كروان عبد الهادي الشرجبي
البطالة
العمل أصبح حقاً من حقوق أي إنسان في هذه الحياة ينبغي أن يتحصل عليه باعتباره مورد رزق.. وهذا يعني توفير الأعمال للناس وحل مسألة البطالة بين أوساط الشباب الذين إذا ظلوا عاطلين سوف يشكلون تهديداً خطيراً على أمن المجتمع، فالجريمة أساساً تأتي من هذا السن بحكم الفقر الذي سببه الغلاء وارتفاع الأسعار الجنوني الذي لا يصدقه عقل.
إن الوضع الاقتصادي عكس نفسه على مستوى معيشة الشعب، وعلى مجالات الخدمات الاجتماعية منها التعليمية، إذ نجد أن هناك عدم تناسب بين التوسع التعليمي وبين فرص العمل لأننا نجد أن عدد الخريجين في تزايد ومن مختلف المستويات يصل عددهم إلى عشرات الآلاف وأكثرهم يتوجهون إلى سوق العمل في حسين أن مجالات العمل تكاد تكون محدودة إن لم نقل أنها مفقودة.. مما يترتب عليها الزيادة في نسبة البطالة في البلاد وبالذات بين الشباب.
فالبطالة تعتبر آفة في المجتمع والحياة بشكل عام وأصبحت ألم يشغل الجميع جراء بين الناس، الأمر الذي يحتم إيجاد حلول، فمثلاً لماذا لا نعطي للشباب أولوية في بعض الأمور مثل تأجيل إنشاء الحدائق، إذ يعتبر أمراً ثانوياً وبناء أي مشروع أو مصنع يؤهل بعض الشباب لأن حل قضية البطالة يعني في نهاية الأمر حل قضية الإنسان الذي هو قوى وطاقات هائلة من خلالها يستطيع الإنسان أن بيدع ويبتكر ويصبح عالماً، بمجرد أن يعود نفسه على الجد والكفاح.
أما الإنسان العاطل الذي يعيش بطالة دائمة فهو بمثابة "سرطان" يقتل الروح والجسم معاً وفي مثل هذه الحالة يكون موته خيراً من حياته وعدمه خيراً من وجوده.
إلى غزة.
إلى غزة.... في صمت الهروب ونزيف الأطفال واغتيال الحضارة حاولت مرات أن أتناسى الكتابة.. لكنني لم استطع لأن جرحك غزة تضاعف في دمي ومزق أربطتي وغضاريفي بين العظام.. لم أقدر أن أهدأ في صمت ذلك الحصار لم أهدأ لبكاء القمر على تاريخك وحضارتك.
غزة قد تذكرين أن اسمك عند العرب له شأن رفيع وحضارة لا يمكن أن تمر هباءاً ولا يمكن أن تضيع، وتعرفين أن الشمس عندك تولد مرتين.. في النهار الكبرياء وفي الليل التفاني و الأباء لا يمكن أن تنامي عن حق لك وتداسي تحت مطالبة الطفولة ومئات القبور الجماعية!!!
إن كنت على إطلاع على ما سلبه القهر من أحداق أجيبيني، إن كنت على قناعة بموت الآلاف بلا سبب فأقنعيني، إن كنت حقاً تدركين خطورة الموقف لتهاون الضعفاء للنيل منك استمري في العطاء. أنا ما ملأت أجفاني حسرة وحزناً عليك، إلاَّ لأني في حسرة على ماضٍ عريق.
الآلاف من الأطفال ما ذنبهم في امتلاك الموت وهدر الدماء؟.. غزة صامتة صامدة.. غارقة في حصار الغضب ورهان التمرد.