صفوان سنان
من خلال تحركاتنا اليومية سواء أثناء ذهابنا إلى مقرات أعمالنا وعودتنا نشاهد ونسمع عن سلوكيات وممارسات وأحداث يقوم بها البعض انطلاقاً من تصرفات وقرارات ذاتية ظناً منهم إنها الفعل الصحيح خصوصاً إذا ما وجدوا أن لا أحد من أبناء المجتمع أو الجهات المعنية اعترض على ذلك أو طالب بخلافه، أو تصحيحه بل إن بعض الممارسات وبرغم أنها قصور وإهمال واضحين، إلا أن ممارستها تأتي من أناس يمثلون مؤسسات ودوائر حكومية وهو في الحقيقة ما يحتم علينا كحملة أقلام نسعى للتغيير نحو الأفضل وننشد مستقبلاً مزدهراً لوطننا ولأبناء شعبنا، أن نطرح العديد من التساؤلات والملاحظات ونأمل أن تلقى من المعنيين آذاناًَ صاغية وتحركات فاعلة بدلاً من انتهاج قاعدة "قل ما تشاء وأفعل ما أريد" وهي لا شك قاعدة خاطئة تدل على السلبية وعدم التجاوب وبالتالي يكون لها آثارها على الفرد والمجتمع مع أن معالجتها ووضع الحلول المناسبة لها أمر ميسور ومقدور عليها من كافة الجهات ذات العلاقة ومن تلك المشاهد التي نطرح تساؤلاتنا بشأنها:-
* التجمعات الشبابية التي يقوم بها بعض المراهقين على أرصفة الشوارع ومداخل الحارات وأمام بعض المحلات أثناء خروج طالبات المدارس قاصدات منازلهن ويتعمد بعض هؤلاء مضايقتهن والتحرش بهن وإطلاق قهقهات استفزازية تجعل الفتاة تشك في لباسها أو في شيء ما على ثيابها أو جسدها، كما يتعمدون أيضاً الجلوس على المداخل والمنافذ التي تمر منها أعداد كبيرة من الطالبات فيقومون بممارسات صبيانية وغير أخلاقية فهل لهذه الظاهرة من علاج وضبط.
* تقوم بعض المدارس التي تشكو من نقص المدرسين بإغلاق الأبواب على الطلاب داخل الفصول حتى انتهاء الدوام مما يسبب الكثير من الضيق والاكتئاب للطلبة، وخصوصاً الذين لا يزالون في المراحل الأساسية الأولى فهل تعلم وزارة التربية بذلك؟ خصوصاً وأنه يحدث في بعض مدارس الأمانة وفي غيرها من المدارس في المحافظات الأخرى؟.
* حارة البعرارة الواقعة خلف مستشفى تعز سابقاً منطقة الحصب بمحافظة تعز يشكوا أهاليها من أنها لا تزال بدون شبكة مياه إلى اليوم رغم كثرة عدد السكان والمنازل، بالإضافة إلى أن كل المناطق المحيطة بها تم الربط لها منذ زمن فهل تبادر مؤسسة المياه هناك إلى ربطها بشبكة مياه وإنقاذ سكان الحارة من جحيم الوايتات خاصة وأنه سيف مسلط على ألأهالي وإن استخرجوا من المحافظ السابق الحجري أمراً وجه فيه بسرعة الربط، نأمل ذلك.
* كنترول نقم يشكوا أصحاب المعاملات فيه من تأخر استماراتهم ومعاملتهم بسبب غياب بعض الموظفين لأيام متتابعة أو تأخرهم عند بدء الدوام حتى الحادية عشرة ظهراً، ويتسبب هذا في عرقلة المعاملات وخصوصاً تلك التي تتطلب توقيعات وأختام بعض المختصين عليها ممن يمارسون روتيناً مملاً ضد الموظفين، فهل يعلم معالي الوزير عبدالسلام الجوفي ووكيله بن حبتور بذلك؟ وأن هذا الإهمال والمزاجية يكلف الناس كثيراً، وبالذات أولئك القادمين من محافظات بعيدة لاستكمال وثائقهم ومعاملاتهم.
* هل يعلم الدفاع المدني والجهة التي تمنح تراخيص فتح معارض الغاز شيئاً عن تلك المعارض والمخازن التي توجد في أوساط التجمعات السكانية وإلى جوار منازل تعيش فيها مئات الأسر وما تمثله تلك المحلات من قنابل موقوتة تهدد السكان بنتائج كارثية فضلاً عن الإزعاج اليومي الذي يمارسه أصحاب تلك المحلات أثناء نقل اسطوانات الغاز وإنزالها، إضافة إلى مزاجية الأسعار بين "600 وإل 650".
* وماذا عن استمرار طابور الصباح والإذاعة المدرسية في بعض المدارس الحكومية والأهلية حتى الثامنة والنصف، وقد يمتد إلى التاسعة؟ ألا يمثل هذا إزعاجاً لسكان المنازل المجاورة؟ وبعض نزلاء الفنادق والمستشفيات من المرضى في ظل مكبرات الصوت التي تستخدمها بعض المدارس ولا تقصر الصوت على المحيط الداخلي لها، وإذا كان هذا لا يسبب إزعاجاً عند البعض فلماذا ينزع البعض الآخر من أداء الصلوات الخمس أو صلاة التراويح في رمضان عبر مكبرات الصوت وأيهما أكثر إزعاجاً نترك هذا لوزارة التربية للإجابة عليه؟
* هل صحيح أن بعض الطلاب الذين سجلوا في المعاهد والمراكز التابعة لوزارة التعليم الفني والمهني لم يحصلوا على أي تأهيل أو دراسة؟ وهل يعلم الوزير بهذا؟ فقد شكا بعض طلاب معهد الفندقة والسياحة من عدم تدريسهم أي مواد في مجال تخصصهم مع أنه لم يبق على تخرجهم سوى أسابيع ويخشون الاصطدام بواقع سوق العمل الذي سيخرجون إليه ولا خبرة لهم ولا علم، اللهم أنهم يحملون شهادة ولكن دون معرفة.
* نشاهد هذه الأيام ظاهرة نقل فرزات الباصات في أكثر من مكان في العاصمة وتحويل اتجاه سير بعض الباصات مما يسبب عبئاً على الركاب ونوعاً من المشقة وخصوصاً كبار السن والنساء ولا ندري هل هذا من باب الاحتياطات الأمنية التي تقوم بها وزارة الداخلية؟، أم أنها مزاجية بعض مدراء إدارات المرور وتصنيفاتهم؟ ولماذا لا تستبدل هذه الإجراءات التطنيشية، بتخصيص أماكن يتوقف فيها الباصات على امتداد خطوط السير باستخدام لوحات تبين لسائقي الباصات الأماكن التي يتم فيها إنزال الركاب وصعودهم وهذا سيحل الكثير من الإشكالات والاختناقات بدلاً من تعقيد الراكب وإجهاده.
* يشكو بعض طلاب الدراسات العليا في جامعة صنعاء من روتين المواعيد المطولة من قبل المشرفين على بحوثهم والتي قد تمتد لسنوات يظل خلالها الطالب يستعطف المشرف ويلاحقه ويلح عليه أن يجود بنظرة على بحثه، إلا أنه لا يحصل على هذه النظرة إلا في حالتين كما قال أحدهم: أن يكون سخياً يُعطى عطاءً من لا يخشى الفقر أو إذا كان لديه واسطة كبيرة، والعهدة في هذا على ذمة بعض طلاب العلوم السياسية.
فأين رئاسة الجامعة من هذا؟ ولماذا التفرقة بين الأغنياء والفقراء حتى في الإطلاع على البحوث؟!.