محمد أمين الداهية
وجدتها تلهث
ووجهها الشاحب مهزوم
حزين
مكسورة هزيلة
دموعها محرقةً
غزيرة
سألتها
من أنت أيتها الحزينة؟
من تفقدين؟
إني أرى فيك أوجاعاً
أليمة
ما بالك أيتها الغريبة؟
لما لا تجيبينني؟
إني لأشعر بأن الأمر
يعنيني
وبعد إلحاح طويل
نظرت إليّ
و أنكست لي رأسها
قالت لي، يا ولدي
سأبث لك شكواي. . .
أنا من لفضتني الصدور
أنا المخذولة
أنا التي لم تجد سبباً
لما يدور
أنا كما ترى
وجه شاحبُ ُ
وقلب مكسور
أنا من أوصد وطني الأبواب
في وجهي
أنا من قال لي وطني
تباً لك. هيا ارحلي
لا تجلبي لي الدمار
لا تشعلي في داخلي سراً.
فاعصي مالكي.
فسألتها!!
أرجوك أيتها العزيزة.
من أنت؟ وأي موطن تقطنين
نهضت واستعدت للرحيل
وتوكأت تلك العصى
لتعين أطرافاً على حمل
جسمٍ متعب
يبدو هزيلاً
وقبل أن ترحل
إلى حيث لا أدري
حدثتني، وقالت
أنا حياة الشعوب
أنا النصر الذي اختار
موطنه الهزيمة
أنا من نفاني موطني
وجلب لحرمته الجريمة
أنا من كنت أحيا في الصدور
أنا من تعاني الآن
من الصمت في زمن
القصور
أنا من أعيش لكي أجد
ما ضاع مني
أنا من فقدت بلحظةٍ
كلمة غيور
عندها عرفت
أن تلك المكسورة
هي
الكرامة
