محمد أمين الداهية
أيها الشرفاء يا أبناء جنوبنا الحر الشامخ، نحن إخوانكم في الشمال نحييكم بالتحية والسلام والإخلاص والصدق والوفاء، فأنتم إخواننا وجزء لا يتجزأ منا، وما يعنيكم يعنينا، فعزكم هو عزنا وشموخكم هو شموخنا وكرامتكم كرامتنا، فنناشدكم بالله العظيم أن تقفوا وقفة جادة وأن تتخذوا موقفاً حاسماً تجاه أولئك الذين يدعون حب الوطن والوحدة، بينما هم يدفعون بكم ويقودونكم إلى مصير لا يأبهون له لأنهم سيكونون بعيدين كل البعد عن ما سيجري، فهم بأفكارهم الخسيسة ومخططاتهم الدنيئة سيتخذونكم كورقة ضغط ليحققوا من خلالكم ما يمليه عليهم أعداء وطننا الحبيب... أيها الشرفاء إن أولئك القادة الذين يتزعمون حشودكم ليسوا إلا عملاء يهدفون إلى زرع الفتنة بيننا خدمة لأولئك الذين يجدون في خلافاتنا راحة لهم تحقيقاً لمصالحهم وأطماع أعداء وطننا في الخارج، وأن هؤلاء العملاء الذين يأسف الوطن أن يكونوا من أبنائه قد نسوا التضحيات الجسيمة التي بذلت من أجل تحقيق وحدتنا العظيمة، أيها الأوفياء نحن أبناء اليمن الواحد نحن من قال فينا رسولنا الكريم "الإيمان يمان والحكمة يمانية" وقد وصفنا حبيبنا المصطفى بأننا أرق قلوباً وألين أفئدة، فلماذا أصبحنا عكس ذلك وأصبح كل واحد منا يرى الآخر عدواً لدوداً... الأرض واحدة والوطن للجميع ونحن أخوة بالفعل لا بالقول.. أيها الأعزاء علينا.. لقد أصُبنا بنكسة موجعة لما رأيناه من بعضكم والذين قد لا يعون ما يقومون به من رفع شعارات هدامة ومطالبات جزئية للغاية، عيب وعار أن تخرج تلك الشعارات والمطالبات من رجال يعرفون جيداً ما معنى الوحدة وكيف تحققت وكيف وصلت إلى ذروتها في الغزو المستمر.. أيها الشرفاء يا أبناء يمننا السعيد، إنكم الآن تملكون فرصة عظيمة تستطيعون من خلالها أن تثبتوا للعالم أجمع بأنكم رمز للشرف والكرامة والوفاء، فقد حان الوقت لأن تقولوا لأولئك المتمصلحين على حسابكم، والذين لا يريدون من هذا كله إلا ملأ أفواههم وأحشائهم حتى وإن كان ذلك على حساب كرامتهم فهم في خلاصة القول ينفذون مطامع أجنبية وشخصية ولا يهمهم إلا أنفسهم، حتى وإن تشدقوا لكم بكلامهم وعباراتهم الكاذبة وأسلوبهم المخادع... حان الوقت لتقولوا لهم بأنكم لم ولن تكونوا سلاحاً بأيديهم يحتمون بكم لتحقيق مآربهم، وقولوا لهم بملأ الفم بأن وحدتنا غالية وأننا إخوة ولن يجني أولئك الطامعون إلا الحسرة والندامة، وهكذا أيها الشرفاء لن ينسى لكم التاريخ هذه الوقفة العظيمة التي وبفضلكم أنتم سوف تنقذون هذا الوطن، من كيد أولئك المرتزقة المحسوبين على يمننا الحبيب.
