عبد الوارث النجري
عندما نقول بأن ما تشهده عدد من مديريات المحافظات الجنوبية من أعمال شغب وتخريب على أيادي عناصر تخريبية لها ارتباط برموز العمالة والارتهان المتواجدة خارج الوطن، كل ذلك يأتي في إطار مخطط عدواني خارجي يستهدف خيرات دول المنطقة بشكل عام، وعند طرح كهذا ليس من باب التخمين أو قراءة النجوم وضرب الودع، ولا من باب الاستهداف والتحامل على جهة معينة، بل قراءة دقيقة لمجريات الأهداف في المنطقة وعلاقة كل دولة وطائفة وتكتل بما هو حادث في منطقة الشرق الأوسط الكبير المشروع -الصهيو/أرو/أميركي- وتأتي العجوز الشمطاء بريطانيا في مقدمة تلك الدول الطامعة والمستهدفة لخيرات وثروات دول المنطقة، فالمملكة المتحدة التي كانت لها الدور الأبرز في رسم سياسات الحصار والتجويع التي مورست بحق الشعب العراقي وكذا المخطط الرئيسي للحرب على العراق وإسقاط نظام صدام لا تزال تحلم بالعودة إلى تلك الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس كي تمتص ثروات مستعمراتها في الشرق والغرب، بريطانيا التي دفعت بالأميركان إلى المستنقع العراقي باسم الديمقراطية والحرية والقضاء على نظام صدام وترسانته النووية، حيث تورط بوش وصقور البيت الأبيض في تلك الحرب ودخول العراق وتكبدت أميركا الخسائر في المال والجيش في الوقت الذي كانت القوات البريطانية المتواجدة في العراق بمأمن البصرة والشيعة، حتى عندما أراد المالكي القضاء على مليشيات جيش المهدي التابعة للتيار الصدري في البصرة ثم الاستعانة بالقوات والجيش الأميركي إلى جانب الجيش العراقي، وليس الجنود البريطانيين.
كذلك هو الحال بالنسبة لبلادنا حيث تسعى العجوز الشمطاء بشتى الوسائل لاستهداف النظام اليمني وإثارة الفوضى وأعمال الشغب والتخريب من خلال التنسيق والعمل مع تلك العناصر العملية التي لفظها شعبنا وإلى خارج الحدود.
وعبر أذناب الردة والانفصال الذين يسعون اليوم لابتزاز القيادة السياسية باسم المحافظات الجنوبية وقضايا أبناء المحافظات الجنوبية وبصيغة مناطقية بحته مع أن المحافظات الأخرى لديهم أكوام من الهموم والقضايا والمشاكل سواء الأراضي أو البطالة أو المتقاعدين، وكذا الأمية والفقر والثارات القبلية وغيرها لنجد في الأخير أن القضية ليست أبناء المحافظات الجنوبية بل العمالة والارتهان لتنفيذ مخطط عدواني خارجي لا يفرق بين صنعاء أو عدن يأكل الأخضر واليابس ويبدأ بمن كان لهم الدور الأبرز في تنفيذه لا يختلف مصيره عن الجلبي والحكيم وغيرهم، لذا نجد أن العجوز الشمطاء بريطانيا ظهرت مؤخراً على الساحة لتؤكد على الدور الذي تلعبه في المحافظات الجنوبية ووقوفها وراء تلك الاعتصامات والمظاهرات ودعوات الانفصال وأعمال الشغب التي شهدتها العديد من مديريات لحج وأبين والضالع وعدن.
وحدة الاستخبارات الاقتصادية البريطانية كانت السباقة للاعتراف بذلك الدور الذي تلعبه بريطانيا في ما يحدث من أعمال شغب وتخريب ودعوات انفصالية في مديريات بالمحافظات الجنوبية، فقالت وحدة الاستخبارات الاقتصادية البريطانية في تقريرها الصادر الأسبوع الماضي أن أحد أسباب تجاهل الحكومة اليمنية لضم وتجنيد شباب وعسكريين من المحافظات الجنوبية في الجيش يرجع إلى حقيقة مفادها عدم امتلاك الجنوبيين للسلاح مما يحجم قدرتهم على شن أي نوع من أنواع الهجوم العسكري المسلح ضد النظام السياسي الحاكم في الشمال، وأضاف تقرير تلك الوحدة الاستخبارية البريطانية بالقول: "إن هذه الجماعات المناهضة لنظام الحكم في شمال اليمن رغم اختلافها أيديولوجياً إلا أنها تكسب تأييد شعبي وتأييد بعضها البعض ضمن هدف موحد" هذا التقرير الذي يفتقد إلى (10%) من المصداقية جاء بناء على تقارير مغلوطة أعدها بلا شك رموز العمالة والارتهان ممن يسمون أنفسهم بمعارضة الخارج أمثال العطاس والحكيمي والماوري وغيرهما، إلا أنه من حيث التوقيت لنشر التقرير يعد بمثابة صب الزيت على النار والعمل على مواصلة أعمال الشغب والتخريب في الضالع وأبين ولحج وإيقاظ الفتنة في اليمن الطائفية منها والمناطقية، كون التقرير الذي نشره في العدد الأخير لصحيفة "المصدر" يعد بمثابة ضوء أخضر لأذناب الردة والانفصال لمواصلة أعمال الشغب والتخريب لتقول لهم العجوز الشمطاء في مجمل ذلك التقرير واصلوا نشاطاتكم التخريبية ولا تقلقوا فنحن معكم.
