نبيل مصطفي مهدي
بعض من الناس تثقل الفلوس جيوبهم فيروحون يبعثرونها ذات اليمين وذات الشمال وكأنهم يملكون مال قارون ومنهم من أحس في بدنه بعض القوة فتحدى غيره لا يأبه ولا يحسب حساباً، ومنهم من إذا تبوأ منصباً يعطيه بعض الجاه والسلطة فرض سلطانة على الناس وكأنه مالك الدنيا.
أن هؤلاء القوم ربما يكونون مصابين بمرض ضعف الشخصية هذا المرض الذي نعتقد أنه تنطبق عليه القاعدة المنطقية التي تعتبر الضعف الشخصي محفزاً لصاحبه على عرض قوته أو ماله أو سلطته عبر قرارات غير واعية مطلقاً يتخذها ليوهم من حوله بقوته.
نقول لهم اتقوا الله .. ولا تنشروا السم إتكالاً على ما عندكم من الترياق فالترياق قد يتلف أو قد ينفد.والمال يفنى، والمركز قد يزول، والصحيح قد يعتل ، وهكذا.. فالدهر يا إخوة قلاب .. صفوه كدر، وساعته لا تخلو من الخطر.
* عندما تطوي السنون عاماً بعد عام ويفاجأون أنهم بلغوا أحد الأجلين في حياتهم أي أكملوا سنين الخدمة المقرة قانوناً أو اطفأوا الشمعة الستين من عمرهم ويقررون معها أن يطفئوا كل حياتهم ... أوقد يتصورون أن الحياة هي التي أغلقت أنوارها أمامهم . فاصحبوا وحدهم، أنهم آباؤنا الذين أعطى لهم القانون شهادة راحة أو تقاعد بعد رحلة عمل وكفاح بعد بلوغ الستين ... فأصبحوا على المعاش.
هم آباؤنا الذين أعطوا لأنفسهم شهادة وفاة وهم أحياء وإذا سألتهم عن سر تشاؤمهم قالوا لك نحن خلاص "معاش" لا أحد يحتاجنا، أن النظر في عيون الكثيرين منهم يوجع القلب، لا لأنهم مثار شفقة، ولكن لأنه من الصعب أن ترى أعز من تحب يقرر إسدال الستار وإنزال كلمة النهاية . وبدلاً من أن تسمع صوت التصفيق والسعادة تشم رائحة الحزن والاكتئاب نابعة من قلوبهم ، للأسف..
هؤلاء هم آباؤنا الذين عاشوا حياتهم أسرى الوظيفة والعمل وتربية الأبناء وهموم جمع المال لتأمين مستقبل الأسرة، والذين يشعرون بانتهاء الدور العظيم في الحياة بمجرد أن يتزوج الأبناء ويذهب كل منهم إلى حال سبيله.
وليس بعيداً أن تسمع على ألسنة بعضهم العبارات القاسية الشهيرة ((خلاص.. نحنا بقينا عاطلين زي الخيل الذي يكبر ويطلقوا علية النار.
ما أبشعة من موقف ونحن نسمع ذلك منهم وما أبشعها من عبارة.......
أن مسؤوليتنا كبيرة تجاه هؤلاء حكومة أو الأبناء وعلينا رد الجميل بالجميل والعمل على توفير كل الضمانات لهم لإراحتهم في السنين الباقية من عمرهم رغم أن ذلك لا يعوض سنين عمرهم التي أضاعوها من أجلنا.
فهل من أجابه من قبل الجهات المعنية بهم ؟ أو أنَّ ما يعانونه الآن من جحود ونكران لمطالبهم الحقوقية هو الجواب!