كروان عبد الهادي
بات الفقر والغلاء شبحين يخيفان المواطن اليمني في كافه المحافظات إذ أصبحت الأسعار تفوق إمكانياتهم وقدراتهم المادية وهذا جعل المواطن اليمني يعيش أجواء من الذهول والخوف من تفاقم الأوضاع المعيشية وانعكاسات ذلك على استقرار الأسر اليمنية التي لم تعد ميزانيتها قادرة على تحمل أي زيادة لان الراتب "أي مستوى دخل الفرد" لا يتناسب مع الارتفاع الهائل للأسعار خصوصاً للمواد الأساسية والغذائية"....
الفقر والغلاء:-
الفقر والغلاء هما وجهان لعمله واحدة وهما داله التردي المعيشي الذي يعاني منه المواطن اليمني بسبب انخفاض مستوى دخل الفرد الذي تأثر بشكل كبير وأثر على ضعف القيمة الشرائية للفرد.
إذ يوجد في اليمن لغز كبير أسمه "الأجور والأسعار"هذا اللغز الذي لا يستطيع اكبر العقول الاقتصادية على حله فإذا كان متوسط دخل الفرد30 ألف فأنه على الأقل ينفق 50الف ريال في الشهر وإذا كان راتب مرتفع 50 ألف وما فوق فكذلك ينفق نصف راتبه من ما كل ومشرب ومسكن وعلاج وتعليم...ولهذا الخصوص قالت أم رأفت وهي موظفة ان الغلاء الفاحش في بلادنا غير طبيعي لان الأسعار عندنا ترتفع 100% خصوصاً المواد الأساسية التي تعتبر غذائنا اليومي.
ان الراتب يعتبر ضعيفاً أمام الارتفاع الهائل للأسعار ويجب ان يجابهه الارتفاع الحاصل.
ويضيف مواطن آخر عمر علي وهو موظف حكومي قائلاً ان الأوضاع الاقتصادية في اليمن لا تسر عدواً و لا حبيباً والأوضاع غير مستقرة خصوصاً ان الراتب لا يساوي شيء ولا حتى النصف أمام الصرفيات التي نصرفها لابد من الحكومة ان تنظر بجدية إلى الوضع المعيشي وان تقوم بدعم السلع الأساسية والضرورية وان تقوم بفتح مشاريع حقيقية تستوعب الأيدي العاملة.
الآثار الاجتماعية للغلاء:
ان ظاهرة الفقر في المجتمع اليمني تعتبر من الظواهر التي يعاني منها معظم السكان إذا لم يكن كلهم وقد صاحب هذه الظاهرة بروز العديد من الظواهر الاجتماعية مثل ظاهرة البطالة والعنف والتشرد، والتسول، وما إلى ذلك.. ومن اجل وصف هذه الظاهرة ارتأينا ان نجري الحوارات مع بعض الشباب الذين حفيت إقدامهم من اجل البحث عن وظيفة تحميهم من البطالة وقد قال لنا الشاب
*وسيم حسن وهو طالب جامعي متخرج منذ أربعة أعوام.
أنا أتابع للعمل كل يوم، قدمت أوراقي في وزارة العمل "ومافيش فائدة" الحال في اليمن أصبح صعباً أنا اضطررت للعمل في "مطعم" طبعاً مؤقتاً حتى أجد عملاً وأضاف قائلاً: الأوضاع في اليمن أصبحت لا تتحمل إذا كان الآن الروتي الذي كلنا نعتمد عليه في غذائنا أصبح يهددنا بالانقراض طبعاً انقراض لأنه كل يوم يتقلص حجمه لما يختفي.....
* وأيد كلامه زميل له ويدعي حسن سعيد وهو حتى منذ أربع سنوات.... وقال أن الأوضاع الاقتصادية رديئة والغلاء أصبح لا يطاق والأسعار جنونية أعرف ناس يقولون والله عشان نهرب من مشكلة الغلاء نتعاطى ممنوعات وفي ناس تقتل أطفالها وتنتحر وكله ذلك بسبب الغلاء.... يعني لازم على الدولة تشوف حل سريع لهذه ألازمه.......
* وأثناء التجوال في مدينة عدن كريتر لفت انتباهي وجود الأطفال المتشردين وكذا أطفال متشردين وأطفال يعملون في ورش السيارات وهذه ظواهر اجتماعية ناتجة عن الفقر والغلاء.