الحميري المدفون في حيدان أول المشاركين في الجنازة، ولما تردد ابن الأمير الصنعاني بالذهاب إلى صعدة للمشاركة أيضا،ً ولا أظن أن أسعد الكامل كان سيتأخر عن ذلك، ففي ذمة الله أيها الشيخ الجليل والفارس العربي الأصيل، فلقد بكتك صعدة بجبالها ووديانها ومزارعها، كما بكى عليك جبلا نقم وعيبان، وكيف لا؟ وأنت سميرها وجليسها أثناء الدفاع عن صنعاء في حصار السبعين يوماً، كما بكى عليك جبل شمسان فهو يعرف أنك من عشاق الوحدة، بكى عليك الصغار قبل الكبار والفقراء قبل الأغنياء والضعفاء قبل الأقوياء، بكى عليك المساكين الذين كنت تشاركهم الطعام ، وبكى عليك اليتيم الذي كنت تمسح دمعته، والجائع الذي كنت تسد جوعته، والمحتاج الذي كنت تقضي حاجته، هكذا يقول عنك أبناء صعدة، فها نحن نرثيك بعد رحيلك رغم بعد المسافة عنك ، وما ذلك إلا لكي ندلل على أنك وأمثالك من الخالدين في وجدان الوطن اليمني الكبير، فمهما وصفناك فلن نعطيك حقك ولا نستطيع إلا أن نقول ما قاله الشاعر:

يا شيخُ ماذا ستجدي اليوم قافيتي

وأنت أشهر من نارٍ على علمِ

إن قلت ياشيخ كل الناس تعرفكم

أو قلت يا بحرا ما أنصفكم قلمِ

أو قلت يا جود قد شبهتهُ بكمُ

ماكان للجودِ أن يمشي على قدمِ

رحمك الله رحمة الأبرار من النار، وأسكنك فسيح جناته, وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان ،وثبت الله أبناءك ومحبيك ليسيروا على نفس الدرب الذي سرت عليه، وإنا لله وإنا اليه راجعون.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد